وقّعت شركة "إكسيلريت إنرجي" (Excelerate Energy)، التي تتخذ من ولاية تكساس مقراً لها، اتفاقيةً مع العراق لتوريد وتشغيل محطةٍ بحريةٍ ضخمةٍ لاستيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG)، بقيمة 450 مليون دولار، وفقاً لما أعلنت عنه الشركة.
وجاء قرار العراق بالمضي في هذا المشروع بعد الانخفاض الحاد في واردات الغاز الإيراني المستخدمة في تشغيل محطاته الكهربائية، وفشل اتفاقٍ آخر لاستيراد الغاز من تركمانستان في التحقق.
وستتمركز وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة في خور الزبير بمحافظة البصرة، وستزوّد المحافظة والمناطق المجاورة بالغاز، حيث تعطلت عدة محطات كهرباء هناك بسبب نقص الإمدادات.
محطة غاز عائمة (نبض)
ووقّعت الشركة الاتفاق بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في مكتبه ببغداد، وذلك بعد نحو شهر من تلقيها رسالة الإسناد الرسمية للمشروع.
وقال الرئيس التنفيذي لـ "إكسيلريت"، ستيفن كوبوس، إن الاتفاق يمثل أول مشروع متكامل للشركة في الشرق الأوسط لتوريد وتشغيل محطة عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال. وأضافت الشركة في بيان صدر في 3 أكتوبر أن تنفيذ المشروع سيتم بقيادة "إكسيلريت" وبالتنسيق مع الحكومة العراقية، معتبرةً أنه فرصة لتعزيز أمن الطاقة والبنية التحتية في العراق. من جانبها، أوضح مكتب رئيس الوزراء السوداني أن المشروع المتكامل يتضمن عقداً لمدة خمس سنوات لتوريد الغاز الطبيعي المسال وخدمات إعادة التغويز، مع خيار التمديد.
وسيبدأ المشروع بطاقة أولية تبلغ 250 مليون قدم مكعب قياسي يومياً من الغاز، قابلة للزيادة إلى 500 مليون قدم مكعب، بحسب البيان.
وأشارت "إكسيلريت" إلى أنها ستستخدم أحدث سفنها لإعادة التغويز، وهي السفينة Hull 3407 التي يجري بناؤها حالياً في شركة هيونداي للصناعات الثقيلة في كوريا الجنوبية. ومن المتوقع أن تبدأ العمليات في عام 2026 بعد استكمال أعمال البناء والموافقات التنظيمية.
وأشار مكتب السوداني إلى أن المحطة العائمة تُعد خياراً مرناً يوفر سرعةً في التنفيذ وتكاليف أقل مقارنة بالبنى التحتية الثابتة، وتهدف إلى ضمان إمدادات الغاز لتوليد الكهرباء وتقليل الاعتماد على الغاز المنقول عبر الأنابيب.
ويُذكر أن العراق، الذي يمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، أعلن هذا العام عن عزمه شراء محطات عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لتغذية محطاته الكهربائية. وجاء القرار بعد تراجع حاد في واردات الغاز الإيراني، التي تشكّل نحو 40% من إنتاج الكهرباء في المحطات العراقية التي تعمل بالغاز.
كما أعقب ذلك فشل مذكرة التفاهم مع تركمانستان بسبب اعتراض أميركي على مرور الغاز عبر الأراضي الإيرانية.
وقد زار مسؤولون عراقيون قطر خلال الأشهر الماضية لبحث اتفاق محتمل لتوريد الغاز المسال، كما جرى بحث واردات الغاز من سلطنة عُمان خلال زيارةٍ حديثة أجراها السوداني إلى مسقط.