عيد الاستقلال… لحظة وطن تتجدد فيها الإرادة

منبر 24-11-2025 | 10:23

عيد الاستقلال… لحظة وطن تتجدد فيها الإرادة

تتجلى أهمية عيد الاستقلال في كونه ليس مجرد مناسبة تاريخية يُحتفى بها، بل هو محطة للتأمل في معنى الدولة وواجباتها نحو شعبها. 
عيد الاستقلال… لحظة وطن تتجدد فيها الإرادة
تعبيرية (مواقع تواصل)
Smaller Bigger

 راشد شاتيلا

 

 

 

تتجلى أهمية عيد الاستقلال في كونه ليس مجرد مناسبة تاريخية يُحتفى بها، بل هو محطة للتأمل في معنى الدولة وواجباتها نحو شعبها. ففي هذه اللحظة تتوقف الأزمات اليومية، ويتاح للبنانيين النظر إلى وطنهم بعين لا يغشاها الانقسام، لتستعيد الروح الوطنية بوصلة الوحدة والمسؤولية. فالاستقلال الحقيقي لا يُقاس بتاريخ إعلان الحرية، بل بقدرة الدولة على حماية مواطنيها وتعزيز سيادتها على أرضها.

تتضح بعد ذلك أهمية حماية لبنان من أي عدوان خارجي، فهي الركيزة الأساسية لاستمرار الدولة. فالأمن الوطني ليس هدفاً موقتاً، بل مهمة مستمرة يتقاسمها الجيش، المواطن والمؤسسات العامة على حد سواء. وكل تهديد خارجي، مهما كان حجمه، يستهدف معنى الدولة نفسها، لذلك فإن الوحدة الوطنية واليقظة الدائمة هما السبيل الأمثل لتعزيز قدرة الوطن على الصمود في مواجهة أي تهديد.

لكن الدفاع عن الاستقلال لا يكتمل دون النظر إلى الداخل، حيث تبرز إعادة الإعمار أولوية وطنية ملحة. لبنان الذي عانى من أزمات متلاحقة يحتاج إلى مشروع متكامل يعيد بناء ما تهدم، ويستعيد الثقة بين المواطنين والدولة، ويضع أساساً اقتصادياً قوياً يضمن مستقبلاً مستداماً. إعادة الإعمار تتطلب رؤية شاملة، شفافية في الإدارة، عدالة في التوزيع، وشراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص.

في هذا السياق، يلعب الشباب اللبناني دوراً محورياً. فهم القوة الفكرية والعملية التي تستطيع نقل البلاد نحو مستقبل مزدهر. من خلال إبداعهم وقدرتهم على تبني التكنولوجيا الحديثة والمقاربات الابتكارية، يصبح الشباب عنصراً رئيسياً في صون الاستقلال وبناء الوطن. الاستثمار في هذه الطاقات ليس ترفاً، بل استثمار استراتيجي في مستقبل الدولة واستقرارها.

إلى جانب الشباب، يشكل المغتربون رافداً لا يُستهان به في دعم لبنان. لقد حملوا صورة بلادهم إلى العالم، وساهموا في تعزيز الاقتصاد عبر خبراتهم ورؤوس أموالهم وعلاقاتهم الدولية. كما يمثل المغتربون جسوراً ثقافية واقتصادية يمكن أن تساهم في تغيير مسار البلاد إذا تم استثمارها بشكل حكيم. فهم شركاء حقيقيون في بناء الوطن، مهما فرقتهم المسافات.

نجاح لبنان في حماية نفسه وإعادة بناء ما تهدم وتمكين الشباب والاستفادة من طاقات المغتربين، يحتاج إلى رؤية وطنية جامعة لا تخضع لمصالح آنية. فالاستقلال الحقيقي يظهر حين توحد الإرادة الداخلية، وعندها تصبح الدولة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية معاً بحزم وثبات.

ختاماً، عيد الاستقلال ليس مجرد ذكرى تحتفى بها الشعوب، بل هو تذكير يومي بأن لبنان يمتلك كل العناصر التي تحتاج إلى إدارة حكيمة وإرادة صادقة. حماية الوطن، إعادة بنائه، تمكين الشباب، والاستفادة من المغتربين، كلها خطوات عملية لتحويل الاستقلال إلى واقع حيّ، يعيشه كل لبناني، ويحتفل به الوطن كله في صمود وثقة.

      

الأكثر قراءة

العالم العربي 11/23/2025 8:22:00 PM
نفذت مجموعة مسلحة من عشائر بني خالد هجوماً مسلحاً "انتقامياً" على حي المهاجرين بمدينة حمص.
سياسة 11/23/2025 9:20:00 PM
الحزب يقول إن "المجاهدين سيمضون ‏قدماً بثبات وشجاعة ‏لإسقاط كل مشاريع العدو الصهيوني وراعيته أميركا".‏  
دوليات 11/23/2025 11:56:00 AM
 تزوجت سيرينا كيلي وهي في الثالثة من عمرها من مؤسس الطائفة والواعظ ديفيد بيرغ، الذي كان يكبرها بخمسة وستين عاماً. وأضافت أن هذا الزواج لم يكن حالتها الوحيدة، إذ كانت واحدة من أربع زوجات طفلات لدى بيرغ.
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان