الصيد البري في لبنان... ما هي الطيور المسموح صيدها؟
Smaller Bigger

تساهم هواية الصيد البري بإبادات بحق الطيور في لبنان التي تضرُّ بالثروة الحيوانية، ما دفع بالحكومة اللبنانية إلى منعها بقرار صدر عام 1996. وهذا طبعاً كان بالأمر المستحيل فتقرر الاستعاضة عن المنع بالتنظيم والإدارة الصحيحة لاصطياد أنواع معينة غير مهددة بالانقراض. وقد تكون صرخة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتوعية حول أهمية حماية الطيور المهاجرة التي تعبر سماء لبنان خير دليل على الوضع المأزوم الذي وصلنا إليه.

أنواع طرائد الصيد البري

ينص قانون نظام الصيد البري في لبنان رقم /580/ الصادر في 25/2/2004 على أنه "في ما خلا الطرائد، تعتبر جميع الطيور والحيوانات البرية المقيمة والمهاجرة محمية على مدار السنة ويحظر صيدها". طرائد الصيد التي أقرها المجلس الأعلى للصيد البري في 10/9/2012 شملت أنواع الطيور والحيوانات التالية استثني منها هذا العام الترغل نظراً إلى تدهور وضعه. أما المسموح صيدها فهي:

المطوق: يعشش بين شهري آذار وآب، يكثر أثناء العبور من آخر أيلول إلى آخر تشرين الثاني آتياً من الشمال إلى الجنوب. الكمية المسموح بصيدها 50 طريدة في كل رحلة.


حجل شوكار
: يعيش على الأرض في الأراضي الصخرية الجبلية. رمادي وأسود من الأعلى، على الجانبين بيضاء وكستنائية مخططة، الوجه أبيض محاط بطوق أسود، ويعرف بصوته المميز. الكمية المسموح بصيدها طريدة واحدة في كل رحلة.  


الصلنج: هو طائر مقيم في لبنان وتضاف إليه أعداد مهاجرة وأخرى مُشتية آتية من أوروبا وآسيا الغربية. أصبح يميل إلى الهجرة من الشمال إلى الجنوب بسبب تأثير تغير المناخ. الكمية المسموح بصيدها 25 طريدة في كل رحلة.  


السُمنة المغردة: تمر بكثرة منذ بداية تشرين الأول حتى نهاية تشرين الثاني. ويُشتي عدد قليل منها منذ نهاية تشرين الثاني ويمكن صيدها حتى أواخر كانون الثاني. الكمية المسموح بصيدها 20 طريدة في كل رحلة.  


سُمنة الدبق: يفرخ عدد قليل منها في غابات الشمال. يمر عدد قليل منها أواخر تشرين الأول ثم يكثر العدد بعد ذلك. ويمكن صيدها حتى أواخر كانون الثاني. الكمية المسموح بصيدها 20 طريدة في كل رحلة.  


البط الخضاري: ينتشر بأعداد وفيرة طيلة فترة الصيد من أول أيلول حتى آخر كانون الثاني. يأكل الحبوب والنبات والصداف والحشرات والتوت البري والبلوط. الكمية المسموح بصيدها 5 طرائد في كل رحلة.  


الحذف الشتوي: ينتشر بأعداد وفيرة منذ بداية أيلول حتى أواخر تشرين الثاني. يأكل الحبوب والنبات والأصداف والحشرات والتوت البري والبلوط. الكمية المسموح بصيدها 5 طرائد في كل رحلة.  


الحذف الصيفي: ينتشر بأعداد وفيرة منذ بداية أيلول حتى أواخر تشرين الثاني. يأكل الحبوب والنبات والأصداف والحشرات. الكمية المسموح بصيدها 5 طرائد في كل رحلة.  


الحمام البري: يعيش في المناطق المفتوحة التي توجد فيها أشجار قديمة، مقيم على مدار السنة ويعشش في الصخور. يتزاوج مع الحمام الجبلي ويختلط معه. الكمية المسموح بصيدها 5 طرائد في كل رحلة.  


حمام الغابات أو الدلم: يأتي بأعداد معقولة خلال تشرين الأول وتشرين الثاني ثم يستمر مجيء المشتي منه بأعداد أقل. يمكن صيده حتى أواخر كانون الثاني. الكمية المسموح بصيدها 5 طرائد في كل رحلة.  


الكيخن: هو نوع من أنواع السمن الكبير، قليل الوجود أثناء الهجرة التي تبدأ في أوائل تشرين الثاني وقليل العدد في الشتاء. الكمية المسموح بصيدها 10 طرائد في كل رحلة.  


الفري: نوع شائع يُسمع أكثر من أن يُشاهد. يفرخ منه القليل ويشتي منه القليل ولكن يمر منه الكثير وبخاصة بين أول أيلول ونهاية تشرين الثاني. الكمية المسموح بصيدها 20 طريدة في كل رحلة.  


