كتاب النهار 19-09-2025 | 06:03

أسبوع الاعترافات بفلسطين يباعد بين أوروبا وأميركا... وترامب لن يعارض أي رد فعل إسرائيلي

لم يشأ ستارمر إصدار إعلان الاعتراف خلال زيارة الدولة التي بدأها ترامب الثلاثاء لبريطانيا وانتهت أمس، حتى لا يتسبب بإحراج الرئيس الأميركي.
أسبوع الاعترافات بفلسطين يباعد بين أوروبا وأميركا... وترامب لن يعارض أي رد فعل إسرائيلي
ستارمر وترامب يستعدان لعقد اجتماع ثنائي. (أ ف ب)
Smaller Bigger

يعتزم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إعلان اعتراف بلاده بدولة فلسطين، بعد انتهاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته للندن، ما يبرز التناقض الآخذ في الاتساع في المواقف بين الولايات المتحدة وحلفائها إزاء مضي إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
لم يشأ ستارمر إصدار إعلان الاعتراف خلال زيارة الدولة التي بدأها ترامب الثلاثاء لبريطانيا وانتهت أمس، حتى لا يتسبب بإحراج الرئيس الأميركي، الذي يعارض بقوة مثل هذه الخطوة، والتي حذر وزير خارجيته ماركو روبيو من أنها ستجعل تحقيق السلام أقل احتمالاً، مرجحاً أن تتسبب بـ"رد فعل" إسرائيلي.
وسبق لستارمر أن أعرب عن الاستعداد للتراجع عن قرار الاعتراف بفلسطين في حال وافقت إسرائيل على وقف النار في غزة، والتزمت بحل الدولتين، وامتنعت عن ضم الضفة الغربية. لكن أياً من هذا لم يتحقق، لا بل على العكس، يمضي الجيش الإسرائيلي في اجتياح مدينة غزة، بينما صادق نتنياهو على مشروع استيطاني كبير في المنطقة "إي 1" في القدس الشرقية، بما يجعل قيام دولة فلسطينية مترابطة الأوصال أمراً مستحيلاً.
إعلان ستارمر سيسبق اعتراف فرنسا ودول غربية أخرى بدولة فلسطين، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. وردت الولايات المتحدة بعقوبات على السلطة الفلسطينية، بعدم منح الوفد الفلسطيني، وفي مقدمهم الرئيس محمود عباس، تأشيرات دخول إلى الأراضي الأميركية.
والرد الإسرائيلي المتوقع على الاعترافات بفلسطين سيكون إعلاناً بضم أجزاء من الضفة الغربية أو حتى ضمها كلها. ومجدداً، ستضع خطوة إسرائيلية كهذه العلاقات بين أميركا وحلفائها على محك الاختبار.

 

تظاهرة في باكستان دعماً لفلسطين. (أ ف ب)
تظاهرة في باكستان دعماً لفلسطين. (أ ف ب)

 

وهناك تساؤلات كثيرة مطروحة من قبل الحلفاء حيال أسباب تردد ترامب في الضغط على نتنياهو لوقف النار في غزة، علماً أن الصحافة الأميركية تتحدث عن انتقاد الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي في المجالس الخاصة، لا سيما بعد القصف الإسرائيلي على الدوحة في 9 أيلول/ سبتمبر الجاري. لكنه يحجم عن توجيه انتقادات علنية للسياسة الإسرائيلية.
ومن المرات النادرة التي حصل فيها تعارض في المواقف هي عندما أقر ترامب، خلافاً لمزاعم نتنياهو، بوجود مجاعة في غزة في تموز/ يوليو الماضي. غير أن الاعتراف بالمجاعة لم يعنِ أن أميركا مستعدة للعمل على وقفها.
وعندما سئل ترامب عن قرار نتنياهو باجتياح مدينة غزة الأسبوع الماضي، أجاب: "سنرى، لا أعرف شيئاً عن الأمر".
وعلى رغم أن ترامب يصوّر نفسه صانع سلام، وينسب إلى نفسه وقف سبعة حروب في العالم، ويدعو منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل تسعة أشهر إلى وقف الحرب التي تقترب من عامها الثاني في غزة، فإنه يبدو راضياً عن التصعيد الأخير.
ويرى السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دانيال كيرتزر، في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن ترامب "يهدد حماس، لكن هذا التهديد يفسره نتنياهو على أنه ضوء أخضر للمضي في سياسته. وهكذا تبدو ديبلوماسية ترامب وكأنها تعمل ضد نفسها... والأمر يحتاج إلى أكثر من التصريحات العلنية".
ولا يتوقف ترامب عند التبدلات السلبية الحاصلة في الرأي العام الأميركي، ولا سيما الجيل الشاب، في النظرة إلى إسرائيل، ولا يزال يعير آذاناً صاغية لصقور الحزب الجمهوري المعجبين بنتنياهو. ولذلك، لم تلاق صرخة النائبة الجمهورية مارجوري غرين حيال "الإبادة في غزة" صدى داخل الحزب، ووحده السناتور الأميركي المستقل عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز تجرأ على توجيه اتهام مماثل لنتنياهو.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