ماذا وراء الحراك المحموم في السباق الرئاسي ؟ عبدالله لـ"النهار ": هناك جعجعة ولا طحين بعد

منذ أن حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري التاسع من الشهر المقبل موعداً لجلسة انتخاب رئيس جديد ، بعيد ساعات على سريان اتفاق وقف النار في جبهة الجنوب ، والساحة السياسية تعيش على وقع التكهنات بما يمكن ان تخرج به تلك الجلسة الموعودة.
فثمة من توغل بعيداً في تفاؤله بأن تكون تلك الجلسة حاسمة ولن ينفض عقدها الّا والرئيس المنتظر قد انتُخب وأنه سيمضي إلى قصر بعبدا الشاغر منذ أكثر من عامين ليضىء أنواره مجدداً ، وهو يسند تفاؤله هذا بفرضية أن المعادلات التي أطالت في السابق عمر الشغور والفراغ قد تحولت خصوصاً بعد جولة المواجهات الحدودية مضافاً إليها بطبيعة الحال الزلزال السوري ، في حين ما زال التشكيك سيّد الموقف عند فريق آخر ، مقيماً على اعتقاد فحواه أن على لبنان المنتظر منذ عامين انتخاب رئيس جديد ، أن ينتظر بعض الوقت الإضافي لكي ينجح الناخبون الأساسيون في إنضاج صيغة توافق على اسم مرشح رئاسي يتعيّن أن يكون واحداً من لائحة من 10 أسماء صارت معروفة ، ويتمّ التداول بها .
وبناءً عليه، فإن السؤال المطروح بإلحاح، هو أي كفة سترجح في الميقات المنتظر وقد بات قريباً ؟.
عضو كتلة " اللقاء الديموقراطي" التي يرأسها تيمور جنبلاط ، الدكتور بلال عبدالله، يخالف على نحو حاسم اندفاعة المراهنين على انتخاب رئيس جديد في الجلسة الموعودة ، إذ لا يزال دون بلوغ هذا المقصد موانع وعقبات .
ويقول عبد الله لـ "النهار " : "صحيح أن ثمة حراكاً محموماً تقوم به الكتل ويوحي للوهلة الأولى وكأن أمر الرئاسة قد قضي ، لكن ما نراه ونعاينه ينطبق عليه القول المأثور "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً"، على الأقل ضمن المهلة الزمنية التي حدّدها الرئيس بري .وعليه لا أنتظر رؤية رئيس جديد في ذلك الميقات ،وأرى أن علينا الانتظار لبعض الوقت".
وماذا عن دور "اللقاء الديموقراطي" ورؤيته لمآلات الأمور في ضوء هذا الحراك المكثف؟ يردّ عبد الله : "ليس لدى اللقاء يقين بأمر ما محدد بهذا الشأن ، ونحن كما الجميع انطلقنا في حراك ولقاءات تشمل الجميع، لأن الاستحقاق الرئاسي مهم لنا ونحن من دعاة التسريع بملء الشغور، ولطالما رفعنا الصوت وحذّرنا من مخاطر إطالة أمد الفراغ ، ولا يُخفى أيضاً أننا ننتظر نتائج اللقاء المرتقب بين وليد بك جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لكي يُبنى على الشيء مقتضاه" .
ونفى رداً على سؤال أن يكون تمّ تحديد موعد هذا اللقاء الموعود .
وعن الدوافع التي حدت بالرئيس بري إلى تعيين موعد لجلسة الانتخاب بعد أقل من 36 ساعة على سريان وقف النار في الجنوب، وهو ما رفع منسوب التفاؤل والإيجابية ؟ أجاب عبد الله : أعتقد أن الرئيس بري وجد نفسه ملزماً بتحديد الموعد استباقاً منه لضغوط معينة خارجية كانت ستفرضه عليه انتخاب رئيس كيفما اتُفق ومهما كانت التداعيات على الوضع الداخلي ، فضلاً عن ذلك شاء بري أن يعطي مهلة زمنية مريحة نوعاً ما للأطراف كلها عسى تأخذ وقتها في التشاور ومن ثم تتفق على اسم رئيس توافقي لا يشكّل عنصر استفزاز لأحد" .
واستطرد عبد الله : "صحيح أن هناك متغيّرات وتحولات في المعطيات السياسية في الداخل والإقليم ، لكنه يغيب
عن أذهان هؤلاء المتحمسين لهذا الخيار أنّ مجلسنا النيابي ما زال هو هو ، واستطراداً، إن المعادلة النيابية التي نعرفها منذ انتخاب المجلس الحالي ما برحت هي عينها ، وإنّهم يتجاهلون أن الكسر ممنوع تماماً في المعادلة الداخلية ، إذ إن الأمور لن تستقيم إذا ما استشعر فريق بعينه أن ثمة معادلات تركب خلافاً لإرادته" .
وخلص عبد الله : "هناك فرصة سُنحت لانتخاب رئيس مسيحي قوي، ولكن علينا أن نتبصر في ما يلي ذلك خصوصاً أن هناك عملية استيلاد الحكومة وإعادة الإعمار وتصحيح الوضع المالي والاقتصادي. وكلها أقرب ما تكون إلى تحدّيات، وكلها عناصر ضاغطة تفرض علينا الذهاب إلى التوافق والبحث عن مشتركات لا أن نكرّر تجارب خاسرة".