تشكيك أميركي بإمكان المضي في خطة غزة... ولا مرحلة ثانية مع تعثّر إنشاء قوة الاستقرار

كتاب النهار 13-11-2025 | 06:05

تشكيك أميركي بإمكان المضي في خطة غزة... ولا مرحلة ثانية مع تعثّر إنشاء قوة الاستقرار

لا يُخفي المسؤولون الأميركيون، بحسب ما ورد في الوثائق، قلقهم من أن قوة الاستقرار الدولية الموقتة التي تقترحها الخطة الأميركية قد يكون من المتعذّر نشرها في غزة.
تشكيك أميركي بإمكان المضي في خطة غزة... ولا مرحلة ثانية مع تعثّر إنشاء قوة الاستقرار
طفل فلسطيني على دراجته فوق جسر في النصيرات. (أ ف ب)
Smaller Bigger

سلّطت الوثائق الخاصة التي نشرتها مجلة "بوليتيكو" الأميركية الثلاثاء، الضوء على الشكوك التي تساور عدداً من المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إزاء احتمال تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأميركية لغزة.
ولا يُخفي المسؤولون، بحسب ما ورد في الوثائق، قلقهم من أن قوة الاستقرار الدولية الموقتة التي تقترحها الخطة الأميركية قد يكون من المتعذّر نشرها في غزة، بسبب غياب الالتزامات من الدول المرشّحة للمساهمة في تشكيلها، علاوةً على أسئلة لا تزال معلّقة بشأن الجهة التي يُفترض أن تشرف في نهاية الأمر على الحكم في القطاع.
وبموجب المرحلة الثانية من الخطة المذكورة، يتعيّن على إسرائيل الانسحاب من مزيدٍ من الأراضي في غزة نحو الشريط الحدودي، فيما تتخلّى "حماس" عن سلاحها بالكامل، بما يسمح لهيئة انتقالية بإدارة القطاع، على أن تنتشر قوة الاستقرار الدولية في المنطقة، حتى يكون في الإمكان المباشرة بإعادة الإعمار. لكن واقع الحال لا يوحي أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
حاولت واشنطن عبثاً فتح ثغرة في الجدار المسدود عبر البناء على نجاحات صغيرة، مثل حلّ أزمة مقاتلي "حماس" العالقين في رفح، أو الإشراف مباشرةً على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، أو إقناع تل أبيب بالموافقة على دور تركي في قوة الاستقرار أو في عضوية "مجلس السلام" برئاسة ترامب، في مقابل ممارسة أنقرة ما تملكه من نفوذ على "حماس" لإبداء مرونة في مسألة التخلي عن السلاح والحكم.
وفي الوقت عينه، أدّت مجاراة واشنطن للمطالب الإسرائيلية في مسوّدة القرار المتعلق بتشكيل قوة الاستقرار، التي وزّعتها على أعضاء مجلس الأمن، إلى اعتراضات من الوسطاء في اتفاق غزة، الذين تحفّظوا عن تضمين المسوّدة بنداً يمنح القوة صلاحية "فرض السلام"، بما يعنيه ضمناً من إمكان خوض مواجهة مع مقاتلي "حماس".

 

ترامب ونتنياهو خلال اجتماع في وقت سابق. (وكالات)
ترامب ونتنياهو خلال اجتماع في وقت سابق. (وكالات)

 

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي: "نأمل أن يأتي القرار الأممي بالشكل الذي يحافظ على الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية، ويُتيح نشر القوة الدولية في أسرع وقت ممكن، ولكن وفقاً لتحقيق التوافق، وبما يجعل هذا القرار من خلال صياغته المحكمة قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع".
وبذريعة تعثّر تشكيل القوة الدولية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إسرائيل تسعى إلى منح ميليشيات متعاونة معها في الجزء المحتل من غزة صلاحيات أوسع، بحيث تكون مسؤولة عن أعمال إعادة الإعمار في رفح. ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "مركز التنسيق المدني - العسكري" الأميركي في كريات غات جنوب إسرائيل على اتصالٍ مستمر "مع بضعة رؤساء ميليشيات من العشائر في غزة، بهدف المساعدة في تنظيم المجالات الإنسانية جنوب القطاع وشماله".
أثبتت مثل هذه المحاولات فشلها في العامين الماضيين من الحرب، وأسطع دليل على ذلك كيف تحوّلت "مؤسسة غزة الإنسانية" التي رعتها إسرائيل إلى مصيدة لقتل المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يسعون إلى الحصول على بعض الغذاء، في ظلّ الحصار الإسرائيلي المطبق.
إن التأخّر في الانتقال إلى المرحلة الثانية شكّل مبرّراً لأن يثير مسؤولون أميركيون احتمال "أن يجد ترامب نفسه في المستنقع الذي غرق فيه أسلافه عندما حاولوا التوسّط في نزاعٍ مستعصٍ، من دون امتلاك ما يلزم من الصبر والموارد والشراكات لضمان نجاح الرؤى التي يطرحونها".


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/12/2025 1:48:00 AM
الشرع يتحدث عن الإرهاب، الأقليات، والتحالفات الدولية في أول مقابلة مع الصحافة الأميركية
المشرق-العربي 11/12/2025 7:35:00 AM
القطعات تفرغت بعد إغلاق صناديق الاقتراع لحماية المراكز والمخازن ونقل عصا الذاكرة وصناديق الاقتراع والمواد الانتخابية
المشرق-العربي 11/12/2025 3:00:00 PM
أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية تقدّم ائتلاف "الإعمار والتنمية"، بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في عدد من المحافظات
اسرائيليات 11/12/2025 12:35:00 AM
سُلّطت الأضواء في تل أبيب على "الكابتن إيلا"، باعتبارها المرشحة الأبرز لخلافة أفيخاي أدرعي في المنصب الذي شغله منذ أكثر من عقدين.