العراق أعلن فرض حظر للتجول وتعطيل المدارس بالتزامن مع الانتخابات؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ السلطات العراقية قرّرت تعطيل جميع المدارس وفرض حظر للتجولفي عموم البلاد بالتزامن مع إجراء الانتخابات النيابية، يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. إلا أنَّ هذه الأخبار خاطئة، ونفت الجهات الرسمية صحّتها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء الأول المتداول، منشور على منصّة فايسبوك جاء فيه (من دون تدخّل): "تنويه- تعطيل الدوام الرسمي من يوم الأربعاء 2025/11/5 إلى يوم الخميس 2025/11/13 لجميع المدارس، وليس المراكز فقط".

وفي الادّعاء الثاني، فيديو على منصّة تيك توك يظهر فيه الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية مقداد الموسوي، برفقة قادة أمنيين، معلناً تطبيق حظر تجول شامل في عموم المحافظات العراقية. وعلّق مستخدمون مع الفيديو (من دون تدخّل): "قرار حظر للتجول بين المحافظات خلال اجراء الانتخابات، على ان يبدأ منتصف الليل".
@zxcv4004 #اكسبلور #تيك_توك #العراق🇮🇶 #محمد_شياع_السوداني #اكسبلورexplore ♬ الصوت الأصلي - قناة الشعب 🇮🇶

حقيقة الخبر
بعد البحث في مواقع وصفحات الجهات المعنية، مثل وزارة التربية، والأمانة العامّة لمجلس الوزراء، ووزارة الداخلية، وقناة "العراقية الإخبارية" ووكالة الأنباء العراقية (واع) الرسميتين، تبيّن أنَّه ليس هناك أي بيان رسمي يفيد بتعطيل الدوام الرسمي للمدارس جميعها تزامناً مع إجراء الانتخابات.
من جهتها، أصدرت وزارة التربية العراقية توضيحاً رسمياً يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أكّدت فيه استمرار الدوام الرسمي في جميع مدارس العراق، وأنَّ العطلة ستقتصر على المدارس المستخدمة كمراكز انتخابية حصراً". وأشارت إلى أنَّها "ستقوم بتعويض الطلبة عن أيام العطلة قبل امتحانات نصف السنة، حرصاً على انسيابية العملية التربوية".

بدورها أوضحت مفوضية الانتخابات العراقية، للوكالة الرسمية العراقية، أنَّ تعطيل الدوام في المدارس المخصّصة كمراكز انتخابية بدأ الأربعاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وسيستمر حتّى 13 منه، بعد انتهاء إجراءات الانتخابات النيابية.
الفيديو قديم
وبالنسبة الى الفيديو، فقد اتّضح بالبحث العكسي عبر محرّك غوغل أنَّه قديم، إذ يعود إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يوم أعلنت وزارة الداخلية فرض حظر تجول شامل، يومي 20 و21 من الشهر ذاته، من أجل التعداد السكّاني الذي أجري آنذاك في العراق.

يشار الى أنّه بالبحث في صفحات خلية الإعلام الأمني، ووزارة الداخلية، والأمن الوطني، والقناة الرسمية، تبيّن أنَّه ليس هناك قرار رسمي صدر بفرض حظر للتجول بالتزامن مع الانتخابات، لا بل أوضح رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس النواب 2025 قيس المحمداوي أنَّه لا يوجد أي حظر للتجول بين المحافظات وداخلها وعلى حركة الطيران في الوقت الراهن.

وأفاد المحمداوي بأنَّه "تم تخويل رئيس اللجنة الأمنية العليا بفرض حظر التجول في حال تطلب الأمر في منطقة معينة، مشيرا إلى أنَّ "هذا القرار سيتم اتّخاذه بعد التشاور مع القائد العام للقوات المسلحة".
وقال: "الوضع الأمني في العراق مستقر، ولا توجد أي مشاكل أمنية. ونحن في طريقنا لتحقيق ما تستحقه البلاد. المنافذ والطيران تعمل بشكل طبيعي والخطة الأمنية شفافة وقابلة للتعديل".
صمت انتخابي
ويأتي تداول هذه الادّعاءات الخاطئة، بالتزامن مع استعداد العراق وشعبه لخوض الانتخابات النيابية الثلثاء المقبل، وسط أجواء مشحونة سياسياً واجتماعياً، وتحضيرات للجهات المعنية، بالإضافة إلى دخول العملية الانتخابية، ابتداء من صباح اليوم السبت، مرحلة "الصمت الانتخابي" التي تسبق عملية الاقتراع الخاص والعام.

وأكّدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات جاهزيتها الكاملة لإجراء الاستحقاق الانتخابي، بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة.
وقالت في بيان للوكالة الرسمية إنَّ "مرحلة الصمت الانتخابي ستبدأ الساعة السابعة من صباح السبت، وتستمر حتى انتهاء عملية الاقتراع العام". وأكّدت أنَّ "أي نشاط دعائي أو ترويجي للمرشحين أو القوائم الانتخابية خلال هذه المدة يُعد مخالفة صريحة للتعليمات، وستُتخذ الإجراءات القانونية بحق الجهات المخالفة".
ولفتت إلى أنَّ "هدف الصمت الانتخابي هو تهيئة بيئة هادئة ومتوازنة تتيح للناخب التفكير بحرية واختيار من يمثله من دون تأثير أو دعاية انتخابية في اللحظات الأخيرة".
ودعت الكيانات السياسية ووسائل الإعلام إلى "الالتزام التام ضوابط الصمت الانتخابي للحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية وتكافؤ الفرص بين الجميع".
نبض