إسماعيل قاآني يقول إنه من يشكل الحكومة العراقية المقبلة؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، جاء فيه أنَّه هو من سيشكّل الحكومة الجديدة في العراق. إلا أنَّ هذا التصريح خاطئ، ولم يدلِ قاآني به، والقالب الإخباري المتناقل معدّل. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة "الشرقية" العراقية يتضمّن صورة لقاآني مع خبر (من دون تدخّل): "قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني: انا من يشكل الحكومة الجديدة في العراق".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- بحثنا في صفحات وزارة الخارجية، ووسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وغير الرسمية، مثل "IRNA ARABC" و"IRIB NEWS"، ووكالة أنباء الحرس الثوري "سپاه نيوز"، ووكالتي "أنباء فارس" و"تسنيم"، وتبينَّ أنَّه ليس هناك أي إشارة إلى تصريح مماثل لقاآني.
2- بمراجعة صفحات قناة "الشرقية" على مواقع التواصل، تبيّن أيضاً أنَّها لم تنشر التصريح، وأن القالب اللإخباري المتناقل معدّل. ويحتوي الأصلي المنشور في حساب القناة على منصة إكس، يوم 7 فبراير/شباط 2022، على نص: "مصادر عراقية: قاآني يواصل لليوم الثاني تواليا لقاءاته مع قوى الاطار التنسيقي".

وقت حسّاس
ويأتي تداول هذا الخبر الخاطئ، الذي يربط اسم قاآني بتشكيل الحكومة العراقية، في وقت حسّاس بالنسبة إلى الواقع العراقي، إذ أنَّ البلد مقبل على انتخابات برلمانية هامّة بعد نحو أسبوعين، ويتصاعد الجدل حول الدور الإيراني فيه، والذي بات جلياً توسّعه وتغلغله في جذور النظام.
ولدى طهران والحرس الثوري علاقات وثيقة بعدد من القوى والأحزاب والميليشيات المسلّحة المنضوية ضمن "الإطار التنسيقي" والحشد الشعبي، والتي تلعب أدواراً مؤثّرة في المشاورات السياسية، خصوصاً عند مراحل تشكيل الحكومات أو اختيار رؤساء الكتل والوزراء.
وتشارك جهات سياسية عراقية مدعومة إيرانياً في السباق الانتخابي، مثل حركتي "حقوق" (الجناح السياسي لميليشيات كتائب حزب الله- العراق)، و"الصادقون" (الجناح السياسي لميليشيات عصائب أهل الحق)، وهي حركات ضمن "الكتلة الكبر" (الإطار التنسيقي) الراعية للحكومة الحالية.
وأخبرت مصادر وكالة "شفق نيوز" (محلية)، الثلثاء الماضي، بأنَّ "خلافاً برز بين بعض القوى الرئيسة داخل الإطار التنسيقي بشأن توظيف مؤسسات الدولة وإمكاناتها لخدمة الحملات الانتخابية، إلى جانب تباينات أخرى حول إدارة الملف الانتخابي والتمويل، ما دفع أطرافاً خارجية إلى التدخل لترطيب الأجواء والتأكيد على وحدة الصف الشيعي".
ووفقا لذلك المصدر، فإنَّ "قاآني، وخلال زيارته الأخيرة للعراق لتقديم العزاء بوفاة زوجة المرجع الديني علي السيستاني، أجرى لقاءات منفردة مع قيادات قوى الإطار التنسيقي، شدّد خلالها على ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف الشيعي وترك الخلافات جانباً قبيل الانتخابات المقبلة".
نبض