ثقافة 25-09-2025 | 09:31

"بيروت كتب": أكثر من 80 كاتباً عالمياً في لبنان... السفير الفرنسي لـ"النهار": "لحظة مهمّة في مسار الفرنكوفونية"

"المهرجان أصبح موعداً لا يمكن تجاوزه"
"بيروت كتب": أكثر من 80 كاتباً عالمياً في لبنان... السفير الفرنسي لـ"النهار": "لحظة مهمّة في مسار الفرنكوفونية"
جانب من معرض للكتاب الفرنكوفوني. (أ ف ب)
Smaller Bigger

في خريف بيروت، من 22 إلى 26 تشرين الأوّل/أكتوبر 2025، تتزيّن المدينة وفضاءات مدن لبنانية أخرى بموعد أدبي كبير يعيد للكلمة بريقها: المهرجان الدولي والفرنكوفوني "بيروت كتب"، في نسخته الثالثة، بتنظيم من المعهد الفرنسي في لبنان و"المعهد العالي للأعمال" في بيروت (ESA).

على مدى خمسة أيّام، يتحوّل لبنان إلى ملتقى مفتوح لأكثر من ثمانين كاتباً وكاتبةً وناشراً وفاعلاً في صناعة الكتاب الفرنكوفوني من مختلف أنحاء العالم. أسماء بارزة سيجتمعون في فضاءات متعدّدة ليحتفوا بالكتاب والقراءة، في زمن تبدو فيه الحاجة ماسّة إلى إعادة الاعتبار للكلمة المكتوبة. هذه الأسماء هي من رموز الأدب الفرنكوفوني من مختلف أنحاء العالم، ومنهم نيكولا ماتيو، مايليس دو كيرانغال، سيرج بلوخ، هيملي بوم، شارل بربريان، كوثر أديمي، ريم بطال، بالإضافة إلى أسماء لبنانية بارزة مثل شريف مجدلاني، لمياء زيادة، مروان شاهين، هيام يارد ولور إبراهيم.

"إنّها لحظة مهمّة في مسار الفرنكوفونية". هكذا اعتبر السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو في حديث لـ"النهار"، معتبراً أنّ "المهرجان أصبح موعداً لا يمكن تجاوزه، وبرنامجاً رائعاً بحقّ". يتمنّى ماغرو أن يتمكّن أكبر عدد ممكنٍ من الإفادة منه؛ ولهذا السبب، فإنّ المهرجان ليس محصوراً ببيروت فقط. "سنذهب إلى أماكن عديدة في مختلف المناطق ليتمكّن الجميع من الوصول إلى الثقافة، ولنُظهر أنّ الفرنكوفونية - إلى جانب غيرها - هي أيضاً جسر إلى الثقافة والتعليم"، يقول.

عودة "ربع الساعة الوطني للقراءة"
قبل انطلاق المهرجان بيوم واحد، وتحديداً في 21 تشرين الأوّل/أكتوبر عند الساعة 11:15 صباحاً، يعود التقليد الذي أصبح علامة فارقة: "ربع الساعة الوطني للقراءة". مبادرة جماعية تتوحّد فيها الصفوف على نصّ، في لحظة صمت مفعمة بالدلالات، تسبقها وتليها لقاءات تجمع كتّاباً وتلامذة المدارس في مختلف المناطق اللبنانية.

 

ملصق الدورة  الثالثة من “بيروت كتب“.
ملصق الدورة الثالثة من “بيروت كتب“.

 

في الإطار، تؤكّد مديرة المركز الفرنسي في لبنان سابين سكيورتينو لـ"النهار" أنّ "الهدف من هذا المهرجان هو بالفعل أن يعرّف اللبنانيين واللبنانيات إلى الأدب الفرنكوفوني أو أن يتيح لهم إعادة اكتشافه". فـ"بيروت كتب" يمزج بين أنماط أدبية شديدة التنوع، بحيث يجد كلّ شخص ما يوافق ذائقته من أنشطة.

"نولي اهتماماً خاصاً بالشباب من أجل أن نغرس فيهم حبّ القراءة"، تقول، "لهذا السبب تجدون في البرنامج كتّاباً ورسّامين في أدب الأطفال سيقدّمون أنشطة ضمن الفعاليات العامة، إلى جانب الكتّاب المشاركين".

أدب في كل أشكاله
المهرجان يذهب أبعد من الندوات وحلقات النقاش. إلى جانب الرواية والشعر والبحوث، سيكون للكتاب المصوّر ولأدب الأطفال واليافعين مساحة واسعة. على البرنامج أيضاً معارض فنية، قراءات حيّة، عروض سينمائية وأخرى موسيقية مرسومة، ورش عمل، ندوات ولقاءات، ليُتاح لكل زائر أن يقترب من الأدب بطريقة تناسبه.

