تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني جاء فيه أنَّ "إيران لا توافق على تطبيق سلّم رواتب الموظفين". إلا أنَّ هذا التصريح ملفق،  ولم يدلِ به السوداني. والقالب الإخباري المتناقل معدّل. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة "العراقية الإخبارية" الرسمية يتضمّن صورة للسوداني مع خبر (من دون تدخّل): "رئيس الوزراء: ايران لا توافق على تطبيق سلم الرواتب للموظفين".

الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- بحثنا في الصفحات الشخصية والرسمية للسوداني، وقناة "العراقية الإخبارية" ووكالة الأنباء العراقية (واع) الرسميتين، وأيضاً في وكالات الأنباء الإيرانية، وتبيّن أنَّه ليس هناك أي إشارة الى تصريح مماثل للسوداني.

2- القالب الإخباري المتداول معدّل. وتبيّن ذلك بعد تأكّدنا أن قناة "العراقية الإخبارية"لم تنشر هذا التصريح. وتوصّلنا إلى الصورة الأصلية للخبر منشورة في حساب "شبكة الإعلام العراقي" الرسمية على منصة إكس، يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتضمّنت: "رئيس الوزراء: العراق أحرز تقدما مهما في إصلاح نظامه المالي".

لقطة شاشة لصورة الخبر الأصلي (إكس)

استغلال لملف حسّاس

ويأتي تداول هذا التصريح الخاطئ، في وقت يشهد العراق تنافساً سياسياً وإعلامياً كبيراً في سياق التحضير للانتخابات النيابية المقررة في 11 تشرين الثاني الجاري، وسط جدل شعبي واهتمام واسع بملف سلّم رواتب الموظفين، وهو أحد أبرز المطالب الجماهيرية، الذي تجاهله البرلمان العراقي، ولم يقرّ تعديله وتطبيقه. 

ويمثّل تداول التصريح المختلق استغلالاً لهذا الملف الحسّاس لإنتاج محتوى مضلل يوحي بتدخّل خارجي، لا سيما إيراني، في القرارات الحكومية، بهدف إثارة الرأي العام وتحريضه ضد السلطة الحاكمة.

وكانت الحكومة العراقية أوضحت موقفها من سلّم الرواتب، من خلال تصريح السوداني بأنّ "مراجعة سلّم رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام تستلزم أكثر من 34 قانوناً وقراراً وتعديل قانون جرت خلال المراحل السابقة، ويتعلق البعض منها بالمخصصات وتفاصيلها".

ويُلاحظ أنَّ القوالب الإخبارية الزائفة التي تُنسب إلى قنوات رسمية، مثل "العراقية الإخبارية"، تُستخدم بشكل متكرر في هذه الفترة لنشر أخبار زائفة مرتبطة بالسياسات الاقتصادية والانتخابية، مستغلة ثقة الجمهور بالمصادر الرسمية.