حقيقة صورة الجولاني مع أبو لؤلؤ أيام حمل السلاح... النهار تدقق FactCheck
المتداول: صورة "جمعت"، وفقاً للمزاعم، "الرئيس السوري احمد الشرع المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني، وأبو لؤلؤ، المقاتل في قوات الدعم السريع"، أيام البزة العسكرية وحمل السلاح.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه الصورة زائفة. والصورة الأصلية للجولاني تعود الى 12 ايار 2019، ويظهر فيها مع الناشط الإعلامي في إدلب طاهر العمر، الذي نشرها يومذاك بكونها ملتقطة "على الخطوط الأولى لجبهات ريف حماة". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة الشرع ببزة عسكرية، ممكساً بسلاح حربي، بينما وقف الى جانبه ابو لؤلؤ بلباس عسكري ايضا. وكانا في حقل وسط اشجار. وقد انتشرت الصورة أخيرا في حسابات مع تعليقات هاجمت الرجلين، وربطتهما بـ"الارهاب".


حقيقة الصورة
الا أنّ هذه الصورة زائفة، مفبركة.
والدليل والعثور على الصورة الاصلية للشرع منشورة في مواقع اخبارية وحسابات عدة، في 12-13 ايار 2019، ضمن تقارير عن ظهور القائد العام لهيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني يومذاك في مقابلة مصوّرة أجراها معه الناشط الإعلامي في إدلب طاهر العمر.
وبعنوان: "الجولاني يظهر على جبهات ريف حماة"، نشر موقع "عنب بلدي" السوري الصورة، مشيراً الى ان "الإعلامي المقرب من الهيئة طاهر العمر نشرها، عبر قناته في تلغرام، الأحد 12 أيار 2019، مع تعليق: "الشيخ أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام، على الخطوط الأولى لجبهات ريف حماة".


وفي مقارنة بين الصورتين الاصلية (ادناه الى اليمين) والزائفة (الى اليسار)، سترون الخلفية ذاتها فيهما، بينما حُذف العمر، وأضيف أبو لؤلؤ، واختلفت تفاصيل عدة في الجولاني. وقد أشرنا بالاحمر الى التلاعب الذي حصل، وبالاصفر الى القواسم.

وفي تلك المقابلة المصوّرة التي نشرها طاهر العمر ذلك الاحد 12 ايار 2019، في حسابه في تلغرام، دعا الجولاني إلى "حمل السلاح" للدفاع عن معقل قواته في شمال غرب سوريا، معتبرا أن تصعيد القصف السوري والروسي أسقط كل الاتفاقيات حول إدلب. وقال: "نتوجه لأي قادر على حمل السلاح ولأي قادر بأن يقوم بواجبه الجهادي... إلى أن يتوجه الى ساحة المعركة".
واعتبر الجولاني، الذي ظهر في المقابلة جالساً على الأرض تحت شجرة وسط حقل يكسوه العشب الأخضر وهو يرتدي بذلته العسكرية ومعه سلاحه، أن التصعيد الأخير "نتاج لفشل المؤتمرات السياسية ومحاولة الخداع السياسي التي كان يُحضر لها للالتفاف على الثورة السورية من أستانا الى سوتشي".

وقال إن هذه الحملة "أعلنت وفاة كل الاتفاقيات والمؤتمرات السابقة ومن كان يرعاها أو يشارك فيها" وأظهرت أن "الاعتماد... على القوة العسكرية فقط".
وجاءت المقابلة مع الجولاني في وقت شهد ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي قصفا جويا سوريا وروسيا كثيفا منذ نهاية نيسان 2019، رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق روسي- تركي تم التوصل إليه في سوتشي العام الماضي، ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل، وفقاً لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) تسيطر يومذاك مع فصائل جهادية على إدلب وأرياف حلب الغربي وحماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي.
وبين 29 نيسان و9 أيار، دفع القصف السوري والروسي أكثر من 180 ألف شخص إلى النزوح، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وطال 15 منشأة صحية و16 مدرسة وثلاثة مخيمات للنازحين. ومنذ نهاية نيسان، بلغت حصيلة القتلى المدنيين من جراء القصف نحو 120، بينهم أكثر من 20 طفلا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
اعتقال ابو لؤلؤ
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت توقيف عدد من مقاتليها للاشتباه في ارتكابهم انتهاكات أثناء سيطرتها على مدينة الفاشر في غرب السودان، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وبعد حصار دام 18 شهرا، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان. ويأتي ذلك في سياق حرب اندلعت في نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وفي بيان نُشر ليل الخميس 30 تشرين الاول، قالت قوات الدعم السريع: "تنفيذا لتوجيهات القيادة والتزاما بالقانون وقواعد السلوك والانضباط العسكري أثناء الحرب، ألقت قواتنا، القبض على عددٍ من المتهمين في التجاوزات التي صاحبت تحرير مدينة الفاشر، وعلى رأسهم المدعو أبو لؤلؤ". وأضافت: "باشرت اللجان القانونية المختصة التحقيق معهم توطئة لتقديمهم للعدالة".
وظهر "أبو لؤلؤ" في مقاطع فيديو على منصة تيك توك أثناء ارتكابه عمليات إعدام ميدانية عقب سيطرة قوات الدعم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
ونشرت قوات الدعم السريع فيديو يظهر فيه "أبو لؤلؤ" وراء القضبان في سجن في شمال دارفور، على حد قولها.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "الجولاني وأبو لؤلؤ اجتمعا معاً" كما يشاهد في الصورة المتناقلة. في الواقع، هذه الصورة زائفة. والصورة الاصلية للجولاني تعود الى 12 ايار 2019، ويظهر فيها مع الناشط الإعلامي في إدلب طاهر العمر، الذي نشرها يومذاك بكونها ملتقطة "على الخطوط الأولى لجبهات ريف حماة".
نبض