ديك الغاب أو دجاجة الأرض: يعيش في الأحراج والغابات. هو عادةً طائر انفرادي، ويتميز بمنقاره الطويل الذي يساعده في التقاط طعامه. يأتي ابتداءً من منتصف تشرين الأول ويمكن صيده حتى أواخر كانون الثاني. الكمية المسموح بصيدها 5 طرائد في كل رحلة.  


لا قوة للبيئة لضبط المخالفات  

تشرح مصادر في وزارة البيئة في حديث لـ"النهار" أنَّ "قانون نظام الصيد البري في لبنان رقم /580/ كان يتم ينظم الصيد بموجب القانون الصادر عام 1952، ويحدد وزير البيئة بعد استشارة المجلس الأعلى للصيد البري، الطرائد المصنفة كطرائد صيد والمسموح صيدها في أوقات معينة. وهذه هي المرة الأولى منذ قرار منع الصيد في العام 1996 يصدر عن وزير البيئة قرار بفتح موسم الصيد البري لعام 2017 من 15 أيلول 2017 لغاية آخر كانون الثاني 2018". وتؤكد المصادر أنَّ "القانون سينظِّم الصيد ولن يشرع للفوضى. لكنَّ وزارة البيئة لا تملك قوَّة على الأرض لضبط المخالفات، فالعناصر المولجة تنظيم المحاضر هم حراس الأحراج المُعينين من وزارة الزراعة، والقوى الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والبلديات".  

امتحان الرخصة

حدد وزير البيئة تاريخ افتتاح وانتهاء موسم الصيد في الفترة الممتدة من 15 أيلول لغاية 31 كانون الثاني. على أن يراعى عدم الصيد في الليل وفي المدن والقرى المتنزهات والحدائق العامة والمحميات الطبيعية والأماكن المصنفة تراثياً على مسافة لا تقل عن 500 متر من أماكن السكن ودور العبادة والمنشآت العامة والخاصة. وهو ما يدخل ضمن تعريف "الصيد المسؤول" الذي تُصطاد خلاله الحيوانات البرية وموائلها بطريقة مستدامة وبمعدل لا يؤدي إلى انخفتض التنوع الحيوي على المدى الطويل، وبالتالي المحافظة على إبقاء قدرتها لتقابل حاجات وطموحات الأجيال القادمة. ومن هنا، برز اقتراح إنشاء "مناطق الصيد المسؤول في لبنان" تدار من طريق إيجاد التوازن بين حاجات الطيور وحاجات الإنسان. وهي مناطق يُمارِس فيها الصيد كل من يحمل رخصة من المراجع المختصة ويحترم فيها الصياد قانون الصيد وقراراته التطبيقية، ويلتزم قرارات وزارة البيئة المتعلقة بالصيد البري وأوقات صيده وأنواع طرائده. ووجب على الصياد الحصول على رخصة صيد شرط خضوعه لزاماً لامتحان شرط ألاَّ يقل عمره عن 18 عاماً، على أن يقدم طلباً إلى وزارة البيئة مباشرة، أو من خلال النوادي الخاصة لإجراء الامتحان مرفقاً بالمستندات المطلوبة. ويجري الامتحان في النوادي الخاصة المحددة بموجب قرار وزير البيئة رقم 197/1 تاريخ 3/10/2012 وهي ستة. وعلى المرشح المقبول للاشتراك في الامتحان إجراء امتحان عملي، يقضي باصطحابه معه سلاح الصيد الخاص به ورخصة قانونية بحمل هذا السلاح صادرة عن الجهات المعنية بحيث يجري المرشح الامتحان العملي من خلال استخدام سلاحه والذخيرة أو يستخدم الأسلحة والذخائر المتوافرة في النادي في حال عدم توافر سلاح لديه. تعطى العلامة في كلا الامتحانين النظري والعملي من صفر إلى عشرين ولا يعدُّ المرشح ناجحاً في الامتحان إلا إذا بلغ متوسط المجموع العام للامتحانين 12 علامة من عشرين شرط ألا يكون قد نال علامة ملغاة في أحد الامتحانين وهي دون الستة من عشرين.


لائحة الطرائد مُتغيرة 

يشرح رئيس مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام ومدير ملف الصيد المستدام في جمعية "حماية الطبيعة في لبنان" (SPNL) أدونيس الخطيب في حديث لـ"النهار" أنَّ "خطوة رئيس الجمهورية كنا ننتظرها منذ 20 سنة، فتنظيم الصيد المستدام يحمي الطبيعة. وتكثيف حملات التوعية لرفع مستوى "القواص" إلى مستوى "صياد" ليحافظ على الطبيعة والهواية بطريقة مسؤولة مستدامة. الامتحان جدّي وبات مرسوماً تطبيقياً وقانوناً، ومن يرغب في إجرائه للحصول على رخص وجب عليه دفع مبلغ 100 ألف ليرة لبنانية لرخصة على الطيور، و150 ألف ليرة لبنانية للحيوانات الموبرة مثل الخنازير أو أرنب، أو 250 ألف ليرة لبنانية للحصول على الرخصتين، إضافة إلى بوليصة تأمين. وفي حال النجاح يرسل الأوراق عبر ليبان بوست إلى وزارة البيئة لاستلام الرخصة".

