أربعة روائيين يتنافسون على غونكور 2025: سباقٌ مفتوح على كلّ الاحتمالات
تستعدّ أكاديمية غونكور لمنح جائزتها الأدبية العريقة الثلاثاء، بعد سباقٍ حادّ بين أربع روايات وصلت إلى المرحلة النهائية، تتصدّرها رواية "كولكوز" لإيمانويل كارير، أحد أبرز الأسماء المرشحة بقوة هذا العام.
منذ أشهر، تميل التوقعات الأدبية والصحافية إلى ترجيح فوز أحد ثلاثة كتّاب هم: ناتاشا أبّانا عن "الليل في القلب" (دار غاليمار)، وإيمانويل كارير عن "كولكوز" (دار بول)، ولوران موفينييه عن "البيت الفارغ" (دار مينوي)، فيما تشكّل كارولين لامارش المنافسة البلجيكية الوحيدة على اللائحة النهائية بروايتها "الجميل الغامض" (دار سوي).
ورأى رئيس الأكاديمية فيليب كلوديل في تصريح لوكالة "فرانس برس" أنّ هذا العام لا يقدّم عملاً متفوّقاً بشكلٍ واضح على غيره، ما يجعل المنافسة "مفتوحة على جميع الاحتمالات". وفي العام الماضي، كانت الجائزة من نصيب الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود عن روايته "الحوريات".

وانطلقت المنافسة هذا الموسم من بين نحو 500 رواية صدرت بين آب/أغسطس وتشرين الأول/أكتوبر، اختيرت منها 15 بداية، ثم تقلّصت إلى ثماني روايات، وصولاً إلى القائمة الرباعية الأخيرة التي أُعلنت في 28 تشرين الأول. وكما جرت العادة، سيُعلَن اسم الفائز في مطعم "دروان" الباريسي الشهير، الذي يحتضن منذ عقود لحظة الإعلان المنتظرة.
ورغم أنّ قيمة الجائزة رمزية لا تتعدى 10 يورو، إلا أنّ الفوز بها كفيل بتحويل الرواية إلى ظاهرة مبيعات ضخمة في المكتبات الفرنسية والعالمية.
اقرأ أيضاً: الموسم الأدبي الجديد في فرنسا: رواية العائلة عالمه، والشّهادة عنوانُه
وتتنوّع موضوعات الأعمال المتنافسة هذا العام بين الملحمة العائلية والتأمل الذاتي والدراما الاجتماعية. فـ"البيت الفارغ" للوران موفينييه تمتدّ على 750 صفحة ترسم مصير عائلة عبر ثلاثة أجيال منذ بدايات القرن العشرين، فيما تشكّل "كولكوز" لإيمانويل كارير تحية شخصية لوالدته الراحلة، الباحثة اللامعة في شؤون الاتحاد السوفياتي وعضو الأكاديمية الفرنسية.
أما رواية "الليل في القلب" لناتاشا أبّانا، فتنفتح على ثلاث حكايات لنساءٍ وقعن ضحايا العنف الأسري، اثنتان لاقتا حتفهما، وثالثة نجت لتروي قصتها. في حين تُعيد كارولين لامارش في "الجميل الغامض" رسم حياة امرأة تُصدم باكتشاف المثلية الجنسية لزوجها، في نصٍّ يستكشف هشاشة الحب والحقيقة.
ورغم كثرة الجوائز الأدبية في فرنسا، تبقى غونكور تاج الموسم الثقافي، بما تحمله من رمزية أدبية وتأثير حاسم في مسار الكتّاب وحياتهم الأدبية.
نبض