منبر 01-10-2025 | 12:50

زيارة الراعي الثانية مواقف وطنية متقدمة

أتت الزيارة الثانية لنيافة البطرك الراعي إلى الجنوب بالأمس متقدمة عن زيارته الأولى في آب الماضي لجهة المواقف الإيجابية والوطنية التي تضمنت توصيفاً للحال لعله يشفي صدور كثيرين ويخفف من معاناتهم ويشعرون معها أن المرجعيات الدينية تهتم بواقعهم وحاضرهم ومستقبلهم وأنها غير بعيدة عن همومهم.
زيارة الراعي الثانية مواقف وطنية متقدمة
البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في قرية رميش خلال جولة على قرى الجنوب
Smaller Bigger

محمد عبد الله فضل الله 

 

 

 

أتت الزيارة الثانية لنيافة البطرك الراعي إلى الجنوب بالأمس متقدمة عن زيارته الأولى في آب الماضي لجهة المواقف الإيجابية والوطنية التي تضمنت توصيفاً للحال لعله يشفي صدور كثيرين ويخفف من معاناتهم ويشعرون معها أن المرجعيات الدينية تهتم بواقعهم وحاضرهم ومستقبلهم وأنها غير بعيدة عن همومهم.
في الزيارة الثانية كان البطرك سباقًا إلى إطلاق مواقف وطنية رائدة تؤسس للغة مشتركة ولوحدة وطنية جامعة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد.
أكد البطرك أن لا سلام ولا استقرار من دون الجنوب وهنا التشديد على موقع الجنوب من الوطن وبأنه جزء لا يتجزأ منه وبأنه قلب الوطن وليس على أطرافه وهذا مهم في وقت يجري الحديث فيه عن مناطق عازلة وخالية في قرى الحافة الأمامية. 
لفت غبطته إلى أن بقاء الجنوب قوياً ومحصّناً هو ضمانة لبقاء لبنان وهذا كلام هام في وجه من تسول له نفسه افتعال الفتنة وفي وجه كل مشاريع الكانتونات والتقسيم، فلبنان موحد بكل مناطقه وأبنائه وسيبقى كذلك.
وكان التركيز على دعوة الدولة بكل مؤسساتها إلى إعادة الإعمار والحياة إلى قرى الجنوب المهدمة كنوع من أنواع تثبيت الحق بالعودة والإعمار وكشكل من أشكال تمسك الجنوبيين بأرضهم في وجه المطامع الإسرائيلية. 

 

 

كذلك الدعوة إلى انسحاب العدو من الجنوب حتى تحفظ السيادة وتكتمل وحتى يعود الناس إلى عيشهم المشترك الذي هو الأساس في وحدة الجنوبيين واللبنانيين بوجه عام. 
يعود البطرك الراعي اليوم في مواقفه إلى التأسيس الفعلي لخطاب التعايش وإحداث التوازن المطلوب في العلاقة المسيحية الإسلامية وتوجيهها بما يعزز مناخات الانفتاح والثقة بين مكونات البلد التي لا بد وأن تفكر بعقول باردة ونفوس منفتحه وواعية لدقة المرحلة وخطورتها على الوطن ككل.
نعم هذه المواقف المتقدمة تمثل حقيقة دور بكركي التاريخي في الدفاع عن لبنان وسيادته في وجه العدوانية الإسرائيلية التي تطال بعدوانيتها القرى المسيحية والإسلامية بلا تمييز.
نعم هذه المواقف من غبطة البطرك تبدد الكثير من الهواجس والمخاوف لدى الناس الذين يشعرون بأنهم قد تركوا لقدرهم وبأنهم مهمشون.
لقد قال البطرك في عظته في القليعة: "... إنّي أحيّيكم جميعاً، أنتم الآتون من هذه البلدات وسواها من الجنوب العزيز، الأرض المباركة، أرض الكرامة والحريّة...".
وقال: "نحيّي إخواننا من الطائفة الشيعيّة الكريمة، أبناء هذه الأرض المباركة، شركاءنا في المصير والوطن الذين بوجودهم وصمودهم يشكّلون مع إخوانهم المسيحيّين والسّنّة والدّروز شهادة حيّة للتّعايش والكرامة في جنوبي لبنان. ويكتبون تاريخاً واحداً من العيش معاً والصّمود".
وختم بتحية المسيحيين والشيعة الذين يتعلمون معًا في هذه المدرسة (ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات) كعائلة لبنانية واحدة تعيش الفرح المشترك.
هذا الكلام يؤكد نفي التباينات بين أبناء البلد الواحد وعلى عيشهم المشترك في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضدهم فأهل الجنوب ينشدون السلام والعزة والسيادة وقد تعبوا من الحروب التي تستهدفهم.
هذه المواقف الجديرة بالتوقف عندها تمنع جو الانقسامات وتعزز مناخ الوحدة والصمود وهي رسالة تطمين للجميع وإلغاء للخوف من الآخر وتظل العبرة الأساسية في متابعة هذه المواقف وإظهارها ضمن خطوات ومواقف سياسية داعمة ومتناغمة.
يبقى أن يترجم الناس والفاعلون من جميع الفئات هذه المواقف مزيداً من الانفتاح وتلقف الفرصة من أجل تنقية الجو المشحون والعمل المخلص من أجل صون هذا البلد وعيشه المشترك الذي تلتقي عليه رسالة المسيحية كما الإسلام.  


 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