وطن إفتراضي....
هويدا سليت بيطار
أين هو؟ لديْنا هوية، لديْنا عَلَم، لديْنا خارطة، لكن أين هو؟ ماضيه إنتداب وإحتلال، حاضره فساد وفائض قوة، مستقبله إعادة إعمار ثم إعادة إعمار ثم إعادة إعمار.
هناك يوم لذكرى الإستقلال، ولا يوجد يوم للوطنية. هناك يوم للطائفية والعنصرية ولا يوجد يوم للسيادة والكرامة.
أيام كثيرة مضت على هذه الدولة، إلا يوم الحرية والاستقلال. لم يكنْ يوماً شعبه حراً بل تابع، طائع لأسياده. لم يكن يوما بلداً مستقلاً والإملاءات عليه من كل حدبٍ وصوب.
كل سنة بتاريخ محدد نحتفل بذكرى إستقلال وهمي. تُرفع الشعارات وتُكثر الخطابات وتُقْبَل التهاني بإستقلال نتوسله من الدول المُهنِئَة.
لبنان! لا تزال ضحية حُكام دُهاة سبقوا العلم والتكنولوجيا بدهائِهم، إذ ابتدعوا وطناً إفتراضياً سبق عصره بفسادهم واوهموا شعبه بأنه حقيقة موجودة في حلم كل فردٍ، بعيداً من واقعٍ مرير الحقيقة فيه أكثر مرارة.
هنيأً لكم أيها الفاسدون على هذه البدعة، إذ أعطيتُم العالم مثالاً عظيماً كيف يكون الوطن الافتراضي ...
نبض