فيما يواصل لبنان مسيرته في "التفاوض للتوافق" مع صندوق النقد الدولي كون هذا الاتفاق يشكل شرطاً أساسياً لتأمين الدعم المالي المطلوب من قبل الدول المانحة، ووسط توقعات بأن يسجّل الاقتصاد الحقيقي نمواً نسبته 5% هذا العام والذي يعتبر الأعلى منذ العام 2010، وفي سياق التقرير الجديد الصادر عن المصرف العالمي "Standard Chartered" والذي طرح ثلاث سيناريوهات لتحديد قيمة استرداد سندات اليوروبوندز، ظلت الأسواق المالية اللبنانية تشهد هذا الأسبوع استقراراً في سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية، بينما سجّلت سوق سندات اليوروبوندز تراجعات في الأسعار على طول منحنى المردود، وسلكت سوق الأسهم مسلكاً تنازلياً، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.

في التفاصيل، ظل سعر صرف الليرة مقابل الدولار يتحرك هامشياً في محيط 89600-89700 هذا الأسبوع، بينما تجاوز إجمالي احتياطيات مصرف لبنان بالعملات ومن الذهب عتبة الـ50 مليار دولار منتصف تشرين الأول 2025 بالمقارنة مع 34 مليار دولار في نهاية العام 2024، أي بنمو مقداره 16 مليار دولار، بشكل رئيسي نتيجة ارتفاع أسعار الذهب عالمياً وسط إقبال على التوظيفات الآمنة نتيجة المخاوف من انعكاسات السياسة الأميركية الجمركية على نمو الاقتصاد العالمي وجراء التوقعات بخفض معدل الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مرتين اضافتيين قبل نهاية العام الحالي. وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، تراجعت الأسعار على طول منحنى المردود من 23.50-23.60 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق إلى 22.50-22.60 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة، وسط تحذيرات دولية من تصعيد اسرائيلي موسع على لبنان، وفي سياق التقرير الجديد الصادر عن "Standard chartered" والذي جاء فيه أن السيناريو الأساسي يفترض قيمة استرداد 22 سنت بعد إعادة هيكلة الدين. أما في سوق الأسهم، فقد تراجع مؤشر الأسعار بنسبة 1% أسبوعياً، بينما تقلصت أحجام التداول من 35.2 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 5.5 مليون دولار (ما عدا عمليات خارج الردهة) هذا الأسبوع.

بنك عودة. (مواقع)

الأسواق
في سوق النقد: ارتفع معدل فائدة الانتربنك من 5% في نهاية الأسبوع السابق إلى 10% يوم الجمعة، في إشارة إلى التراجع النسبي في السيولة بالليرة اللبنانية داخل سوق النقد. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 9 تشرين الأول 2025 أن الودائع المصرفية المقيمة واصلت تقلصها بقيمة 15087 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص بشكل رئيسي إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 14176 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 158.4 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما تراجعت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 911 مليار ليرة وسط تقلص في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 471 مليار ليرة وانخفاض في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 440 مليار ليرة. في هذا السياق، تقلصت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) بقيمة 15093 مليار ليرة أسبوعياً وسط تراجع خجول في حجم النقد المتداول بقيمة 2 مليار ليرة وتراجع طفيف في محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بمقدار 3 مليار ليرة.

في سوق القطع: ظل سعر صرف الليرة مقابل الدولار يسجّل هذا الأسبوع تحركات هامشية في السوق الموازية في حدود 89600-89700، بينما بلغت احتياطيات مصرف لبنان من الذهب والعملات زهاء 50.5 مليار دولار منتصف تشرين الأول 2025 مقابل 34.2 مليار دولار في نهاية العام 2024، أي باتساع مقداره 16.3 مليار دولار. ويعزى هذا الاتساع بشكل رئيسي إلى نمو احتياطيات مصرف لبنان من الذهب من 24.1 مليار دولار في نهاية العام 2024 إلى 38.7 مليار دولار منتصف تشرين الأول 2025، أي بما مقداره 14.6 مليار دولار جراء ارتفاع أسعار الذهب عالمياً وسط إقبال واسع النطاق على التوظيفات الآمنة جراء المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي نتيجة السياسة الأميركية الجمركية ونتيجة التوقعات بشأن خفض معدل الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي مرتين اضافتيين قبل نهاية العام الحالي. الجدير ذكره هنا أنّ احتياطي الذهب لدى المركزي يشكّل اليوم أكثر من 90% من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع تحقيقه هذا العام والبالغ 43 مليار دولار، وهي النسبة الأعلى عالمياً.

في سوق الأسهم: سلكت بورصة بيروت مسلكاً تنازلياً هذا الأسبوع، كما يستدل من خلال تراجع مؤشر الأسعار بنسبة  1.2% بالمقارنة مع إقفال الأسبوع السابق. فمن أصل 8 أسهم تم تداولها، انخفضت أسعار 4 أسهم، بينما ارتفعت أسعار أربعة أسهم. في التفاصيل، تراجعت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 1.3% إلى 81.20 دولار. وانخفضت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 3.6% إلى 78.10 دولار. وعلى صعيد الأسهم المصرفية، أقفلت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" على انخفاض نسبته 9.4% إلى 2.99 دولار. وتراجعت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 0.7% إلى 7.20 دولار. في المقابل، قفزت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة 8.9% إلى 7.50 دولار. وارتفعت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 8.0% إلى 0.94 دولار. وفي ما يخص الأسهم الصناعية، قفزت أسعار أسهم "الإسمنت الأبيض اسمي" بنسبة 10.1% إلى 38.00 دولار. وارتفعت أسعار "هولسيم لبنان" بنسبة 1.4% إلى 73.50 دولار. أما أحجام التداول، فقد تقلصت من 35.2 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى زهاء 7.9 مليون دولار (من ضمنها عمليات خارج الردهة بقيمة 2.4 مليون دولار على أسهم سوليدير "أ"). هذا وقد استحوذت أسهم "سوليدير" على 66.75% من النشاط، تلتها الأسهم المصرفية بنسبة 22.93% منه، فالأسهم الصناعية بنسبة 10.32%.

سوق سندات اليوروبوندز: سجلت سوق سندات اليوروبوندز تراجعات في الأسعار على طول منحنى المردود خلال هذا الأسبوع، في ظل التحذيرات الدولية من اتساع نطاق الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، وتلازماً مع صدور تقرير جديد عن المصرف الاستثماري العالمي Standard Chartered Bank والذي جاء فيه أنًّه في ظل عائد بنسبة 12% على السندات بعد إعادة هيكلة الدين ثمة ثلاث سيناريوهات مفترضة: السيناريو الأساسي يتوقع قيمة استرداد 22 سنت؛ السيناريو الإيجابي يتوقع قيمة استرداد 36 سنت؛ والسيناريو السلبي يتوقع قيمة استرداد 11 سنت. في هذا السياق، تراجعت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية للأوراق التي تتراوح استحقاقاتها بين العام 2020 والعام 2025 من 23.50-24.50 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق إلى 22.50-23.50 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة. وأقفلت أسعار سندات اليوروبوندز التي تستحق بين العام 2026 والعام 2037 عند 22.60-23.60 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة مقابل 23.60-24.60 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. عايه، تكون أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية قد زادت بنسبة 76% منذ نهاية العام 2024.