الرئيس عون يفتح مسار التفاوض مع إسرائيل!

كتاب النهار 03-11-2025 | 17:02

الرئيس عون يفتح مسار التفاوض مع إسرائيل!

ليتذكر المسوؤلون اللبنانيون أن المفاوض لا يفاوض باسم "حزب الله" وحركة "أمل" بل باسم كل لبنان
الرئيس عون يفتح مسار التفاوض مع إسرائيل!
الرئيس اللبناني جوزف عون في قصر بعبدا (حساب الرئاسة في إكس).
Smaller Bigger
لم تتوقف هجمات الجيش الإسرائيلي ضد أهداف تابعة لـ"حزب الله"، معظمها مقاتلون وقادة ميدانيون تجاوز عددهم منذ وقف النار ٣٧٥ عنصرا. إلى ذلك، تواصل إسرائيل ضرب وسائل ومعدات تستخدم للبناء والإنشاء، منعا لأي محاولة لإعادة إعمار القرى والبلدات التي لحقها دمار واسع في الحرب التي دارت العام الماضي بينها وبين "حزب الله". وفيما تمضي إسرائيل في توجيه رسائلها النارية في أرجاء البلاد، يخرج من قصر بعبدا الرئاسي موقف من رئيس الجمهورية جوزف عون يقول فيه: "ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض. ففي السياسة هناك ثلاث أدوات للعمل هي الديبلوماسية والاقتصادية والحربية. فعندما لا تؤدي بنا الحرب إلى أي نتيجة، ما العمل؟ نهاية كل حرب في مختلف دول العالم كانت التفاوض. والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدو! "

على ما يبدو، هذا هو الاستنتاج الذي خرج به الرئيس جوزف عون، بعد كل ما حصل منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في ٢٧ تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٢٤. ومن الواضح أن الثمن الذي يدفعه لبنان جراء الهجمات الإسرائيلية وتعنّت "حزب الله" في تسليم سلاحه باهظ للغاية. وسقوط ما يقارب ٤٠٠ ضحية من الحزب، والخسائر بالأرواح بين المدنيين، واستمرار حالة الحرب المنخفضة الوتيرة، وضع يبدو أنه لا يزعج إسرائيل، إذ يؤخر إعادة إعمار المناطق الجنوبية في لبنان، ويمنع عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم، وبالتالي يؤدي هذا الوضع مع الوقت إلى إقامة "المنطقة العازلة" التي حذّر منها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي ضوء اختلال التوازن العسكري لمصلحة إسرائيل، يمكن أن يستمر هذا الوضع لمدة طويلة ستكون نهايتها وخيمة على الجانب اللبناني، ولاسيما على الداخل اللبناني على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية. واستمرار حالة اللاحرب واللاسلم التي قلنا إنها تتميز بخصائص الحروب المنخفضة الوتيرة، سيؤدي إلى تفتت لبنان أكثر، وارتفاع الأصوات في البيئات الأخرى المناهضة لـ"حزب الله" والرافضة لدفع أثمان نتيجة لتمسك "حزب الله" بقراءة متخلفة للتحولات الجيوسياسية في المنطقة، وارتباطه الأعمى بسياسة إيران الإقليمية، ورفضه تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية. هذه الأصوات ستطغى مع الوقت على فكرة الدولة المركزية الحالية، على قاعدة أن أكثرية ساحقة من اللبنانيين ترفض العيش تحت سقف واحد مع فريق مسلح ومغامر مثل "حزب الله" والبيئة التي تسانده. هذه البيئات لن تقف خلف قيادتها التي تساوم، أو تتواطأ مع "حزب الله"!

من هنا فإن فكرة الشروع في مفاوضات يجب أن تنطلق من مبدأ التحرر من العقد البالية التي تتمسك بها جهات لبنانية مسكونة ببقايا الإيديولوجيات التي حملتها الأنظمة العسكرية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. إن حماية لبنان ومصالحه القومية هي الأساس، وتتقدم أولاً على الشكل، وعلى مقاربات طهران للتفاوض التي يعبّر عنها أمين المجلس الأعالى للأمن القومي الإيراني السيد علي لاريجاني!

وليتذكر المسوؤلون اللبنانيون أن المفاوض لا يفاوض باسم "حزب الله" وحركة "أمل" بل باسم كل لبنان.
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/2/2025 7:34:00 PM
أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"
كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."