صورة لفضل شاكر مع ابنه محمد في قصر العدل ببيروت؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: صورة "جمعت"، وفقاً للمزاعم، "المغني اللبناني فضل شاكر وابنه محمد في قصر العدل ببيروت" الاربعاء 22 تشرين الاول 2025، على هامش مثوله أمام محكمة الجنايات تمهيداً لاستجوابه في إطار قضية ضده.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى 25 آب 2025. وقال الصديق المقرب من فضل شاكر المنتج عماد قانصو لـ"النهار" انه هو من التقط هذه الصورة في ذلك اليوم، في بيت شاكر في مخيم عين الحلوة، مبديا استياءه من اقدام مؤسسات اعلامية لبنانية على نشر صورة قديمة لشاكر بمزاعم خاطئة. و"هذا أمر مرفوض ومستنكر جدا"، قال لـ"النهار". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة فضل شاكر رافعا علامة النصر، بينما وقف مع نجله محمد. وقد انتشرت اخيرا في مواقع اخبارية لبنانية وحسابات كتبت معها: "بالصورة: فضل شاكر يتصوّر مع ابنه محمد في العدلية اليوم".


فضل شاكر يمثل أمام محكمة الجنايات في بيروت
تزامن انتشار الصورة مع مثول الفنان اللبناني فضل شاكر، الأربعاء 22 تشرين الاول 2025، أمام رئيس محكمة الجنايات في بيروت القاضي بلال الضناوي لإجراء استجواب تمهيدي معه، في الدعوى التي أقامها هلال حمود، أحد مسؤولي "حزب الله" الذي يقود ما تُسمَّى "سرايا المقاومة" ضد شاكر والشيخ أحمد الأسير وأربعة آخرين، بجرم "تأليف عصابة مسلحة ومحاولة القتل، وإطلاق النار عليه" خلال شهر أيار 2013، على ما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط".
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، اقتصرت الجلسة على إجراءات شكلية، وحدِّد موعد انطلاق المحاكمة التي قد تشهد مواجهة بين شاكر والشيخ أحمد الأسير وعدد من المشاركين أو الشهود في أحداث عبرا.
وتضمّن الاستجواب التمهيدي أسئلة إجرائية بحتة كتثبيت الهوية، وتحديد الممثل القانوني، والتأكد مما إذا كان شاكر قد تعرض لتهديدات قبل المحاكمة، قبل أن يُسمح له بالمغادرة من دون اتخاذ تدابير إضافية.
ووفقا لمحامية شاكر، أماتا مبارك، فإن "ملف موكلها منفصل تماما عن قضية الشيخ أحمد الأسير"، مشددة على أن شاكر يطالب بـ"محاكمة عادلة بعيدا عن أي اعتبارات سياسية".
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لشاكر لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها منشورة في حسابات عدة ابتداء من 25 آب 2025. وهذا يعني انها قديمة، وليست حديثة، كما زعمت مواقع اخبارية لبنانية.


كذلك، نشر محمد شاكر، ابن الفنان، صورة مماثلة في حسابه في انستغرام في 25 آب 2025، مع تعليق: "يا رب خلّي ضحكاته… ما يشوف الهم بحياته". وبدا فيها الرجلان بالثياب ذاتها التي ظهرا فيها في الصورة الاولى.


عماد قانصو: أنا من التقط هذه الصورة
بعد انتشار الصورة بالمزاعم الخاطئة، علّق محمد شاكر في منشور في حسابه في اكس، في 22 تشرين الاول 2025: "صورة عمرها اكثر من 3 اشهر…13 سنة من الاخبار المفبركة… ما شبعتو؟".

وقد تواصلنا معه لسؤاله عن صورته مع والده... في انتظار جواب منه.
كذلك تواصلنا مع الصديق المقرب من فضل شاكر المنتج عماد قانصو، الذي أكد لنا انه "هو من التقط هذه الصورة في 25 آب 2025، في بيت فضل في مخيم عين الحلوة".
في ذلك اليوم، كان قانصو موجوداً مع محمد في بيت والده. وقد نشر صورة جمعتهما في حسابه في انستغرام.
كذلك، ارسل الينا فيديو ضمّه الى فضل ومحمد، اللذين بدوا في الثياب ذاتها كما في الصورة. وهناك مشاهد أخرى.
وعبّر قانصو عن استيائه من نشر مواقع اخبارية صورة لشاكر بمزاعم خاطئة. وقال: "محمد ابنه لم يحضر الى قصر العدل الاربعاء". وأضاف: "من المعيب ان تقدم مؤسسات اعلامية لبنانية على نشر اخبار كاذبة، لغايات معروفة".
"إلى ابي"
وخلال الساعات الماضية، أعلن محمد شاكر، وهو ايضاً مغن، إطلاق أحدث أعماله الغنائية بعنوان "إلى أبي"، وهي أغنية مهداة إلى والده.
وكان والده المغني فضل شاكر سلّم نفسه الى الجيش اللبناني، السبت 4 تشرين الاول 2025، تمهيدا لاقفال ملفه، بحسب ما أفاد مصدر قضائي وكالة "فرانس برس"، بعدما أمضى أكثر من عقد متواريا داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين، صدرت خلاله أحكام بالسجن على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب.
وشاكر المولود في صيدا عام 1969 لوالد لبناني وأم فلسطينية، هو من أبرز المطربين في العالم العربي، وعرف بأعماله الرومانسية ودفء صوته، الى أن اعتزل الغناء في 2012 بعد تقرّبه من الشيخ المتشدد أحمد الأسير.
وفي حزيران 2013، اندلعت اشتباكات بين أنصار الأسير والجيش في بلدة عبرا قرب صيدا، إثر هجوم على حاجز عسكري. وأدت المعارك إلى مقتل 18 عسكريا و11 مسلحا، وانتهت بسيطرة الجيش على مجمع كان يتخذه الأسير ومناصروه، ومنهم فضل شاكر، مقرا لهم.
وتوارى شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندور، في مخيم عين الحلوة الأكبر للاجئين في لبنان. وأصدر القضاء العسكري حكمين غيابيين في حقه عام 2020، قضى الأول بسجنه 15 عاما مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بجرم "التدخل في أعمال الإرهاب الجنائية التي اقترفها إرهابيون مع علمه بالأمر عن طريق تقديم خدمات لوجستية لهم"، والثاني بسجنه سبع سنوات مع الأشغال الشاقة وغرامة مالية بتهمة تمويل جماعة الأسير والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر.
أما الأسير الذي أوقفته السلطات عام 2015 أثناء محاولته الفرار عبر مطار بيروت، فصدر حكم بإعدامه في 2017.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "فضل شاكر مع ابنه محمد في قصر العدل" الاربعاء. في الواقع، هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى 25 آب 2025. وقال الصديق المقرب من فضل شاكر المنتج عماد قانصو لـ"النهار" انه هو من التقط هذه الصورة في ذلك اليوم، في بيت شاكر في مخيم عين الحلوة، مبديا استياءه من اقدام مؤسسات اعلامية لبنانية على نشر صورة قديمة لشاكر بمزاعم خاطئة.
نبض