قصف إسرائيلي على غزة.
تعبّر اللغة عن ثقافة ما وإن كانت تسهم في إنتاج هذه الثقافة في الوقت نفسه.
لفتتني منذ زمن كلمة "الواقع"، وتساءلت لماذا تسمّي لغتُنا ما هو قائم اليوم في مجتمعنا كأنما هو "واقع" علينا من فوق كالقدر، وليس نتاج تاريخنا وعملنا اليومي، وما مدى تأثير ذلك على نظرتنا إلى حياتنا ومعناها وقدرتنا على تغييرها.
لا شك في أن نظرتنا إلى حياتنا تتأثر بوعينا للعوامل التي نعتقد أنها صنعت أو تصنع حياتنا هذه. والأرجح أن عاملين يتصدران هذه العوامل: العامل الأول هو خارجي ويشمل الاستعمار المديد لشعوبنا وخاصة من قبل العثمانيين والفرنسيين والإنكليز، وما يشبه الاستعمار من قبل الإسرائيليين والسوريين والإيرانيين، إضافة إلى الهيمنة الحالية الأميركية - الإسرائيلية، معطوفة على التبعية الاقتصادية وخاصة لبلدان الخليج ولأوروبا وأميركا؛ والعامل الثاني هو ديني وهو يضع مشيئة الله في أولى الأوليات المؤثرة في حياتنا، بحسب اعتقادنا. والعاملان هما في علاقة متبادلة، الواحد يقوّي الآخر فيرسّخان معاً في وعينا أن ما نعيشه ليس من صنعنا بل هو واقع علينا، ولا ضير إذن من تسميته "الواقع".
قبل أيام قليلة وعلى أثر إعلان ترامب خطته لوقف الحرب في غزة، وعندما قرأت أن الاحتفالات عمّت غزة بعد موافقة حماس على الخطة، قلت في نفسي إن الفلسطينيين يحتفلون بأنهم "على قيد الحياة".
وسرعان ما توقفت للمرة الأولى، عند تعبير "على قيد" الحياة، واستغربت لماذا نستخدم تعبير "على قيد" عندما نتكلم عن الحياة عندنا، وتأثير ذلك على نظرتنا إلى هذه الحياة.
وإذا بالقاموس يعينني ويؤكد استغرابي: عبارة "على قيد" تعني "قيد" أو "تحت" في سياقات مختلفة، مثل "على قيد الإعداد" تعني تحت الإعداد أو "على قيد النظر" بمعنى قيد البحث أو قيد الدراسة، وقد تُستخدم للدلالة على أن الشيء لا يزال موجوداً ولم ينتهِ، كأن نقول "ما زال على قيد الحياة" أي إنه لا يزال حيّاً".
الحياة في هذا السياق هي موضوع شك دائم، فهي إما "تحت الإعداد" أو "قيد الدراسة" أو علينا التأكد دائماً من أنها "لا تزال موجودة ولم تنتهِ".
أفهم تماماً الآن لماذا جعلني "الواقع" في غزة أنتبه إلى معنى "على قيد الحياة".
لكني بعد التأمل في الموضوع أكثر أجد أننا جميعنا في هذه المنطقة نعيش في وضع هو "واقع" علينا ونحن في استمرار في حالة "على قيد الحياة"، وكأننا منذ أن اخترعنا في الزمن الغابر كلمتي "الواقع" و"على قيد الحياة"، لم يتغيَّر وضعنا ولا نزال نعيش ما عنته هاتان الكلمتان في حينه.
لفتتني منذ زمن كلمة "الواقع"، وتساءلت لماذا تسمّي لغتُنا ما هو قائم اليوم في مجتمعنا كأنما هو "واقع" علينا من فوق كالقدر، وليس نتاج تاريخنا وعملنا اليومي، وما مدى تأثير ذلك على نظرتنا إلى حياتنا ومعناها وقدرتنا على تغييرها.
