الرسالة الصارمة في زمن الدولة الناشئة

كتاب النهار 24-11-2025 | 13:45

الرسالة الصارمة في زمن الدولة الناشئة

وضع الاستهداف الإسرائيلي الأخير الحزب وإيران أمام استحقاق حسم أي اتجاه سيواصله كل منهما في ظل رسالة صارمة...
الرسالة الصارمة في زمن الدولة الناشئة
مكان الاستهداف الإسرائيلي في الضاحية (حسام شبارو).
Smaller Bigger

من غير المرجح ان تدين اي دولة اقليمية غير ايران او دولة غربية وفي مقدمها الولايات المتحدة اغتيال اسرائيل "ارهابياً عالمياً" وفق التصنيف الاميركي للمسؤول العسكري في " حزب الله" هيثم علي الطبطبائي. فهذا جوهر موقف تلتقي حوله هذه الدول في اي مراحل من استهداف اسرائيل للحزب علما انه سبق ان حذر الموفدون الاميركيون الى لبنان من تبعات عدم تسليم الحزب سلاحه للدولة اللبنانية تحت طائلة ترك الامور لاسرائيل للقيام بذلك. لكن اختلاف المسألة عن السابق تكمن في واقع انها الضربة النوعية الاولى لاسرائيل في عهد الرئيس جوزف عون وحكومة الرئيس نواف سلام وفي عمق العاصمة اللبنانية. فالحرب الاخيرة جرت في ظل شغور رئاسي وحكومة تصريف الاعمال فيما ان التصعيد النوعي المهدد بالحرب لاضعاف الحزب مجددا يجري في ظل سلطة ناشئة علقت عليها امال كبيرة لانقاذ لبنان وفرض قواعد تعامل جديدة مع لبنان على خلفية استعادة سلطة الدولة وهيبتها. والرهان كان ولا يزال على رعاية الولايات المتحدة تصعيدا منضبطا بحيث لا تكون الاستهدافات الأمنية داخل لبنان وفي العاصمة تحديدا عاملًا مباشرًا يؤدي الى اضعاف موقف الرئيس عون وموقف الحكومة اضافة الى ما يمكن ان يثيره من زعزعة للاستقرار الهش في لبنان. والاخطر هو رد فعل محتمل للحزب الذي بادر احد مسؤوليه للقول ان الحزب لا ينتظر احدا والرد في يده وليس في يد الحكومة بما يؤدي الى احتمال استدراج لبنان إلى حرب جديدة لا تقررها السلطة التي اكدت مرارا في الفترة السابقة ان قرار الحرب والسلم اصبح في يدها، في الوقت الذي يؤدي اي رد منه الى ملاقاة اسرائيل في ضرب الشرعية في لبنان والزام هذه الاخيرة بلملمة نتائج الحرب ايا تكن وعلى كل المستويات كما حصل في حرب الاسناد الذي بادر اليها الحزب دعما لغزة.

 

مع اقتراب مرور سنة على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحل بعد يومين لا أوهام لدى أحد بأن الحرب انتهت فعلاً على رغم زعم إسرائيل حتى بعد اغتيال الطبطبائي وإبلاغها لجنة رقابة وقف النار في الجنوب بأن إسرائيل ليست معنية بتصعيد عسكري ما لم يرد الحزب على استهداف احد قادته وانها ملتزمة اتفاق وقف النار، في حين ان الامر غير صحيح ولا تزال تحتل نقاط خمس وتواصل انتهاكاتها للبنان. والامر نفسه بالنسبة الى الحزب الذي يفسر اتفاق وقف النار بانه محصور بجنوب الليطاني وانه لم يستهدف اسرائيل اطلاقا خلال العام الفائت في حين انه وافق في الاتفاق على نزع سلاحه وتسليمه للجيش اللبناني في كل لبنان وليس في جنوب الليطاني فحسب . المغزى ان الحرب لم تنته ومرة بعد مرة تسعى اسرائيل الى توجيه الرسائل عبر فرض قواعد جديدة كانت ممتنعة عنها بعد توقيع الاتفاق. فهناك اخيرا التوسيع الجغرافي وهناك ايضا التكثيف الناري فاستهداف مسؤولين قياديين في الحزب مجددا في الايام الاخيرة في وقت يخشى من اي تصعيد كبير ان يضع لبنان في الزاوية ويجبره على القبول بتسوية مجحفة في حقه ولكن من دون امتلاكه اي اوراق قوية للتفاوض او لحفظ بعض حقوقه . وهو ما قد يسري بالمقدار نفسه على طهران، التي ستجعلها هزيمة جديدة للحزب خاسرة لورقته كليا او لاستخدامها في مفاوضاتها مع الاميركيين او في مجال تعزيز نفوذها في لبنان علما ان الامر قد يصب في مصلحته على هذا المستوى في نهاية الامر.

 

وضع الاستهداف الإسرائيلي الأخير الحزب وإيران أمام استحقاق حسم أي اتجاه سيواصله كل منهما في ظل رسالة صارمة ولكن جلية كلياً حول ما ستستدرجه تالياً في ظل تصريحات إسرائيلية اعتاد الحزب على أخذها في الاعتبار فيما مضى والبناء عليها . والمأزق اكبر امام الدولة اللبنانية الناشئة التي لم تعد تستطيع المضي قدما في اي سبيل قبل البت نهائيا في هذا الموضوع وحسمه في الوقت الذي يجمع افرقاء سياسيون على اعتبار ان لبنان لم يعد يستطيع ان يكتفي برد الفعل التقليدي المندد باسرائيل واعتداءاتها او الشكوى الى المجتمع الدولي فيما يحتاج الى استغلال صداقاته الدولية والمبادرة بافكار تخرج لبنان من عنق الزجاجة ويتم بلورة ما يستطيع لبنان السير بها لا سيما ، بعدما بات عهد الرئيس عون على المحك مع اقتراب مرور سنة اولى على انتخابه . والفرصة مناسبة جدا مع الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي كما يجب التفكير بتواصل مع الدول الصديقة اعضاء اللجنة الخماسية التي ساهمت في فكفكة عقد الانتخابات الرئاسية قبل عامين للمساعدة في هذا الاطار.


rosannabm @hotmail.com

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 11/23/2025 8:22:00 PM
نفذت مجموعة مسلحة من عشائر بني خالد هجوماً مسلحاً "انتقامياً" على حي المهاجرين بمدينة حمص.
سياسة 11/23/2025 9:20:00 PM
الحزب يقول إن "المجاهدين سيمضون ‏قدماً بثبات وشجاعة ‏لإسقاط كل مشاريع العدو الصهيوني وراعيته أميركا".‏  
دوليات 11/23/2025 11:56:00 AM
 تزوجت سيرينا كيلي وهي في الثالثة من عمرها من مؤسس الطائفة والواعظ ديفيد بيرغ، الذي كان يكبرها بخمسة وستين عاماً. وأضافت أن هذا الزواج لم يكن حالتها الوحيدة، إذ كانت واحدة من أربع زوجات طفلات لدى بيرغ.
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان