إلى أين تتجه أسهم التكنولوجيا في عهد ترامب؟

اقتصاد وأعمال 25-10-2025 | 21:00

إلى أين تتجه أسهم التكنولوجيا في عهد ترامب؟

يتّسم تأثير سياسات ترامب على قطاع التكنولوجيا بطابع مزدوج؛ فمن جهة، تسهم سياسات الحماية والتفضيل الصناعي في تقليص جزء من الأخطار التشغيلية، لكن القيود التجارية والرسوم الإضافية، بخاصة على الرقائق المتقدمة والتقنيات الحساسة، ترفع تكاليف الإنتاج وتحدّ من فرص التوسع العالمي.
إلى أين تتجه أسهم التكنولوجيا في عهد ترامب؟
صورة تعبيرية (وكالات)
Smaller Bigger

تشكلت في السنوات القليلة الماضية مجموعة تُعرف بـ«الشركات السبع الكبرى» أو "Magnificent Seven" التي تضم غالباً شركات مثل "آبل"، "مايكروسوفت"، "ألفابت" (غوغل)، "أمازون"، "ميتا"، "نفيديا" و"تيسلا". وهي الشركات التي حملت جزءاً كبيراً من أداء مؤشرات الأسهم الأميركية بسبب نمو أرباحها وتأثيرها الواسع على الاقتصاد الرقمي. هذه المجموعة لا تزال مركز ثقل السوق، وتمثّل نسبة كبيرة من القيمة السوقية لمؤشر S&P أو ناسداك.


ما الذي حصل منذ تنصيب ترامب (الفترة الأحدث حتى خريف 2025)؟
 بوضوح، شهدت السوق تقلبات قوية بعد بروز سياسات تجارية جديدة وإجراءات تنفيذية مرتبطة بالرسوم الجمركية ودعم التصنيع المحلي، إضافة إلى مزيج من قرارات تنظيمية وتسريع بعض البنى التحتية الرقمية. أحداث مثل إعلان سياسات تعرّض سلاسل التوريد لتعديلات وتهديدات بفرض رسوم أو قيود على التجارة أثارت ذعراً قصير المدى في أسهم معينة (خصوصاً التي تعتمد على سلاسل توريد عالمية أو صادرات إلى الصين)، بينما دفعت أخبار الطلب القوي على وحدات المعالجة للذكاء الاصطناعي وارتفاع إنفاق الشركات على البنية التحتية السحابية بعض اللاعبين الكبار إلى تسجيل أرباح وارتفاعات متجددة. 


كيف تتأثر أداء شركات التكنولوجيا بسياسات ترامب؟ 
يتّسم تأثير سياسات ترامب على قطاع التكنولوجيا بطابع مزدوج؛ فمن جهة، تسهم سياسات الحماية والتفضيل الصناعي في تقليص جزء من الأخطار التشغيلية داخل الولايات المتحدة، وتشجّع شركات كبرى مثل مايكروسوفت وإنفيديا على ضخّ استثمارات أكبر في مراكز البيانات والتصنيع المحلي، وهو ما يدعم الطلب على البنية التحتية التقنية ورأسمال المشاريع (CapEx).

لكن في المقابل، فإن القيود التجارية والرسوم الإضافية، بخاصة على الرقائق المتقدمة والتقنيات الحساسة، ترفع تكاليف الإنتاج وتحدّ من فرص التوسع العالمي، ما قد يضغط على هوامش الأرباح لدى شركات تعتمد على الأسواق الخارجية مثل "آبل" و"تسلا". كما أن التوجه التنظيمي للإدارة الأميركية تجاه القطاع الرقمي – سواء نحو تشديد القيود أم تبنّي نهج أكثر مرونة، يبقى عاملاً مؤثراً في إيرادات الإعلانات الرقمية، لا سيّما بالنسبة إلى شركات مثل "ميتا" و"ألفابت" التي تعتمد بشكل كبير على هذا المصدر من الدخل!