لا شك في أن نظرتنا إلى حياتنا تتأثر بوعينا للعوامل التي نعتقد أنها صنعت أو تصنع حياتنا هذه. والأرجح أن عاملين يتصدران هذه العوامل: العامل الأول هو خارجي ويشمل الاستعمار المديد لشعوبنا وخاصة من قبل العثمانيين والفرنسيين والإنكليز، وما يشبه الاستعمار من قبل الإسرائيليين والسوريين والإيرانيين، إضافة إلى الهيمنة الحالية الأميركية - الإسرائيلية، معطوفة على التبعية الاقتصادية وخاصة لبلدان الخليج ولأوروبا وأميركا؛ والعامل الثاني هو ديني وهو يضع مشيئة الله في أولى الأوليات المؤثرة في حياتنا، بحسب اعتقادنا. والعاملان هما في علاقة متبادلة، الواحد يقوّي الآخر فيرسّخان معاً في وعينا أن ما نعيشه ليس من صنعنا بل هو واقع علينا، ولا ضير إذن من تسميته "الواقع".
قبل أيام قليلة وعلى أثر إعلان ترامب خطته لوقف الحرب في غزة، وعندما قرأت أن الاحتفالات عمّت غزة بعد موافقة حماس على الخطة، قلت في نفسي إن الفلسطينيين يحتفلون بأنهم "على قيد الحياة".
وسرعان ما توقفت للمرة الأولى، عند تعبير "على قيد" الحياة، واستغربت لماذا نستخدم تعبير "على قيد" عندما نتكلم عن الحياة عندنا، وتأثير ذلك على نظرتنا إلى هذه الحياة.
وإذا بالقاموس يعينني ويؤكد استغرابي: عبارة "على قيد" تعني "قيد" أو "تحت" في سياقات مختلفة، مثل "على قيد الإعداد" تعني تحت الإعداد أو "على قيد النظر" بمعنى قيد البحث أو قيد الدراسة، وقد تُستخدم للدلالة على أن الشيء لا يزال موجوداً ولم ينتهِ، كأن نقول "ما زال على قيد الحياة" أي إنه لا يزال حيّاً".
الحياة في هذا السياق هي موضوع شك دائم، فهي إما "تحت الإعداد" أو "قيد الدراسة" أو علينا التأكد دائماً من أنها "لا تزال موجودة ولم تنتهِ".
أفهم تماماً الآن لماذا جعلني "الواقع" في غزة أنتبه إلى معنى "على قيد الحياة".
لكني بعد التأمل في الموضوع أكثر أجد أننا جميعنا في هذه المنطقة نعيش في وضع هو "واقع" علينا ونحن في استمرار في حالة "على قيد الحياة"، وكأننا منذ أن اخترعنا في الزمن الغابر كلمتي "الواقع" و"على قيد الحياة"، لم يتغيَّر وضعنا ولا نزال نعيش ما عنته هاتان الكلمتان في حينه.
الأكثر قراءة
ايران
11/26/2025 12:07:00 AM
أفادت وسائل إعلام إيرانية غير رسمية بسماع تحليق طائرات حربية مجهولة فوق غرب البلاد، بالتزامن مع تفعيل محدود للدفاعات الجوية
لبنان
11/26/2025 2:32:00 PM
وجّه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، رسالة إلى "التعبويين المجاهدين" في "يوم التعبئة" السنوي
لبنان
11/26/2025 3:37:00 PM
من خلال الكشف الذي أجرته شعبة المعلومات، تبيّن أن أفراد العصابة أحدثوا فجوة في الجدار الخلفي للمحل من جهة منزل مهجور، وتمكّنوا عبرها من الوصول إلى متخت المتجر.
لبنان
11/26/2025 5:55:00 PM
تمّ تعديل التعاميم بحيث تمّ السماح للموسسات الفردية والجمعيات المرخصة من المراجع المختصة (خيرية أو دينية) الإفادة من التعميمين.
نبض