حقيقة مشاهد انتشار جهاديين فرنسيين في شوارع دمشق... النهار تدقق FactCheck

النهار تتحقق 25-10-2025 | 10:28

حقيقة مشاهد انتشار جهاديين فرنسيين في شوارع دمشق... النهار تدقق FactCheck

كانوا يهتفون "الله أكبر". فيديو زعم ناشروه أنّه لجهاديّين فرنسيّين انتشروا أخيراً في شوارع دمشق، وتبيّن "النّهار" حقيقته. 
حقيقة مشاهد انتشار جهاديين فرنسيين في شوارع دمشق... النهار تدقق FactCheck
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
Smaller Bigger

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "انتشار مقاتلين فرنسيين في شوارع دمشق"، على خلفية التوترات الاخيرة بين مقاتلين اجانب وقوات الامن السورية في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا. 

 

الا أنّ هذا الادعاء خاطئ.

 

الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 10 كانون الاول 2024، اي بعد يومين من اطاحة نظام بشار الاسد. وتظهر دخول جهاديين فرنسيين، ضمن قافلة، إلى مدينة اللاذقية الساحلية، من دون قتال، وفقاً لما تم تداولها. FactCheck# 

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 

 

14 ثانية فقط. تظهر المشاهد اشخاصاً على آلية وهم يهتفون الله اكبر. ويُسمع في الخلفية صوت رجل يقول بالفرنسية: نحن في اللاذقية، ويرحّب بنا المدنيون. وعلى وقع كلماته، يظهر حشد من الناس وهم يلوحون لهم. وقد انتشر المقطع أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "عاجل الآن- توترات بين المقاتلين الأجانب والأمن العام في إدلب، وانتشار فرنسيين مهاجرين في شوارع دمشق". 

 

 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

 


اشتباكات بين قوات الأمن السورية وجهاديين فرنسيين في محافظة إدلب

جاء تداول الفيديو في وقت خاضت قوات الأمن السورية، الأربعاء 22 تشرين الاول 2025، اشتباكات ضد جهاديين فرنسيين، بعد تطويقها مخيمهم في شمال غرب سوريا، والذي يعرف باسم "مخيم الفرنسيين"، واتهامها قائدهم برفض تسليم نفسه على خلفية خطف فتاة، في أول مواجهة تعلنها السلطة الانتقالية ضد مقاتلين أجانب منذ وصولها الى دمشق، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

 

وتتخذ "فرقة الغرباء" التي يقودها الجهادي الفرنسي السنغالي عمر ديابي المعروف بعمر أومسن، من مخيم على أطراف مدينة حارم في شمال غرب سوريا مقرا لها. ويقيم فيه عشرات المقاتلين الفرنسيين الذين يُشتبه بمساهمته في تجنيدهم خلال سنوات النزاع السوري، مع أفراد عائلاتهم.

واندلعت ليل الثلثاء- الأربعاء اشتباكات بين الطرفين، أعقبت وفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان بدء "عملية موسعة" باشرتها قوات الأمن واستهدفت المخيم "بعد تطويقه بهدف تسليم عناصر فرنسيين مطلوبين من حكومتهم".

وتراجعت وتيرة الاشتباكات بعد ظهر الأربعاء، وفقا للمرصد ومراسل لـ"فرانس برس" عند أطراف المخيم.

 

وتوصلت السلطات السورية وجهاديون فرنسيون، الخميس 23 منه، إلى اتفاق ينهي الاشتباكات التي اندلعت الاربعاء، وفقا لما أفادت مصادر من الطرفين. وينص الاتفاق على وقف لإطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من محيط مخيم حارم في محافظة إدلب. 

 

بعد اشتباكات إدلب قائد "فرقة الغرباء" يعود للواجهة... من هو عمر أومسين؟

 

 

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 

 

فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشوراً في حساب الصحافي في قناة "فرانس 24" وسيم نصر في اكس، في 10 كانون الأول 2024، مع تعليق: "سوريا من مصدر موثوق به: دخول الجهاديين الفرنسيين، ضمن قافلة، إلى مدينة اللاذقية الساحلية، قلب معقل النظام السابق، من دون قتال". 

 

 

 

لقطة من الفيديو المشور في حساب وسيم نصر في اكس في 10 كانون الاول 2024
لقطة من الفيديو المشور في حساب وسيم نصر في اكس في 10 كانون الاول 2024

 

 

وتاريخ نشر الفيديو جاء بعد يومين من اطاحة نظام بشار الاسد في 8 كانون الاول 2024. وسلّطت مشاهده الضوء على هؤلاء الجهاديين الفرنسيين في سوريا والدور الذي ادوه مع الفصائل المعارضة في اطاحة نظام بشار الاسد.  

 

وذكرت "اذاعة فرنسا" انه بين عامي 2013 و2016، سافر 1500 جهادي فرنسي إلى سوريا للانضمام إلى القتال ضد بشار الأسد.

 

وعلى غرار الآلاف من المقاتلين الأجانب، استقر الجهاديون الفرنسيون بقيادة الجهادي الفرنسي السنغالي عمر ديابي المعروف بعمر أومسن،  في محافظة إدلب التي شكلت لسنوات معقل هيئة تحرير الشام التي تزعمها الشرع وقادت الهجوم الذي اطاح بالحكم السابق. وقاتلت تلك الفصائل جنبا الى جنب ضد سلطة الأسد، وفقا لوكالة "فرانس برس". 

 

وسبق أن اعتقلت الهيئة ديابي المصنّف من واشنطن "ارهابيا دوليا" والمطلوب من بلاده، لنحو عام ونصف العام، قبل أن تفرج عنه مطلع شباط 2022.

ولا تحظى المجموعة التي يقودها بنفوذ كبير على غرار المقاتلين التركستان أو الأوزبك. وقدّرت مصادر أمنية فرنسية لـ"فرانس برس" نهاية 2024 عدد أفرادها بقرابة خمسين عنصرا يقيمون مع العشرات من افراد عائلاتهم في مخيم حارم.

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "انتشار جهاديين فرنسيين في شوراع دمشق" أخيرا. في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 10 كانون الاول 2024، اي بعد يومين على اطاحة نظام بشار الاسد، ويظهر دخول قافلة لجهاديين فرنسيين مدينة اللاذقية من دون قتال، وفقاً لما تم تداوله. 

 

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/24/2025 6:56:00 AM
أثار الفيديو المتداول موجة من الغضب بين رواد مواقع التواصل
اسرائيليات 10/24/2025 1:25:00 AM
لفت إلى أن "نتنياهو يسير على حبل رفيع مع ترامب".
سياسة 10/22/2025 8:06:00 PM
تحليل تقني يحذّر من إمكانات الدرونات التي تُحلّق فوق بيروت