 

 

مديرة المركز الفرنسي في لبنان لـ"النهار": الفرنكوفونية ليست قضية خاسرة
يعدّ لبنان فاعلاً رئيسياً في الفضاء الفرنكوفوني، ليس فقط من خلال دوره الثقافي والتعليمي، بل أيضاً عبر انتشار جاليته في مختلف القارات. وتزخر الأدبيات اللبنانية الفرنكوفونية بغنى استثنائي.

 

 

والصحافة أيضاً على المنصّة، وتحضر كجسر بين الأدب والواقع، مع تسليط الضوء على الكتابة الصحافية عبر حدث استثنائي: تسليم جائزة "ألبير لوندر" المرموقة، التي تحتفي بأرقى أشكال الصحافة المكتوبة والمرئية والوثائقية.

المهرجان بالنسبة لفرنسا موعد مميّز مع لبنان، "موعد آمل أن يصبح ثابتاً لا غنى عنه"، يقول السفير الفرنسي، "موعد يتيح لنا أن نُبرز مختلف وجوه التعاون بين فرنسا ولبنان في المجالات التربوية والثقافية".

موعد مع الكلمة
من أبرز ما يميّز "بيروت كتب" أنّه مفتوح بالكامل للعموم. جميع الفعاليات مجانية، ما يجعل الثقافة حقاً مشتركاً، لا امتيازاً محصوراً. وتؤكّد مديرة المركز الفرنسي أنّ المهرجان هو "مهرجان للأدب الفرنكوفوني"، مشيرة إلى أنّ "الفرنكوفونية لا تقتصر على فرنسا وحدها، ولهذا يسعدنا أن نستضيف كتّاباً من عشر جنسيات مختلفة: من الجزائر، المغرب، كندا، سويسرا، بلجيكا، الكاميرون، والعديد من البلدان الأخرى".

هذه الدورة من "بيروت كتب" بالغة الأهمية بالنسبة إلى "المعهد العالي للأعمال"، إذ "تجسّد معنى العيش المشترك والتعاون"، وفق المدير العام لـ"ESA" ماكسانس دويو الذي يقول في لقاء مع "النهار"، إنّه "من المهم بالنسبة إلينا نحن المربّين أن نخصّص وقتاً لنحيط أنفسنا بالفن والجمال والثقافة، خلال هذه الفسحة الساحرة التي سنقدّمها جميعاً معاً".

هذا العمل الجماعي يشمل ثمانين كاتباً وعشرين موقعاً في مختلف أنحاء لبنان، وتستضيف الـ"ESA" في حدائقها في حرم المدرسة عطلة نهاية الأسبوع الختامية والاحتفالية.

يُشارك دويو السفير الفرنسي الرؤية الطموحة للمهرجان، وقد عبّر ماغرو في حديثه لـ"النهار" عن أنّ "الفرنسية ليست مجرّد لغة بل وسيلة حقيقية للثقافة والتعليم والشباب"، معتبراً أنّ المهرجان "لحظة نتوقّف فيها قليلاً لنُتيح لجميع اللبنانيين واللبنانيات الإفادة من هذا التعاون الكثيف والمتين".

وتوازياً مع حديثه ماغرو عن أهمية اللغة الفرنسية التي، بالنسبة إليه، "نتقاسمها جميعاً، وهي جزء من الهوية اللبنانية"، تقول مديرة المركز الفرنسي سكيورتينو إنّ "ما يجمع الكتّاب الثمانين المشاركين هو في نهاية المطاف وسيلة التعبير، أي اختيار اللغة، اللغة الفرنسية التي توحّدهم".

هكذا، في قلب مدينة لا تنفك تبحث عن فسحات حياة، يأتي "بيروت كتب" ليؤكّد أنّ الأدب لا يزال قادراً على جمع الناس حول قيم الحوار، الحلم، والخيال. خمسة أيام يُنتظر أن تتحوّل خلالها بيروت، ومعها لبنان كلّه، إلى فضاء حيّ للكتاب، حيث القارئ ليس متلقّياً، إنّما شريكاً في صناعة مشهد ثقافي حيّ ومتجدّد.


الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
اقتصاد وأعمال 9/29/2025 10:48:00 AM
في عام 1980، وصل الذهب إلى ذروته عند 850 دولارًا للأونصة، وسط تضخم جامح وأزمات جيوسياسية. وعند تعديل هذا السعر لمستويات اليوم، يعادل حوالي 3,670 دولارًا.
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟ 
النهار تتحقق 9/30/2025 9:34:00 AM
العماد رودولف هيكل ووفيق صفا جالسين معاً. صورة قيد التداول، وتبيّن "النّهار" حقيقتها.