حقيقة التماثيل العملاقة في بهو المتحف المصري الكبير... النهار تدقق FactCheck
نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنها لتماثيل عملاقة تزين بهو المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه رسميا في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة تماثيل عملاقة في بهو كبير. ومع اقتراب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير بعد أيام، انتشرت في حسابات مع تعليق (من دون تدخل): "المتحف المصري الكبير الذي سيتم افتتاحه قريباً... أنا عاوز أروح".

حقيقة الصورة
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذه الصورة مفبركة تماما.
فهي تعود إلى حساب inter.galatica@ في انستغرام، والذي نشرها في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، ضمن مجموعة من الصور، بعنوان: Primeval Starforges اي ستارفورجز البدائية.
وكتب معها: "قبل أن تعرف الأرض الحجر، نحتت إمبراطورية سماوية سوداء هياكل ضخمة من حديد المذنبات وضوء النجوم المضفر إلى معابد حية. وعندما انهارت مدنهم، زرع المهندسون المعماريون عالمًا ناشئًا بأحجار ضخمة مشفرة- أهرامات لا تزال تُصدر أصوات خرائط النجوم الخافتة. وعلى الأرض، تنام تلك الأحجار، محركات هادئة تنتظر ذكرى صانعيها".
وهذا يدل على ان الصورة خيالية، ولا علاقة لها بالمتحف المصري الكبير.

ويصف الحساب نفسه بأنه مهتم بالرسوم والخيال العلمي والفن بالذكاء الاصطناعي، وينشر صورا مشابهة لقصص خيالية.

مشاهد من المتحف المصري
من جهة أخرى، نشر المتحف المصري الكبير، في حسابه في الفايسبوك ويوتيوب في 16 ايلول الماضي، فيديو بعنوان: "مصر القديمة تكشف أسرارها في المتحف المصري القديم". وتضمّن مشاهد مصورة في داخله، وهي مختلفة عما يُرى في الصورة.

وكانت وزارة السياحة المصرية أعلنت في موقعها الرسمي بتاريخ 15 أب/ أغسطس الماضي أنه في إطار التجهيزات والاستعدادات النهائية للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير المقرر في 1 تشرين الثاني 2025، سيتم غلق المتحف موقتاً من 15 تشرين الأول/اكتوبر إلى 4 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير الدكتور أحمد غنيم إنه خلال هذه الفترة، سينفذ المتحف عدداً من الأعمال التنظيمية واللوجيستية، تمهيداً لاحتفال الافتتاح الرسمي.
وأشار إلى أن المتحف سيستأنف استقبال زائريه ابتداء من 4 تشرين الثاني/نوفمبر في مواعيد العمل الرسمية، والذي يوافق الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون.
ويشهد المتحف المصري الكبير، منذ 16 تشرين الثاني /نوفمبر 2024، تشغيلاً تجريبياً لعدد من الأماكن فيه. كذلك، بدأت هيئة المتحف منذ شباط/فبراير الماضي تطبيق مواعيد الفتح الرسمية الجديدة لهذه الأماكن.
وبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002، تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة، حيث أعلنت مصر، برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف.
وفاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين في إيرلندا، Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.
وبدأ بناء مشروع المتحف في أيار/مايو 2005. وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف وحفظها وصيانتها وتأهيلها. وتم افتتاحه عام 2010.
وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء المصري الرقم 2795 لسنة 2016 بإنشاء هيئة المتحف المصري الكبير وتنظيمها، قبل أن يصدر القانون الرقم 9 لسنة 2020 بإعادة تنظيم هيئة المتحف كهيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشؤون الآثار.
واكتمل تشييد مبنى المتحف، الذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدداً من قاعات العرض. وتعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم.
ويضم المتحف عدداً كبيراً من القطع الأثرية المميزة والفريدة، بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعرض للمرة الأولى كاملة منذ اكتشاف مقبرته في تشرين الثاني/ نوفمبر 1922. وهناك ايضا مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، فضلاً عن مقتنيات أثرية مختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
الخلاصة: الصورة المتداولة لا علاقة لها بالمتحف المصري الكبير. وهي خيالية وتم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي.
نبض