صورة من الأقمار الاصطناعية للفاشر وهي غارقة بدماء سكانها؟ النهار تتحقق FactCheck

النهار تتحقق 03-11-2025 | 14:15

صورة من الأقمار الاصطناعية للفاشر وهي غارقة بدماء سكانها؟ النهار تتحقق FactCheck

مشهد "لا يمكن استيعابه"، بتعبير مستخدمين. وفي المزاعم، هذه مدينة الفاشر السودانية بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها أخيراً. وتبيّن "النّهار" الحقيقة.
صورة من الأقمار الاصطناعية للفاشر وهي غارقة بدماء سكانها؟ النهار تتحقق FactCheck
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
Smaller Bigger

المتداول: صورة من الاقمار الاصطناعي تظهر، وفقاً للمزاعم، "مدينة الفاشر السودانية غارقة في دماء سكانها"، في وقت تحدثت تقارير وشهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات فيها على عمال الإغاثة منذ وقوعها في قبضة قوات الدعم السريع. 

 

الا أنّ هذا الادعاء خاطئ. 

 

الحقيقة: هذه الصورة قديمة، اذ التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز في 16 نيسان 2025، وتظهر حريقاً ودخاناً في مخيم زمزم بالقرب من مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

الصورة جوية، وتُشاهد فيها شوارع ومنازل، بينما غطت بقعة سوداء أجزاء منها. وقد تكثّف التشارك فيها أخيرا في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "صورة من الأقمار للأرض وهي غارقة بدم سكان الفاشر في السودان". 

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

 

 

صور أقمار اصطناعية جديدة تُظهر استمرار عمليات القتل الجماعي في الفاشر

جاء تداول الصورة في وقت قال باحثون في جامعة ييل الأميركية إن صورا جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر مؤشرات الى استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وفي سياق حرب اندلعت في نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، سيطرت قوات الدعم السريع الأحد الماضي على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان بعد حصار دام 18 شهرا.

ومنذ سقوط المدينة، توالت شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.

وقال مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل في تقرير الجمعة إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات على أن جزءا كبيرا من سكان المدينة "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون".

وحدّد الباحثون ما لا يقل عن 31 موقعا تحتوي على أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية. وأضاف التقرير أن "مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان".

وأفادت شهادات ناجين وصلوا إلى مدينة طويلة المجاورة بوقوع مجازر، وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم، وضرب ونهب للمدنيين الفارين.

 

مأساة المدنيين السودانيين الفارّين من الفاشر… الاعتقال أو التجويع أو الضرب حتى الموت

 

آلاف السودانيين في دائرة الخطر بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع

 

 

حقيقة الصورة

الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

 

فالبحث العكسي يوصلنا الى خيوط تقودنا الى الصورة مؤرشفة في موقع وكالة "فرانس برس"، مع شرح أنّها "مُقدّمة من شركة ماكسار تكنولوجيز، وهي مُلتقطة في 16 نيسان 2025، وموزّعة في 17 منه. وتظهر حريقًا ودخانًا في مخيم زمزم بالقرب من مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور". 

 

الصورة مؤرشفة في موقع وكالة فرانس برس
الصورة مؤرشفة في موقع وكالة فرانس برس

 

كذلك، نشرت الوكالة صورة أخرى مماثلة يومذاك. 

 

الصورة مؤرشفة في موقع وكالة فرانس برس
الصورة مؤرشفة في موقع وكالة فرانس برس

 

 

الاحد 13 نيسان 2025، قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على مخيم زمزم للنازحين في إقليم دارفور في غرب السودان، بعد يومين من قصف مدفعي عنيف وإطلاق نار، وفقاً لما أفاد مصدر داخل القوات وكالة "فرانس برس".

وأوضح المصدر شرط عدم ذكر هويته لأسباب أمنية أن "قواتنا بسطت سيطرتها على قاعدة زمزم، وتم تأمين المنطقة".

 

ويعد هذا المخيم الأكبر في دارفور، وهو يقع قرب الفاشر عاصمة شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أيار الماضي. وعانى مخيم زمزم، الذي قدّرت مصادر الإغاثة أن نحو مليون شخص كانوا يحتمون فيه، إلى جانب مخيَمي أبو شوك والسلام القريبين، بشكل كبير، خلال الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع. 

 

وقد اندلعت الحرب في السودان في 15 نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

 

وكشفت أرقام نشرتها الأمم المتحدة نزوح نحو 400 ألف شخص من مخيم زمزم بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليه الأحد.

 

ناجون يتذكرون رحلة الفرار من مخيم مهدد بالمجاعة في السودان

 

الثلثاء 15 نيسان، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو قيام حكومة موازية في السودان، مع دخول الحرب التي أوقعت عشرات آلاف القتلى وأغرقت أنحاء من البلاد في مجاعة، عامها الثالث.

وطالب 15 بلدا والاتحادان الأوروبي والإفريقي الثلثاء، خلال مؤتمر في لندن بـ"وقف لإطلاق النار فوري ودائم" في السودان، مع التشديد على "ضرورة الحؤول دون تقسيم السودان".

وجاء في بيان لدقلو على تلغرام: "نؤكد بفخر قيام حكومة السلام والوحدة - تحالف مدني واسع يمثل الوجه الحقيقي للسودان".

 

ودانت الولايات المتحدة "بأشد العبارات" تصعيد قوات الدعم السريع هجماتها في غرب السودان، مندّدة باستهداف مخيمي نازحين ومواطنين.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، في مؤتمر صحافي، إن قوات الدعم السريع "تصعّد هجماتها" على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وعلى مخيّمين قريبين يؤويان نازحين.

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر"مدينة الفاشر السودانية غارقة في دماء سكانها". في الحقيقة، هذه الصورة قديمة، اذ التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز في 16 نيسان 2025، وتظهر حريقاً ودخاناً في مخيم زمزم بالقرب من مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور. 

 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/2/2025 7:34:00 PM
أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"
كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."