"اتصال سري"... ترامب طالب ولي العهد السعودي بالتطبيع الفوري ومواقف نتنياهو "غير مساعدة"
أفاد تقرير خاص لموقع "أكسيوس" (Axios)، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً سرياً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي، أبلغه فيه بتوقعاته بأن تمضي المملكة قدماً نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل فور انتهاء حرب غزة.
ماذا حدث وراء الكواليس؟
تم هذا الاتصال، الذي لم يُكشف عنه سابقاً، بعد قمة سلام غزة التي عُقدت في مصر الشهر الماضي.
قال مسؤول أميركي مُطّلع مباشرة على المكالمة إن ترامب أبلغ ولي العهد أنه "نجح في إنهاء الحرب في غزة، ويريد الآن من الأمير محمد بن سلمان التحرك نحو التطبيع مع إسرائيل".
🇺🇸🇸🇦🇮🇱SCOOP: President Trump told Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman in a phone call last month that, with the Gaza war ending, he expects Saudi Arabia to move toward normalization with Israel. My story on @axios https://t.co/typFp2gJ9O
— Barak Ravid (@BarakRavid) November 13, 2025
أشار المسؤول إلى أن ولي العهد أبدى استعداده للعمل على هذا الملف مع إدارة ترامب.
قال مسؤول أميركي كبير: "رسالتنا للسعوديين هي: 'لقد فعلنا كل ما طلبتموه. الآن، هناك أشياء يريدها الرئيس ترامب، مثل التطبيع مع إسرائيل. فكيف ستتحركون الآن في هذا الاتجاه؟'".
ورغم اعتراف المسؤولين الأميركيين بأن الفجوة بين السعوديين والإسرائيليين لا تزال واسعة، إلا أنهم يأملون في تحقيق تقدم بشأن هذه القضية خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان المرتقبة للبيت الأبيض الأسبوع المقبل.
يرى المسؤولون الأميركيون أن بعض المطالب السعودية الرئيسية قد تحققت أو أنها قيد التنفيذ.
الميثاق الدفاعي
كان السعوديون يرغبون في ميثاق دفاعي مع واشنطن، ومن المتوقع أن يحصلوا على "تعهد أمني" من ترامب خلال الزيارة، والذي يمكن أن يكون منصة لمُعاهدة دفاعية كاملة.
وكانت السعودية تصرّ على مسار لا رجعة فيه نحو دولة فلسطينية. ويعتقد البيت الأبيض أن البنود النهائية في خطة ترامب للسلام في غزة تضع مسألة الدولة الفلسطينية على الطاولة.
عقبة نتنياهو ونقاط الخلاف
يُشكّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نقطة احتكاك رئيسية. فبصفته معارضاً شرساً لحل الدولتين، فقد اتخذ مواقف متشددة بشأن تنفيذ خطة ترامب، وهي مواقف يرى المسؤولون الأمريكيون أنها "غير مساعدة".
وتشير الخطة إلى أنه إذا نفذت السلطة الفلسطينية إصلاحات "بإخلاص" أثناء إعادة إعمار غزة، "فقد تتوفر الظروف أخيراً لمسار موثوق به نحو تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، الذي نعترف به كطموح للشعب الفلسطيني".
ويشكك دبلوماسيون عرب ومسؤولون أميركيون سابقون في أن هذه الصياغة تلبي المعيار السعودي لـ "مسار موثوق به، وغير قابل للتراجع، ومُحدد بجدول زمني" لإقامة الدولة.
وقال مسؤول أميركي سابق مُقرّب من القيادة السعودية إن الأمير محمد بن سلمان يحتاج إلى التزامات أقوى بكثير، مصحوبة بخطوات ملموسة على الأرض من إسرائيل، لإقناع الرأي العام السعودي الذي أصبح أكثر معاداة لإسرائيل خلال حرب غزة.
كلف نتنياهو مستشاره المقرب، رون ديرمر، بملف التطبيع السعودي، حيث أكد ديرمر لمسؤولين أميركيين (مثل نائب الرئيس فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو) أنه سيواصل العمل على الاتفاقيات المحتملة.
يقول المسؤولون الأميركيون إن المباحثات مستمرة، لكنهم غير متأكدين مما إذا كان من الممكن تحقيق أي اختراق بشأن التطبيع خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان المرتقبة.
نبض