منبر 25-09-2025 | 11:35

البابا لاوون في لبنان في لحظة ملتهبة؟

في خضم النار المستعرة على مساحة العالم، وبوجه خاص في مشرقنا، الذي تتهافت عليه سياسات الخارج ومصالحه، تأتي الزيارات الدينية كمحطة بارزة لتبريد الأجواء وتهدئة النفوس المشحونة.
البابا لاوون في لبنان في لحظة ملتهبة؟
البابا ليون الرابع عشر (أ ف ب).
Smaller Bigger

محمد عبد الله فضل الله 


 

 

في خضم النار المستعرة على مساحة العالم، وبوجه خاص في مشرقنا، الذي تتهافت عليه سياسات الخارج ومصالحه، تأتي الزيارات الدينية كمحطة بارزة لتبريد الأجواء وتهدئة النفوس المشحونة.
بعد أحداث وتطورات سياسية مفصلية في المنطقة، تحمل زيارة البابا لاوون إلى لبنان، في الثلاثين من تشرين الثاني المقبل، أبعاداً روحية وسياسية لكونها أول محطة لقداسته في الخارج، منذ انتخابه في أيار الماضي، وفي توقيت يعاني فيه البلد الكثير من المصاعب، ويواجه التحديات التي لا يُحسد عليها. وطن التعايش والأديان والتعدّدية يعاني حتى يحافظ على نموذجه في المنطقة، التي تعصف بها النزاعات والحروب وتخنقها التكتلات والاصطفافات الإقليمية والمحلية.
تأتي هذه الزيارة، والعيش المشترك مهدد، والفتن تطل برأسها، والمصالحة الوطنية في خطر، ولبنان الكيان والدولة تتجاذبهما الخرائط الدولية التي تحاول تركه لمصيره المجهول.
لطالما كان الحوار لصيقاً بالنفس التواقة إلى البناء والتواصل، ينطلق من قواعد إنسانية سوية، ويؤكد قيم الرسالات السماوية.
كما أن العدالة الاجتماعية والسلام لا ينبثقان من فراغ، فهما يحتاجان إلى أسس متينة وسليمة، أهمها رفض الظلم ومواجهته واحترام حقوق الإنسان في العيش الكريم؛ وهذا ما عبّرت عنه رسالة السيد المسيح الذي لو كان موجوداً اليوم لكان مع المظلومين ضد المحتلين والمستعمرين. 
نعم، نريد من بابا الفاتيكان أن يكون شجاعاً ويتحدّث عن الأطفال والنّساء والرجال الفلسطينيين الّذين قتلهم اليهود المحتلّون في المجازر المتواصلة والفظائع في غزّة. فبابا الفاتيكان بما يمثل من مرجعية دينية وإنسانية لا بد له من أن يدافع عن كل الذين يتعرضون للظلم والعدوان في كل أرجاء الأرض لكون قضية الظلم لا تتجزأ.
اليوم أيضاً، في ظل ما يتعرض له المسجد الأقصى، وما تتعرض له كنيسة القيامة من تهديدات بفعل حفريات المحتل، من الطبيعي أن يدافع البابا عنهما بما يمثلان من رمزية ومكانة.
من جهة أخرى، بات حلماً أقرب إلى الخيال أن يرى اللبنانيون القيادات الإسلاميّة والمسيحيّة تتعاون من خلال حوار حقيقيّ وتنسيق سياسي واجتماعي وثقافي من أجل حماية المسلمين والمسيحيّين وسائر المظلومين في العالم.
هذا التنسيق المفترض لا يمكن له أن يقوم من دون توافر النوايا المخلصة والإرادة السياسية الواعية والحكيمة، لأننا تعودنا في هذا البلد أن نحتكم إلى عصبياتنا الطائفية والمناطقية التي ما تزال تنهش بواقعنا وتمنع قيام تواصل جدي على الأرض.
باعتقادي، إن العلاقة بين الدين والسياسة قد تكون علاقة تصالحية تخدم البشر إذا ما سارت في الاتجاه الصحيح، الذي يزرع القيم في النفوس، وبخاصة نفوس الساسة، ويمنعهم من المتاجرة بحقوق الشعوب بطريقة نفعية مصلحية، بل تأكيد سياسة أن الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو انتمائهم أو الحدود المصطنعة التي رسمها المستعمر للشعوب من إسلامية ومسيحية وغيرها.

 

 

 

نتعلم من رسالة البابا الأمل والرجاء بقيامة حقيقية لبلد تعب من النزف المستمر ومن الدمار والقتل والانقسامات الداخلية ومن الفقر والحاجة التي يتلوى بنارها الكثيرون، الذين لا صوت لهم، حيث السياسيون منغمسون في مصالحهم ومشاريعهم ولو على حساب جوع الناس وآلامهم.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