"رحمن الله" يطلق يدي "الإسلاموفوبيا"… أطردوا المسلمين من أميركا فوراً

"رحمن الله" يطلق يدي "الإسلاموفوبيا"… أطردوا المسلمين من أميركا فوراً

في لحظة اكتشاف هوية المشتبه به في إطلاق النار على جنديين في  الحرس الوطني وإصابتهما بجر,ح خطرة، وحد اليمينيون، صناع رأي وجماهير لا فرق، خطابهم: إنه الإرهاب الإسلامي.
"رحمن الله" يطلق يدي "الإسلاموفوبيا"… أطردوا المسلمين من أميركا فوراً
رحمن الله
Smaller Bigger

تلقف اليمين الأميركي اسم "رحمن الله لاكانوال" بما يشبه الغبطة العارمة. أخيراً، وبعد محاولتي اغتيال فاشلتين للرئيس دونالد ترامب، وثالثة ناجحة للمؤثر المتطرف شارلي كيرك، قام بها رجال أميركيون بيض، فتح النار على جنود الحرس الوطني في العاصمة واشنطن الأربعاء لاجئ أفغاني ببشرة وملامح مناسبة تماماً لشيطنة نوع برمّته، يضاف إليها اسم ثقيل على الأذن واللفظ الأميركيين، وهو، فوق كل ذلك، مسلم.

في لحظة اكتشاف هوية المشتبه به في إطلاق النار على جنديين في الحرس الوطني وإصابتهما بجروح خطرة، وحّد اليمينيون، صناع رأي وجماهير لا فرق، خطابهم: إنه الإرهاب الإسلامي. الإسلام دين متطرف لا يتوافق مع القيم الأميركية. المسلمون تهديد أمني دائم. يجب البدء بالترحيل الفوري الجماعي لجميع اللاجئين المسلمين، ومنع أتباع هذا الدين من الدخول إلى أميركا. هذا هو الإسلام، وهؤلاء هم المسلمون.

 

عمال ينظفون بقع الدماء في موقع إطلاق النار على عنصرين من الحرس الوطني في واشنطن. (أف ب).
عمال ينظفون بقع الدماء في موقع إطلاق النار على عنصرين من الحرس الوطني في واشنطن. (أف ب).

 

 

 

لم يشفع للمسلمين أن رحمن الله عمل لسنوات مع القوات الأميركية في بلده الأم، ولم يشفع لهم استنتاج السلطات الأميركية أنه عمل فردي. وقبل أن يُعلن عن دوافعه، أو تُشخص حالته، لم يعامل بصفته على الأقل واحداً من الجنود الأميركيين المتقاعدين المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، الذين أقدموا على جرائم مماثلة. لقد صرخ المعتدي "الله أكبر"، وهذا أكثر من كافٍ للدلالة على أنه جزء من مؤامرة كبرى لإسقاط أميركا تحت حكم "الشريعة".

هذه "الإسلاموفوبيا" المتجذرة في العقل الأميركي المحافظ، تصاعد التعبير الصريح عنها بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وما رافق الحرب الإسرائيلية على غزة من تداعيات في الجامعات الأميركية وشوارع المدن الكبيرة كنيويورك وواشنطن وشيكاغو وغيرها. المحتجون انقسموا عند اليمين حينها إلى نوعين، كل بحسب عرقه: إما يساريون متطرفون معادون للسامية، إذا كانوا أميركيين غير مسلمين، وإما إرهابيون، إذا كانت ملامحهم ولون جلدهم تدل على ذاك الدين الخطير.

الرهاب ذاته، جعل فوز مسلم شاب بعمادة نيويورك سقوطاً لأيقونة المدن الأميركية تحت احتلال الجهاديين، وجرس إنذار مدوٍ يحذر من الساعة الآتية، لا ريب، تصير فيها أميركا دولة خلافة.

مساء الأربعاء، بدا رب البيت الترامبي أكثر عقلانية من مناصريه. ترامب اكتفى في كلمته المتلفزة بطلب إعادة فحص فوري لجميع اللاجئين الأفغان، محملاً وزر الاعتداء للرئيس السابق جو بايدن وسياساته الكارثية في ملف المهاجرين. أما جمهوره فقد حسم قراره: "قضي الأمر. نريد ملكاً". وملكية ترامب عند جمهوره تعبير ملطف لما يقصدونه، وهو أنهم يريدونه ديكتاتوراً كل السلطات في يده، يقرر وينفذ من دون الرجوع، لا إلى كونغرس ولا إلى محكمة عليا ولا إلى استقلالية ولايات. ومع مطالبتهم به ملكاً، لم ينسوا عتابه على استقباله جهادياً مثل زهران ممداني في المكتب البيضوي. 

"شركاء" المسلمين في الاعتداء، وإن بدرجة أقل، هم المسؤولون الديموقراطيون الذين يرفضون سياسة الرئيس الأميركي نشر عناصر الحرس الوطني في المدن. هؤلاء لطخت وجوههم وأيديهم بدماء الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب "تحريضهم على العنف" ضد الحرس الوطني.

على المستوى الرسمي، صدر قراران عاجلان عن إدارة ترامب، الأول تعلق بدعم الألفي عنصر من الحرس الوطني في واشنطن بخمسمئة إضافيين، أما الثاني فكان الإيقاف الفوري لكل معاملات الهجرة للأفغانيين. ولن يقف عيد الشكر الخميس عائقاً أمام مزيد من القرارات والمعلومات التي سترشح عن مطلق النار، كما لن يخفف من خطاب الكراهية ضد المهاجرين، مع أن العيد، للمفارقة، هو حرفياً احتفاء بتسامح السكان الأصليين مع المهاجرين الأوروبيين وقبولهم بهم وإنقاذهم حين تاهت بهم السبل في البلاد الجديدة وكادوا يبادون من الجوع والبرد القارس. 


   

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

لبنان 11/26/2025 5:22:00 AM
كل ما يجب معرفته عن زيارة الحبر الأعظم الأحد
لبنان 11/26/2025 2:32:00 PM
وجّه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، رسالة إلى "التعبويين المجاهدين" ‏في "يوم التعبئة" السنوي
لبنان 11/26/2025 3:37:00 PM
من خلال الكشف الذي أجرته شعبة المعلومات، تبيّن أن أفراد العصابة أحدثوا فجوة في الجدار الخلفي للمحل من جهة منزل مهجور، وتمكّنوا عبرها من الوصول إلى متخت المتجر.
لبنان 11/26/2025 5:55:00 PM
تمّ تعديل التعاميم بحيث تمّ السماح للموسسات الفردية والجمعيات المرخصة من المراجع المختصة (خيرية أو دينية) الإفادة من التعميمين.