
غسان سلامة، الوزير المثقف في وزارة الثقافة. وهذه ليست مسألة بديهيّة. بل إنّه أمرٌ نادر الحدوث في لبنان.
غسان سلامة من بين قلائل جداً تسلّموا هذه الحقيبة غير مُكرهين أو جاهلين دورها ورمزيّتها. بل هو من اختارها وفضّلها على وزارات "سيادية" أخرى.
بعد مشهد التسلّم والتسليم بين وزير الثقافة السابق محمد مرتضى والجديد غسان سلامة، تدخل وزارة الثقافة مرحلة جديدة مع رجلٍ تعرفه ويعرفها. هي ليست المرة الأولى التي يتسلّم فيها غسان سلامة وزارة الثقافة. بل كان وزيراً للثقافة بين عامي 2000 و2003.
يومها، انشغل بتفصيلٍ لم يشغل وزراء الثقافة قبله أو بعده، وهو مركزية الفضاءات الثقافية في بيروت.
أمام غنى بيروت بالمكتبات والمسارح، كانت المناطق الريفية تفتقر إلى كثيرٍ من هذه الفضاءات.
ابن قرية كفرذبيان عمد إلى تأسيس أكثر من 30 مكتبة ريفية خلال تولّيه وزارة الثقافة للمرّة الأولى.
وليس عبثاً هذا الاهتمام بـ"تثقيف" الريف، فهو ابن مدرّس عشق الأرض وأورثه حبّ القرية والجذور.
وزارة الثقافة قد تكون الأفقر مالياً بموازنة تكاد تكون معدومة. لكنّها الأثقل معنوياً لأنّ قيمة لبنان كلّه تكمن في قوّته الثقافية.
ويبقى أمل اللبنانيين كبيراً بوزير جديد، سياسيّ، مفكّر ، مثقف، مؤمن بأنّ الفنون والحرية والقراءة هي الحلّ لعلاج كثير من أعطاب هذا البلد.