
"مهرجان لبنان للمسرح الأوروبي، خلي الكل يجي يحضر بنصّ بيروت"، بهذه الجملة دعت رئيسة ومؤسسة جمعية #مسرح_المدينة الممثلة والمخرجة نضال الأشقر جميع اللبنانيين ليشاهدوا الأعمال المسرحية الأوروبية في عاصمة بلدهم التي تستقطب الأعمال الفنية والثقافية من مختلف البلدان لتعرضها أمام الناس بهدف تشجيع التداخل الثقافي.
استقبلتنا الأشقر بصوتها الواثق، قائلة: "يا أهلا بالنهار"، معربة عن رغبتها في عدم إقفال أي مسرح في بيروت، هي التي تلوّعت بعد بيع بناء المسرح في كليمنصو الذي أسسته سنة 1994، "وبعد البيعة رحنا بضهر البيعة"، وفق ما قالت، لتهتم منذ العام 2004 بمسرح المدينة في منطقة الحمراء في بيروت، المسرح الذي يختزل ذاكرة العاصمة، لأنه كان سينما سابقاً.
وأكدت الأشقر عدم التوقّف عن العمل، وبأنّ كل أعمال فريق مسرح المدينة موجهة إلى الشباب ومحبي الخشبة، التي هي "حالة نفسية واجتماعية وسياسية، يحتاج الناس إليها، كما يحتاجون إلى الإبداع والتعبير عن أنفسهم بطريقة حرة".
تفتخر الأشقر بأنّها مؤسسة مسرح المدينة، وتضيف وهي تعدّل جلستها، بأنهم قدّموا فكرة مسرح أوروبي في لبنان إلى الاتحاد الأوروبي "وانبسطوا كتير" أن نقيم سوياً هذا المهرجان، لأنها المرة الأولى التي يستضيف فيها لبنان مهرجاناً أوروبياً، كأول بلد في العالم العربي يحتضن هذه الخطوة. إنه مهرجان لبنان للمسرح الأوروبي بنسخته الثانية، من 27 أيلول وحتى 12 تشرين الأول، كجسر عبور من لبنان إلى أوروبا، سيقام سنوياً ويضم خلال 15 يوماً 60 فناناً و10 دول و12 عرضاً. ويتضمّن برامج مسرحية يومية ومحترفات من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبولونيا والدانمارك معظمها مجاني، باستثناء محترفات بلجيكا وإسبانيا. وتتغنّى الأشقر بأنه سيقدم خطاباً للوركا في المكتبة الوطنية قُدِّم من 100 سنة في مدريد. وأيضا هناك محترفات ستُقام في شاتيلا، زقاق البلاط، وأماكن أخرى غيرها، مع الإشارة إلى أنّه يمكن الحصول على التذاكر من مسرح المدينة ومكتبة أنطوان، فيما يحصل الطلاب الذين يبرزون بطاقتهم الجامعية عليها بقيمة 5000 ليرة لبنانية فقط وللكبار بقيمة 15000 و25000 ليرة لبنانية.
افتتحت الأشقر المؤتمر بكلمة بعنوان "طائرة ورقية في الظلام"، وبأسلوب مرح وابتسامة دائمة، وصَفت الوضع اللبناني، قائلة إنّه عندما تخرج الأعمال الفنية إلى الساحة اللبنانية، "تُمنع من القابعين في الزوايا المظلمة الذين لا حلم لهم ولا طائرة من ورق". وقصدت بالقابعين في الزوايا المظلمة "الرقابة والناس التي لا تحب الفنّ"، ولفتت إلى أنّه تم توقيف مسرحياتها مرات عدة، مشددة على أنّها لن تتوقف وستمضي في هذا العمل.
بدوره شكر سفير #الاتحاد_الأوروبي في لبنان رالف طرّاف الأشقر على كلمتها التي وصفها بـ"الشاعرية". وبسلاسة الأشقر وظرافتها، اعتذر طرَاف على عدم قدرته على نظم كلمة مشابهة، وأشاد بالنجاح الكبير الذي حقّقه المهرجان العام الماضي، وبناء عليه سيقدّم الاتحاد الأوروبي في لبنان مهرجان لبنان للمسرح الأوروبي بنسخته الثانية في عام 2019، علمًا أنّ أوروبا ولبنان يتشاركان تقاليد المسرح القديمة، مؤكداً على أنّ "المسرح هو عبارة عن منصّة تجمع الناس للتحفيز على الحوار، والتماسك الاجتماعي، والتبادل الثقافي، والتسامح والسلام. وهو ليس تعبيرًا فنيًّا فقط، بل أيضًا طريقة رائعة لإشراك الجميع في القضايا المهمّة، ولفتح آفاق جديدة للتفكير والعمل".
وذكّر طرَاف أنّ النسخة الثانية للمهرجان ستقدّم عروضاً أوسع وأغنى عما قُدّم في النسخة الأولى. فساهمت تسع دول أوروبية في تنظيم وإعداد مسرحيات، وورش عمل احترافيّة، ومعرض مميّز يتضمّن إعلانات خاصّة بالمسرح من التسعينيات.
كما تتناول المسرحيات هذه السنة قضايا معاصرة وعالمية يواجهها لبنان والاتحاد الأوروبي. أما التمويل، فهو من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع السفارات والمعاهد الثقافية التابعة لبلجيكا والدانمارك وفرنسا وأيرلندا وإيطاليا وألمانيا وبولندا وأسبانيا ورومانيا. أما الشركاء الإعلاميون فهم "النهار" وL'Orient Le Jour وThe Daily Star.