الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما حقيقة "دعوة منظمة الصحة العالميّة الدول إلى ايقاف الجرعة الثالثه من لقاح كورونا"؟ FactCheck#

المصدر: النهار
الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك).
الخبر الخاطئ المتناقل (فايسبوك).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي خبراً منسوباً الى قناة "الاخبارية" جاء فيه ان "منظمة الصحة العالميّة تدعو الدول إلى ايقاف الجرعة الثالثه من لقاح كورونا". غير ان هذا الكلام غير صحيح، ونشر هذا الخبر في هذا الشكل المجتزأ يُبعد "دعوة" منظمة الصحة العالمية عن سياقها الحقيقي. ففي واقع الأمر، ما دعا اليه المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس في 4 آب 2021، هو "تجميد منح الجرعة الثالثة المعزّزة من لقاح كورونا حتى نهاية أيلول 2021"، وذلك بهدف منح هذه الكميات من الجرعات البلدان الفقيرة التي لم تحصّن سوى جزء ضئيل من سكانها. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: لقطة شاشة لتغريدة تحمل شعار قناة "الاخبارية". وجاء فيها: "فيديو- منظمة الصحة العالميّة تدعو الدول إلى ايقاف الجرعة الثالثه من لقاح #كورونا". وهي تنتشر بكثافة في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...).
 
 
 
 
التدقيق: 
غير ان هذا الخبر ليس صحيحاً، وفقاً لما يبيّن تقصي صحته. 
 
فالبحث في حساب قناة "الاخبارية" في تويتر يبيّن ان القناة نشرت بالفعل، في 5 آب 2021، تغريدة بعنوان: "منظمة الصحة العالميّة تدعو الدول إلى ايقاف الجرعة الثالثه من لقاح كورونا" (هنا). لكنها أرفقته بمقطع مصوّر قصير يوسّع العنوان في التغريدة، على لسان مقدمة الاخبار، ويوضحه. 
 
ويكفي الاستماع الى مقدمة الاخبار لتبيان حقيقة الدعوة التي وجهتها منظمة الصحة العالمية يومذاك. وقالت مقدمة الاخبار: "دعت منظمة الصحة العالمية دول العالم التي حصل سكانها على جرعة من اللقاحات المضادة لفايروس كورونا الى ايقاف الجرعات المعززة الثالثة حتى نهاية سبتمبر المقبل. وقال تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية ان تلك الخطوة هدفها الوصول الى نسبة تطعيم لا تقل عن 10% من سكان كل دولة قبل البدء في منح سكان بعض الدول الجرعة الثالثة من اللقاحات لحمايتهم من السلالة الجديدة للفايروس". 
 
- "نحتاج إلى عكس هذا المسار" -
في حقيقة الامر، جاء كلام الدكتور تيدروس في اطار ملاحظات افتتاحية أدلى بها خلال الإحاطة الإعلامية بشأن جائحة كوفيد-19 في 4 آب 2021، ونشرها كاملة موقع منطمة الصحة العالمية (هنا). ومما قاله يومذاك: "رغم أن مئات الملايين من البشر ينتظرون الحصول على الجرعة الأولى، فإن بعض البلدان الغنية انتقلت إلى تقديم جرعات معززة.

وحتى الآن، استُعمل أكثر من 4 مليارات جرعة لقاح في العالم. وأكثر من 80% من هذه الجرعات استأثرت به البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة العليا، حتى وإن كان سكان هذه البلدان يمثلون أقل من نصف سكان العالم.

وأنا أتفهم اهتمام جميع الحكومات بحماية شعوبها من متحور دلتا. لكن لا يمكننا أن نقبل استمرار البلدان التي استخدمت معظم الإمدادات العالمية من اللقاحات في استخدام المزيد منها، بينما يظل أضعف الناس في العالم بلا حماية.

وفي أواخر شهر ايار، دعوت إلى تقديم دعم عالمي لـلجهد الحثيث نحو تحقيق هدف أيلول، من أجل تمكين كل بلد من تطعيم 10% على الأقل من سكانه بحلول نهاية أيلول. لقد تجاوزنا الآن منتصف الطريق المؤدي إلى التاريخ المستهدف، بيد أننا لا نسير على المسار الصحيح.

عندما أعلنت عن هذا التحدي في شهر أيار، كانت البلدان المرتفعة الدخل قد استعملت نحو 50 جرعة لكل مائة شخص. ومنذ ذلك الوقت تضاعف هذا الرقم. وقد استعملت البلدان المرتفعة الدخل حتى الآن نحو مائة جرعة لكل مائة شخص. وفي غضون ذلك، لم تتمكن البلدان المنخفضة الدخل من استعمال أكثر من 1,5 جرعة لكل 100 شخص، وذلك بسبب نقص الإمدادات.

ونحن نحتاج إلى عكس هذا المسار بسرعة، والانتقال من توجيه معظم اللقاحات إلى البلدان المرتفعة الدخل إلى توجيه معظمها إلى البلدان المنخفضة الدخل. وبناء على ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية تدعو إلى وقف استخدام الجرعات المعززة حتى نهاية ايلول على الأقل، لتمكين 10% على الأقل من سكان كل بلد من الحصول على التطعيم. ولتحقيق هذه الغاية، نحتاج إلى تعاون الجميع، بخاصة القلة القليلة من البلدان والشركات التي تسيطر على الإمدادات العالمية من اللقاحات...". 
 
 
اذاً، واضح جدا كلام الدكتور تيدروس. بتعابير أخرى، دعا يومذاك إلى تجميد الجرعات المعزِّزة (الثالثة) للقاحات فيروس كورونا، من أجل تخصيص هذه الجرعات للبلدان التي لم تحصّن سوى قسم ضئيل من سكانها. وهذا النداء موجه -في الغالب - إلى البلدان الأكثر ثراءً، والتي تفوقت بفارق كبير على دول العالم النامي في عدد التطعيمات. 
 
 وقد نشرت مواقع اخبارية عدة كلام تيدروس يومذاك (هنا، هنا، هنا...). 
 
النتيجة: اذاً، ليس صحيحا أن "منظمة الصحة العالميّة دعت الدول إلى ايقاف الجرعة الثالثه من لقاح كورونا". في واقع الأمر، الخبر المتداول مجتزأ في شكل خاطئ. وما دعا اليه المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في 4 آب 2021، هو "تجميد منح الجرعة الثالثة المعزّزة من لقاح كورونا حتى نهاية أيلول 2021"، وذلك بهدف منح هذه الكميات من الجرعات البلدان الفقيرة التي لم تحصّن سوى قسم ضئيل من سكانها. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم