انتخابات مجلس النواب العراقي: من الفائز؟
كتب محمد إبرهيم شمس الدين
تحظى انتخابات مجلس النواب العراقي بالمتابعة والاهتمام المحلي والدولي نظراً لأهمية العراق دولةً ، موقعاً ودوراً أساسياً في المنطقة ، فالنتائج التي سوف تفرزها هذه الانتخابات من فوز قوى وتحالفات تعطى السلطة والشرعية لمجلس نيابي وحكومة جديدة تحكم العراق لسنوات أربع مقبلة تعمل خلالها على تحقيق ما يصبو إليه العراقيون من الأمن والأمان الاقتصادي والاجتماعي إلى تحقيق السيادة والمصالح الوطنية ، تمكين العراق من مواجهات التحديات التي تعصف بالمنطقة ويتأثر بها من حرب غزة ، سقوط النظام في سورية ، الحرب في لبنان واحتمالات عودة الحرب بين إيران وإسرائيل .لذا تعتبر هذه الانتخابات هي الأهم منذ العام 2003 وسقوط النظام السابق.
الانتخابات في القانون
تجرى هذه الانتخابات العامة في 11 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي بعدما تسبقها انتخابات الفئات الخاصة (القوى الأمنية والنازحون ) في 9 من الشهر ، وفقاً لقانون الانتخابات الرقم 12 لعام 2018 والمعدل بالقانون الرقم 4 لعام 2023 تاريخ 27 آذار 2023 ويتضمن القانون البنود التالية:
- تشرف على الانتخابات في كافة مراحلها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وليس تحت اشراف وزارة الداخلية كما يحصل في العديد من الدول.
- يجب على المرشح أن يكون حاصلاً على شهادة البكالوريوس أو ما يعادلها ، باستثناء كوتا المكونات تكون الشهادة الإعدادية فاعلة.
- عدد أعضاء مجلس النواب 329 نائباً ، منهم كوتا للنساء بنسبة 25% أي 83 مقعداً ويراعى في القائمة أن تكون امرأة بعد كل 3 رجال، وكوتا للمكونات ب 9 مقاعد وهي 5 للمسيحيين – ومقعد واحد لكل: من الاأيزيديين – المندانيين- الشبكيين – الكرد الفيليين.
- يكون الترشح بطريقة القائمة المفتوحة ولا يقل عدد المرشحين عن 3 ولا يزيد عن ضعفي عدد المقاعد في الدائرة الانتخابية ( المحافظة) ويحق للناخب الاقتراع للقائمة الواحدة أو أحد المرشحين فيها ، كما يجوز الترشح الفردي
- في حال فقد عضو مجلس النواب مقعده لأي سبب كان يحل محله المرشح التالي في عدد الأصوات الحاصل عليها في القائمة ذاتها.
- تعتمد المحافظات العراقية الـ18 دوائر انتخابية ، ويخصص لكل منها عدد من المقاعد وفقاً لعدد الناخبين كما هو مبين في الجدول رقم 1 ، فمثلا العدد الأكبر من المقاعد هو للعاصمة بغداد ويصل عدد الناخبين إلى 866،314،4 ناخباً وتضم 71 مقعداً منها 17 مقعداً كوتا للنساء ومقعدان كوتا للمكونات:1 مسيحي – 1 منداني.

- تجري الانتخابات بالقوائم المفتوحة وفقاً للقانون النسبي – طريقة أنطوان دي سانت لاغو 1.7، بحيث تقسم الأصوات الصحيحة لكل قائمة على الأعداد التسلسلية المفردة التالية : 1.7 – 3-5-7-9 -11.....للوصول الى عدد مقاعد الدائرة الانتخابية ويتم اختيار أعلى النواتج حتى استيفاء جميع مقاعد الدائرة .أما مقاعد المكونات فيكون الترشح إفرداياً ويعتبر فائزاً المرشح الحاصل على أعلى الأصوات .
