تطبيقات الكتب الموجزة تصنع "المثقف اللايت"!

ثقافة 06-01-2025 | 09:22

تطبيقات الكتب الموجزة تصنع "المثقف اللايت"!

كم شخصاً يحمل كتاباً ورقياً في مقابل من يحملون الهواتف؟ 
تطبيقات الكتب الموجزة تصنع "المثقف اللايت"!
الكتاب الالكتروني
Smaller Bigger

كم شخصاً يحمل كتاباً ورقياً في  مقابل من يحملون الهواتف؟ 

 

في لاغياب الإحصاءات والأرقام الدقيقة، يكفي أن نتأمّل الناس من حولنا حتى نقرأ الواقع كما هو.

 

عيون القرّاء اختفت وراء الشاشات الصغيرة، وهواتفهم أصبحت جزءاً من أجسادهم. كأن الهاتف النقّال عضوٌ جديد نبتَ فينا فجأةً، من دون أن نعرف لماذا أو كيف؟

 

هذا المشهد الجليّ يقودنا حتماً نحو سؤال جوهريّ: هل الهاتف الذكي اليوم هو بديل الكتاب؟ وهل هو قادرٌ على صنع ثقافتنا؟ 

 

الجواب باختصار: نعم ولا. 

 

فلنعترف أولا بأنّ القراءة التقليدية بدأت تضيع في زحام الحياة الرقميّة.
قراءة الكتب، مثلها مثل أيّ فعل آخر، تأثّرت قطعاً بالتغييرات الجذرية جرّاء الثورة التكنولوجيّة. 

 

وصل الأمر إلى حدّ الإعلان عن "موت الكتاب الورقي"، ليتبيّن لاحقاً أنّ هذا الاعتقاد مجرّد توقّع مبكر، بل رأي متسرّع سببه التخوّف من كل ما هو جديد.
الرقمنة أرخت بظلالها حول كلّ ما يحيط بنا. الكتاب نفسه دخل ضمن منظومة الرقمنة، فانتشرت الكتب الصوتية والرقمية الى أن بلغنا أخيرا مرحلة تطبيقات الكتب الموجزة.

 

هذه التغيرات قد تشكل جدلاً عند كثير من الكتّاب والمثقفين. لكنّ عنصر الشباب كان الأسرع في الاندماج والأقدرعلى التكيّف. ولعلّه وجد في أشكال القراءة الجديدة حلاّ مناسباً لمواكبة عالمٍ سريع الوتيرة ومزدحم بالمهمات والمسؤوليات التي تحولنا بدورها الى آلات أشبه بالروبوتات.

 

قرّاء اليوم مختلفون عن قرّاء الأمس. يرغبون في اكتساب الكثير خلال وقت قليل، وسيلتهم في ذلك "الإصبع" بدلاً من "الدماغ".

 

لا شكّ في أنّ انتشار الهواتف الذكية وقضاء وقت طويل على مواقع التواصل والنقر المتواصل على محركات البحث، كلها أمور أدّت الى شيوع مشكلة "التشتّت الانتباهي" عند كثيرين. 

 

هذا التشتّت أثّر- ويؤثّر- على أجهزتنا العصبية، ويجعلنا أقلّ صبراً، أقلّ تركيزاً، وأقلّ قدرةً على الاسترخاء.

 

من هنا جاءت تطبيقات الكتب الصوتية والموجزة بدائل من القراءة التقليدية، وحققت بالتالي نموًاً ملحوظاً. 

 

الكتب الصوتية هي الأنسب لشكل حياتنا السريع والمتغيّر، إذ يمكنها أن ترافقنا في تنقلاتنا وأماكن انتظارنا سواء في السيارة، القطار، النادي الرياضي، صالات الانتظار... ومن المتوقع أن ترتفع نسبة الكتب الصوتية الى نحو 30% خلال السنوات الخمس المقبلة.

 

ووفقاً لتقرير صادر عن شركة "Statista"، فإنّ مستخدمي تطبيقات الكتب الرقمية في ازدياد مستمرّ أيضاً. وتوقعت أن يصل عدد مستخدمي تطبيقات الكتب الرقمية في العالم إلى نحو مليار مستخدم حتى عام 2027. 

 

ثمة تطبيقات معروفة عالمياً مثل "Audible" و"Blinkist" تقدم محتوى ملخصاً أو صوتياً لكتب شهيرة، مما يتيح للمستخدمين استهلاك المعرفة بسرعة، بما يتناسب مع وتيرة الحياة اليومية الراهنة. 

 

مثلاً، مستخدمو تطبيق "Blinkist" يمكنهم قراءة ملخصات كتب في غضون 15 دقيقة، مما يساعدهم على تحصيل معرفة سهلة من دون الحاجة الى قضاء ساعات في القراءة.

 

عربياً، لا وجود تقريباً لإحصاءات وأرقام محددة، ولكن تطبيقات الكتب هي في انتشارٍ أوسع، يوماً تلو آخر.

 

بعض تلك التطبيقات مثل "وجيز" و"أبجد" تحقق إقبالاً متزايداً من قرّاء يسعون الى القراءة مع توفير الوقت والجهد والمال.

 
هذه القراءة البديلة قد تساعد في تراكم المعلومات وتزيد نسب الاطلاع، لكنها لن تتمكن إطلاقاً من إنتاج معرفة عميقة وأصيلة. 

 

تطبيقات الكتب الموجزة قد تكون أشبه بثقافة "فاست فوود"، لكنها تُتنج مثقفاً لايت، قليل الثقل والدسم!

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/13/2025 1:59:00 AM
حكومة بنيامين نتنياهو تجري مشاورات هاتفية عاجلة بشأن تعديلات على قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار خطة ترامب.
المشرق-العربي 10/14/2025 6:00:00 AM
 لماذا استغرق التوصّل إلى اتفاق كل هذا الوقت فيما أُهدرت فرص سابقة وهل كان من الممكن إبرام صفقة في وقت أبكر عندما كان عدد أكبر من الرهائن على قيد الحياة، وقبل مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين؟
النهار تتحقق 10/15/2025 10:36:00 AM
"الرهائن الإسرائيليون بالبيجامات الكاستور المصرية". ضجة في وسائل التواصل بسبب مشاهد تقصّت "النّهار" صحّتها. 
لبنان 10/15/2025 7:13:00 AM
التفجير استهدف مجدداً حي المساير الذي تعرض سابقاً لأكثر من عملية مماثلة