ضغوط ترامب حوّلت إسرائيل "محمية" أميركية... وروبيو يبدأ مهمّته من حيث انتهى فانس

كتاب النهار 24-10-2025 | 06:32

ضغوط ترامب حوّلت إسرائيل "محمية" أميركية... وروبيو يبدأ مهمّته من حيث انتهى فانس

يتابع المسؤولون الأميركيون بدقة السلوك الإسرائيلي وتأثيراته على وقف النار في غزة. وقبل أن يصل روبيو إلى إسرائيل.
ضغوط ترامب حوّلت إسرائيل "محمية" أميركية... وروبيو يبدأ مهمّته من حيث انتهى فانس
فلسطينيون يدفنون 54 جثة مجهولة الهوية في مقبرة بدير البلح، وسط قطاع غزة. (أ ف ب)
Smaller Bigger

بدأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مهمّته في إسرائيل أمس، من حيث انتهى نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب. أي ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل للالتزام بوقف النار في غزة، تمهيداً للدخول في المرحلة الثانية من الخطة الأميركية التي صارت حجر الزاوية في سياسة البيت الأبيض إزاء الشرق الأوسط.
يتابع المسؤولون الأميركيون بدقة السلوك الإسرائيلي وتأثيراته على وقف النار في غزة. وقبل أن يصل روبيو إلى إسرائيل، حذّر من أن تحرّك الكنيست نحو ضمّ الضفة الغربية يهدّد خطة ترامب. كان يشير بذلك إلى موافقة الكنيست، الأربعاء، وفي تحدٍّ للمبعوثين الأميركيين، في قراءة أولية على تشريع من شأنه تطبيق القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية، في حين كان ترامب قد أعلن الشهر الماضي أنه لن يسمح لإسرائيل بضمّ الضفة.
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتكتّل "ليكود" الذي يتزعمه، نأى بنفسه عن تحرّك الكنيست، فإن المسؤولين الأميركيين يخشون أن تُقدِم أحزاب اليمين المتطرّف، وهي شريكة في الائتلاف الحاكم، على خطوات من شأنها نسف وقف النار، لأن هذه الأحزاب أعلنت رفضها وقف الحرب على غزة، وكذلك الخطة الأميركية.

 

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. (أ ف ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. (أ ف ب)

 

وعليه، تحرص إدارة ترامب على مواصلة الجهود لتثبيت وقف النار، وفتحت النقاش على مصراعيه لتطبيق المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، التي تنصّ على إنشاء لجنة تكنوقراط انتقالية لإدارة غزة، وعلى تأسيس "قوة الاستقرار" التي يُفترض أن تتولّى الأمن بمساعدة عناصر من الشرطة الفلسطينية المحلية.
يحتاج هذا الأمر إلى متابعة متواصلة من الإدارة الأميركية، إلى درجة أن "القناة 12" في التلفزيون الإسرائيلي تتحدث عن "جسر جوي سياسي" أميركي.
وفي مواجهة الحملات الإعلامية التي تتهم نتنياهو بأنه حوّل إسرائيل إلى "محمية أميركية"، نفى الأخير في ختام مباحثاته مع فانس، الأربعاء، أن يكون الأمر كذلك، مؤكداً أن إسرائيل تتعامل مع الولايات المتحدة بندّية، وبأن الشراكة مع الولايات المتحدة قد غيّرت الشرق الأوسط.
لكن هذا لا ينفي أن الضغط الأميركي، بعد الغارة الإسرائيلية على الدوحة في 9 أيلول/سبتمبر الماضي، يمكن تلمّسه في أكثر من مكان. من الاعتذار الذي قدّمه نتنياهو علناً لرئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إلى موافقته على الخطة الأميركية التي تلمّح، ولو من بعيد، إلى دولة فلسطينية، إلى لجم التصعيد الإسرائيلي الأحد الماضي قبل أن يتحوّل إلى حرب شاملة مجدّداً، إلى منح "حماس" مزيداً من الوقت للعثور على ما تبقّى من جثث الأسرى الإسرائيليين، إلى استئناف فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإن كانت إسرائيل لا تزال ترهن فتح معبر رفح باستعادة ما تبقّى من جثث أسراها، علماً أن الخطة الأميركية نصّت على فتح خمسة معابر إلى القطاع، فيما عاودت إسرائيل العمل بمعبرين فقط.
من دون هذا الجهد الأميركي المتواصل، لكان نتنياهو استأنف الحرب منذ اللحظة التي أطلقت فيها "حماس" الأسرى الأحياء لديها بعد سريان وقف النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/23/2025 5:18:00 PM
المدوّن الإسرائيلي: يجب أن أريكم كيف تبدو سوريا في عام 2025
سياسة 10/23/2025 8:30:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد على جنوب لبنان...
اقتصاد وأعمال 10/22/2025 3:51:00 PM
لا يمكن اعتبار هذا التراجع "انهيارًا" أو حتى "تصحيحًا"، نظرًا لارتفاع الأسعار الكبير. لا تزال المعادن تحقق أرباحًا جيدة هذا العام، حتى بعد التراجعات الأخيرة
لبنان 10/23/2025 12:59:00 PM
غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منطقة البقاع