- يجري الاقتراع إلكترونياً بواسطة البطاقة البيومترية الشخصية ،وهو من بين أحدث أنظمة الاقتراع في العالم ما يحد من الفساد ويعزز الشفافية فلا يمكن الاقتراع إلا لصاحب البطاقة لاختلاف في البصمة إذا حملها شخص آخر ، ويسرع في إصدار النتائج بعيداً عن التلاعب . وتصدر النتائج في اليوم التالي في حال تطابق العد وإلا يتم اللجوء الى العدد اليدوي ما يؤخر صدور النتائج.
- يجري الاقتراع بواسطة بطاقات اقتراع معدة مسبقاً تحمل أسماء القوائم المتنافسة في الدائرة الانتخابية مع أرقام كل منها والرقم التسلسلي للمرشح وصور وأسماء المرشحين الأفراد.
- حددت المفوضية سقف الإنفاق بـ500 ألف دينار ( نحو 370 دولاراً) ومبلغ متحرك هو 250 ديناراً × عدد الناخبين في الدائرة ، ويدور نقاش حول هذا المبلغ بين من يعتبره زهيداً وبين من يعتبره كبيراً وكافياً ، وفي كل الحالات هناك كلام أن أكثرية المرشحين يتجاوزون هذا الإنفاق بأشواط كبيرة.
الانتخابات بالأرقام
وصل عدد الناخبين الإجمالي ( 18 سنة وما فوق ) إلى 588،262،29 ناخباً منهم 291،404،21 حصلوا على البطاقة البيومترية ويمكنهم الاقتراع ويتوزعون :
تصويت عام: 773،063،20 ناخباً
تصويت خاص:980،313،1 ناخباً
نازحون: 538،26 ناخباً
وقد حصل هذا العام نحو 1.2 مليون ناخب جديد على البطاقة البيومترية.
بلغ عدد مراكز الاقتراع العام والخاص 539،9 مركزاً تضم 883،43 محطة اقتراع.
كما بلغ عدد العاملين في الانتخابات 411،219 موظفاً.
المتنافسون
تشهد الانتخابات منافسة حادة بين 768،7 مرشحاً منهم 248،2 امرأة يتوزعون على:
31 ائتلافاً
38 حزباً
79 قائمة
ومن أبرز القوى المتنافسة:
- ائتلاف الإعمار والتنمية بقيادة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ويضم عدداً من الأحزاب من ميول مختلفة ، والذي تشير استطلاعات الرأي العام الى إمكانية فوزه بأكثرية كبيرة ما يحسم الكثير من الاستحقاقات العراقية.
- ائتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي والمكون الأساسي هو حزب الدعوة الإسلامية والذي يسعى إلى تعزيز حضوره النيابي.
- تحالف الفتح ( منظمة بدر بقيادة هادي العامري ) وصادقون (عصائب أهل الحق وهم من القوى المقربة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية
- حركة حقوق وهي الواجهة السياسية لحزب الله في العراق.
- تحالف قوى الدولة الوطنية المكون من تيار الحكمة ( عمار الحكيم ) والنصر ( رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي).
- في الجهة السنية يبرز حزب تقدم بقيادة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي – ائتلاف السيادة بقيادة خميس خنجر – تحالف العزم بقيادة مثنى السامرائي، وما سجل لدى الناخبين السنة زيادة في الحصول على البطاقة البيومترية ما يؤشر الى احتمال كبير في زيادة أعداد المقترعين.
- أما في الجهة الكردية فالصورة ثابتة عند الحزبين الأساسيين: الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسرور البرزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني.
يبقى الغائب الاكبر – الحاضر في هذه الانتخابات هو التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر الذي قرر مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة ما سوف يؤثر في نسبة الاقتراع ويترك مجالاً للقوى الشيعية الأخرى الاستفادة من هذا الغياب لتعزيز حضورها .
في 12 تشرين الثاني تطوى صفحة الانتخابات مع إعلان النتائج لتكرس الائتلاف الحاكم في العراق لأربع سنوات مقبلة ،فمن يكون الفائز؟
*باحث في النظم وقوانين الانتخاب
نبض