حقيقة صورة منطاد التجسس الصغير فوق مدينة الخيام... النهار تدقق FactCheck
                                    المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "منطاد تجسس صغيراً حلّق أخيراً فوق مدينة الخيام" بجنوب لبنان.
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: الصورة جاءت ضمن دراسة عن "التصوير الفوتوغرامتري بالبالونات للتراث الثقافي" نشرت عام 2004. وبالتالي لها سياق مختلف تماماً، ولا علاقة لها بلبنان او اسرائيل او بالتجسس. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة كاميرا رُبطت ببالون، على ما يبدو. وقد انتشرت خلال اليومين الماضيين في حسابات ومواقع، لا سيما لبنانية، كتبت معها: "منطاد تجسس صغير فوق مدينة الخيام".


منطاد في السماء
جاء تداول الصورة، في وقت نشرت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية اللبنانية خبرا، الاحد 2 تشرين الثاني 2025، عن "وجود منطاد في اجواء مدينة الخيام".
وعرضت قنوات ومواقع اخبارية مشاهد مزعومة لهذا المنطاد. ووصفه عدد منها بأنه "تجسّسي اسرائيلي"، نقلا عما سمّته "مصادر لبنانية".
ولم يصدر اي بيان رسمي بشأن هذا "المنطاد" تبياناً لحقيقته، ولم يُعرَف المزيد عنه من مصادر ذات ثقة.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكلّ هذا، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها مؤرشفة ضمن دراسة نشرت عام 2004، بعنوان: BALLOON PHOTOGRAMMETRY FOR CULTURAL HERITAGE، اي التصوير الفوتوغرامتري بالبالونات للتراث الثقافي.
وأُرفقت بشرح: "منصة الكاميرا أسفل البالون مع الحامل المتوازن للكاميرا والحبال".


وجاء في اختصار للدراسة أن "عملية توثيق المباني التاريخية وقياساتها ترتبط في الغالب بالتصوير الفوتوغرامتري عن قرب، للحصول على دقة عالية، من أجل تحليل البنية التفصيلية للأشياء. وحملات الطيران الكلاسيكية مكلفة أو محدودة بالدقة أو مقيّدة. وبالتالي فإن البديل الذي يتيح الوصول الفوري للبيانات هو استخدام منصة تعتمد على منطاد هيليوم وكاميرا رقمية".
وأضاف: "لمشروع في جنوب تركيا، طُوّر نظامٌ مُكوّن من منطاد هيدروليك، وكاميرا رقمية، وشاشة تحكم، وجهاز تثبيت ميكانيكي. واختيرت كاميرا أوليمبوس كاميديا 4040 Olympus Camedia 4040 بدقة 4 ميغابكسل ككاميرا رقمية، وتمّت مُعايرتها. وثُبّتت الكاميرا في إطار مثلث على محورين، لتكون لها دائما رؤية منخفضة. وتم تثبيت الإطار المثلثي بستة حبال أسفل البالون، وعلى الأرض بثلاثة حبال، يحمل أحدها سلك فيديو وسلك تحكم. وأُرسلت إشارة الفيديو الخاصة بكاميرات المراقبة إلى شاشة. كذلك تم التحكم بالكاميرا عن بُعد بواسطة الأسلاك".
وتابع: "في آب 2002، أُجريت حملة جوية فوق مسرح تاريخي مُنقّب في مدينة باتارا السابقة (بتركيا)، الميناء الرئيسي السابق لليكيا، الواقعة عند مصب نهر زانثوس. وفي هذا العرض، نُريد أن نُظهر لكم الحل التقني ونتائج هذه الحملة. وكانت دقة الصور الجوية أفضل بـ4 سنتم في الموقع والارتفاع، ورغم تعقيد عملية التحويل الرقمي، فإنها مرتبطة ببنية الأشياء. وشكّلت بيانات المتجهات ثلاثية الأبعاد أساسا لنموذج رقمي دقيق للتضاريس. وأُنشئت صور جوية لإضافة معلومات إلى النتائج الرقمية".


وأعادت المجلة التركية للهندسة نشر الصورة في عددها الصادر في تموز 2020، ونسبتها الى الدراسة اعلاه المنشورة عام 2004.

قتيلان وسبعة جرحى بغارة اسرائيلية على جنوب لبنان (وزارة الصحة)
من جهة أخرى، قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون أمس الاثنين في غارتين اسرائيليتين على جنوب لبنان، وفقا لما أفادت وزارة الصحة، في حين قالت إسرائيل إنها قضت على عنصرين في حزب الله، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى في 27 تشرين الثاني 2024 حربا بين حزب الله وإسرائيل استمرت قرابة عام، أبقت الدولة العبرية قواتها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان، وتواصل بانتظام شنّ غارات جوية دامية.
وأوردت وزارة الصحة في بيان أن "غارة العدو الإسرائيلي على طريق الدوير الشرقية قضاء النبطية أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة سبعة مواطنين بجروح".
وأسفرت غارة اسرائيلية ثانية في بلدة عيتا الشعب عن مقتل شخص أيضا، وفقا للوزارة.
من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن "مسيّرة اسرائيلية" استهدفت "سيارة عند مفرق الشرقية وسط بلدة الدوير، ما أدى إلى اشتعالها"، مشيرة إلى أضرار "كبيرة" في "مجمع تجاري" يضمّ 17 متجرا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى في منطقة النبطية على محمد علي حديد، واصفا إياه بأنه "قيادي في قوة الرضوان" التابعة لحزب الله.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن المستهدف "واصل خلال الفترة الأخيرة محاولاته لاعادة اعمار بنى تحتية ارهابية لحزب الله".
إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه قضى في عيتا الشعب على عنصر آخر في حزب الله "تم رصده وهو يهم بمحاولات جمع معلومات استخبارية عن قوات جيش الدفاع في المنطقة".
وكثّفت اسرائيل وتيرة ضرباتها منذ الأسبوع الماضي. وأسفرت غاراتها خلال تشرين الأول، عن مقتل 26 شخصا وفقا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس الأحد في بيان إن "حزب الله يلعب بالنار والرئيس اللبناني يماطل". وأضاف: "يتعيّن تطبيق التزام الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله وإخراجه من جنوب لبنان".
ويأتي ذلك بينما حض الموفد الأميركي توم باراك لبنان السبت على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، من أجل تخفيف التوترات بين البلدين.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "منطاد تجسس صغيراً حلّق أخيراً فوق مدينة الخيام" بجنوب لبنان. في الحقيقة، الصورة جاءت ضمن دراسة عن "التصوير الفوتوغرامتري بالبالونات للتراث الثقافي" نشرت عام 2004. وبالتالي لها سياق مختلف تماماً، ولا علاقة لها بلبنان او اسرائيل او بالتجسس.
    
                                                                            
                                                                            
                                                                            
                                                                            
                                                                            
                                                                            
                                                                        نبض