هل يمكن لذلك الحد من التجاوزات؟ يجيب: "يكون الصيد شرعياً فقط في حال امتلك الصياد رخصة سلاح ورخصة صيد خلال الموسم المعلن عنه، أما خارج موسم الصيد فمع أو بدون رخصة سيتم توقيفه أو حجز سلاحه. في الإجمال وجب على القوى الأمنية مراقبة المخالفات، ولكنَّ الوضع الأمني في البلد قد يعيق عملها، لذلك ارتأينا بالتواصل مع وزارة البيئة إقامة مناطق "صيد مسؤول" وصل عددها إلى 18 حمى لغاية الآن، وتتدخل البلديات لتوقيف المخالفين في الجرود". ويضيف: "القانون جيد جداً، ونقول للمعترضين على لائحة الطرائد والصياد بألا يخافوا لأنَّ هذه اللائحة ستتغير وتتجدد كل عام بحسب وضع الطير وإذا كان مهدداً بالانقراض. التواصل بين الصيادين والبيئيين في الوزارة سيبقى قائماً بشكل دائم لتعديل لائحة الطرائد بحسب الوضع".

المحميات الطبيعية خط أحمر!

إلى ذلك، يُمنع الصيد في المحميات التي أنشئت بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي، لا سيما الكائنات الحيوانية والنباتية النادرة والمهددة بالانقراض. في لبنان 15 محمية طبيعية تشكل نحو 3 % من مساحة البلاد: محمية حرج إهدن الطبيعية (قضاء زغرتا)، محمية جزر النخل الطبيعية (قضاء الميناء/طرابلس)، محمية غابة أرز تنورين الطبيعية (قضاء البترون)، محمية مشاع شننعير الطبيعية (قضاء كسروان)، محمية بنتاعل الطبيعية (قضاء جبيل)، محمية اليمونة الطبيعية (قضاء بعلبك)، محمية أرز الشوف الطبيعية (قضاءي الشوف وعاليه)، محمية شاطئ صور الطبيعية (قضاء صور)، محمية وادي الحجير الطبيعية (أقضية النبطية وبنت جبيل ومرجعيون)، محمية كرم شباط الطبيعية (قضاء عكار)، محمية رامية الطبيعية (قضاء بنت جبيل)، محمية كفرا الطبيعية (قضاء بنت جبيل)، محمية بيت ليف الطبيعية (قضاء بنت جبيل)، محمية دبل الطبيعية (قضاء بنت جبيل) ومحمية أرز جاج الطبيعية (قضاء جبيل). وتحتوي هذه المحميات على تنوع بيولوجي غني يتمثل بنحو 370 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة وما يزيد عن 2000 نوع من النباتات والأزهار البرية والكثير من هذه النباتات ينفرد بها لبنان. البعض منها طبي وعطري. إضافة إلى نحو ثلاثين نوعاً من الثدييات منها الذئب والضبع والثعلب والهر البري والنيص والسنجاب. وقد أدى تميز المواقع الطبيعية في لبنان بما فيها المحميات الطبيعية إلى إدراجها ضمن تصنيفات عالمية. فقد صنفت منظمة اليونسكو ثلاث محميات محيط حيوي، وتضم محمية أرز الشوف الطبيعية ومستنقع عميق و22 قرية محيطة، جبل الريحان وموقع جبل موسى.

قد يحدُّ القانون من التجاوزات والمخالفات الجائرة بحق الطيور في لبنان، لتبقى ثقافة التصالح مع الطبيعة الجزء الأساس في التعاطي الإنساني.

[email protected]

Twitter: @Salwabouchacra


الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/19/2025 7:20:00 PM
 برز اسم عشائر غزة  كأحد السيناريوهات المحتملة لإدارة الشؤون المدنية، خاصةً في ظل رفض عودة حكم حركة حماس، وغموض دور السلطة الفلسطينية.
المشرق-العربي 10/20/2025 8:26:00 AM
اعتبر ويتكوف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "قاد بلاده في ظروف صعبة".
اقتصاد وأعمال 10/17/2025 6:25:00 AM
لماذا ترتفع الأسعار؟ تتضافر الأسباب بين طقسٍ متقلّب في بلدان المنشأ، ومخزوناتٍ محدودة، وتوازنٍ دقيق بين العرض والطلب.