محاولة لاغتيال زعيم حزب السيادة خميس الخنجر في الأنبار؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يزعم تعرّض زعيم حزب "السيادة" خميس الخنجر لمحاولة اغتيال في محافظة الأنبار، وأنَّه نقل إثر ذلك إلى أحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمّان بعد إصابته. إلّا أنَّ هذا الخبر مختلق، ونفى الخنجر صحّته. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة "الشرقية" الفضائية يتضمّن صورة لخنجر، مع صورة أخرى لزجاج سيارة حمل آثار طلقات نارية. وأرفق بخبر (من دون تدخّل): "نقل الشيخ خميس الخنجر إلى أحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمان بواسطة طائرة خاصة، بعد إصابته بجروح خطيرة من جراء الاغتيال الذي تعرض له في محافظة الأنبار".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- بحثنا في حسابات خميس الخنجر، وحزب "السيادة"، وتحالف "سيادة الوطني - تشريع" الذي يتزعّمه، وقناتي "الفلوجة" و"يو تي في" المقرّبتين من الخنجر، ولم نجد أي إشارة أو إعلان رسمي بشأن تعرّضه لمحاولة اغتيال في الأنبار. كذلك لم تنقل وسائل إعلام موثوق بها خبراً مشابهاً.
2- خلال البحث في صفحة حزب السيادة، تبيّن أنَّها نشرت مساء أمس السبت، بعد تداول الخبر عن محاولة اغتيال الخميس، كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر انتخابي في العاصمة بغداد ليلاً، مع مجموعة من الصور. وهذا يعني أنَّه لم يكن في محافظة الأنبار.
3- بعد نحو ساعتين من المنشور الأول، نشر الخنجر بياناً في حسابه على منصّة إكس، نفى فيه صحة الخبر عن تعرضه لمحاولة اغتيال.

وقال في بيانه إنَّه "بعدما عجزوا عن مواجهتنا ومنعنا من قول كلمة الحق، وأخفقوا في إيقاف مشروعنا الوطني، مشروع القضية والهوية، وفشلوا في إيقاف زخم جمهوره، وخابوا في سعيهم الذي عملوا عليه طويلا، بعدما لمسوا هذا التأييد الشعبي الكبير، قاموا بترويج شائعة أننا تعرضنا لمحاولة اغتيال في مؤتمر تحالف السيادة- تشريع، الذي عُقد في بغداد اليوم".
وأضاف: "لهؤلاء جميعاً نقول لقد تعلمنا من رسولنا الأعظم أنَّ ‘المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف’. وسنبقى أقوياء بحول الله تعالى وقوته، وبدعم ومساندة جمهورنا، ولن تهزنا هذه الشائعات المتهافتة واليائسة التي تعكس خوفهم من صوت الشعب العراقي وإرادته، في وقت تظهر قوتنا، وإيماننا بقضيتنا وهويتنا وجمهورنا".
4- خلال تدقيقنا، تبيّن لنا أيضاً أن صفحات زعمت أنَّ قناة "الشرقية" هي التي نقلت الخبر عن تعرض الخنجر لمحاولة اغتيال. ولكن اتّضح بعد البحث في صفحاتها أنَّها لم تنشره، بل تم استغلال قالبها الإخباري في تسويق الخبر المفبرك. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال اختلاف الخط في القالب المتناقل عن الخط الذي تستخدمه الشرقية عادةً، فضلاً عن تضمن الخبر المحتلق أخطاء نحوية واضحة.
5- بالنسبة الى صورة زجاج السيارة الذي حمل آثار طلقات نارية، فقد تبيّن، بعد البحث العكسي، أنَّها نُشرت كصورة أرشيفية في موقع فلسطيني قبل 10 أعوام، بما ينفي قطعاً ارتباطها بعملية اغتيال مزعومة بحق الخنجر.

ويأتي تداول هذا الخبر الزائف في إطار محاولات للتأثير في الرأي العام والعملية الانتخابية عبر نشر أخبار مثيرة وغير موثّقة، ضمن موجة أوسع من الشائعات السياسية، التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة فيه.
وتسعى بعض الجهات إلى تشويه صورة منافسيها أو خلق حالة من الرعب وفقدان الثقة بين جمهور الناخبين، خصوصاً بعد اغتيال المرشح عن تحالف "سيادة الوطني – تشريع"، صفاء المشهداني، بعبوة لاصقة وضعت أسفل سيارته في العاصمة بغداد، الأمر الذي أثار جدلاً وتساؤلات بشأن تأثير الجماعات المسلّحة والوضع الأمني على سير العملية الانتخابية.
نبض