 

صورة تعبيرية (وكالات)
صورة تعبيرية (وكالات)

 

 

هل ستشهد «الشركات السبع» المزيد من الارتفاعات؟
 الجواب ليس قاطعاً، من جهة، هناك زخم قوي مدفوع بالطلب على الذكاء الاصطناعي والبرمجيات السحابية الذي يرفع توقعات الأرباح لبعض الشركات (نفيديا ومايكروسوفت ذكرتا الطلب القوي على رقائق وخدمات سحابية)، وهذا يظل عاملاً مساعداً لاستمرار الارتفاعات عند توافر أرباح تتجاوز التوقعات. من جهة أخرى، تزداد الأخطار حيث يحدث تسارع للسياسات الحمائية، وتغيّرات في الإنفاق الاستهلاكي أو الإعلاني، وقيم تقييمية مرتفعة قد تجعل أي تراجع في التوقعات يسبب تصحيحات حادة. لذلك يتوقع المحلّلون تبايناً في الأداء داخل المجموعة — بعض الأسماء قد تواصل الصعود بدافع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، بينما يعاني آخرون من تصحيح أو تباطؤ نمو. 


ماذا حدث وما المتوقع حدوثه عملياً في الفترة القريبة؟
 عملياً شهدنا موجات أرباح قوية لبعض الشركات دفعت أسعار أسهمها إلى صعود جديد، لكن أيضاً شهدت السوق أيام تراجع حادة مرتبطة بتصريحات عن سياسات تجارية أو مخاوف اقتصادية. التوقع الأكثر معقولية حالياً هو استمرار فصل الأداء: شركات مرتبطة مباشرة بـنماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية (نفيديا، مايكروسوفت، ربما ميتا) لديها حظوظ أكبر لاستمرار الطلب وارتفاعات مقنعة، بينما شركات تعتمد بشدة على سلاسل توريد عالمية أو الإنفاق الاستهلاكي قد تواجه مزيداً من التقلب. سيبقى المستثمرون والمؤسسات يقيسون الأخبار السياسية والتنظيمية جنباً إلى جنب مع نتائج أرباح الربع لمراقبة استمرار الزخم.


هل ستستمر هذه الارتفاعات؟ 
الخلاصة الواقعية ممكنة لكن ليست مضمونة. استمرار ارتفاعات قطاع التكنولوجيا يعتمد على ثلاثة معايير رئيسية:

 (1) أن تظل ربحية الشركات وتوقعات النمو مدعومة بالطلب على الذكاء الاصطناعي والسحابة.
(2) أن تُخفّف سياسات الحمائية الجديدة أو تُدار بطريقة تقلّل الضرر على سلاسل التوريد.
(3) ألا تتدهور أوضاع الاقتصاد الكلي (رفع فائدة مفاجئ أو ركود) الذي قد يضغط على تقييمات الأسهم العالية. في ظل غياب هذه الضمانات، من المرجح أن ترى السوق موجات صعود تختلط بتصحيحات دورية، لذا تظل تنويع المراكز وإدارة الأخطار  مفتاحاً للمتعاملين. 

أسهم التكنولوجيا لم تعد قصة نمطية موحدة فهي الآن مزيج من فرص هائلة وأخطار سياسية واقتصادية متجددة. للمستثمر الحذر: راجع نسب التعرض للتكنولوجيا، راقب قرارات السياسات التجارية والتنظيمية، وقيّم كل سهم على حدة بناءً على مدى تأثره بسلاسل التوريد ودرجة اعتماده على إنفاق الشركات على الذكاء الاصطناعي لأن مستقبل هذه الأسهم سيُحسم عند تقاطعات هذه الحقائق أكثر منه عند وعود بسيطة بالارتفاع الدائم.

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 10/28/2025 5:28:00 AM
تتحمل المصارف  مسؤولية استثمار جزء أساسي من أموال المودعين في مصرف لبنان، رغم علمها بعجز المالية العامة، فيما يتحمل "المركزي" مسؤولية تمويل الدولة خارج الأطر القانونية
اقتصاد وأعمال 10/28/2025 10:49:00 AM
يعطي المدعي العام المالي القاضي ماهر شعيتو عناية خاصة لملف المبالغ المستعادة ومتابعة كل تفاصيله.
صحة وعلوم 10/29/2025 2:06:00 PM
أنقذ الطبيب اللبناني الدكتور محمد بيضون طفلاً من الموت بجراحة غير مسبوقة أعاد فيها وصل رأسه بجسمه، بعدما كان الأمل مفقوداً في نجاته.
أوروبا 10/29/2025 1:12:00 AM
ابنة بريجيت ماكرون في شهادة أمام القضاء: "إنهم يسخرون من أولادي ويقولون أن جدتهم متحولة".