03-03-2022 | 13:17

ضجة حول الرقمين 68 و32... "تواريخ الحروب العالميّة الأولى والثانية والحالية تعطي نتيجة واحدة"؟ FactCheck#

ضجة حول الرقمين 68 و32... "تواريخ الحروب العالميّة الأولى والثانية والحالية تعطي نتيجة واحدة"؟ FactCheck#
Smaller Bigger
تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بالرقمين 68 و32. ووفقا لمنشور يجول على نطاق واسع بين الرواد، فإن "تواريخ الحروب العالمية الأولى والثانية والحالية تعطي نتيجة واحدة: 68 و32!! ويا لها من مصادفة". نعم، الطريقة التي تم بوجبها جمع تواريخ بداية الحربين العالميتين الاولى والثانية وبداية الحرب الروسية الاوكرانية، تعطي الرقم ذاته: 68. كذلك، يعطي جمع تاريخي الحربين العالميتين الأولى والثانية، بطريقة أخرى، الرقم ذاته: 32. الا ان خطأ وقع في المنشور لدى جمع تاريخ الحرب الروسية الأوكرانية، بحيث يجب ان يكون المجموع 14، وليس 32، الامر الذي ينسف نظرية تطابق الرقم.
 
ولكن ماذا يعني هذا التطابق، لا سيما في الرقم 68؟ "لا شيء، مجرد مصادفة لا أكثر"، على ما اتفق عليه خبراء لبنانيون، مؤكدين لـ"النهار" ان "لا شيء في علم الرياضيات يبرره او يدعمه، كذلك، لا يوجد مدلول علمي له".
 
 نقطة اضافية: "الحرب العالمية الثالثة" لم تبدأ بعد حتى الساعة. وبالتالي اخطأ المنشور في اعلانها قبل حصولها. وفي المقالة، محلّل سياسي أدلى برأيه في الحرب الروسية الاوكرانية، وفي مدلولات تاريخ 24 شباط 2022. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ساعات، تكثّف التشارك في ورقة بخط اليد، لا سيما عبر الواتساب، وايضا في منشور عبر الفايسبوك وتويتر لما يبدو أنه عملية جمع لتواريخ بداية الحربين العالميتين الاولى والثانية، و"الحرب العالمية الثالثة"، وفقا لما كُتب على الورقة وفي منشورات مستخدمين (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وجاء في الورقة الآتي: 
 
 
اما المنشور، فقد اضاف الى العملية الحسابية ذاتها التي اعطت الرقم 68، عملية حسابية اخرى اوصلت، وفقا للمزاعم، الى الرقم 32. 
 
 
التدقيق: 
نعم، صدقت الورقة والمنشور في تاريخي بداية الحرب العالمية الاولى (28 تموز 1914، هنا)، والحرب الروسيّة الأوكرانية (24 شباط 2022، هنا).
 
كذلك، صدقا بالنسبة الى بداية الحرب العالمية الثانية (1 ايلول 1939). لكن تجدر الاشارة هنا الى انه في وقت حدّدت مراجع ومؤرخون تاريخها في 1 ايلول 1939 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مع غزو المانيا النازية لبولندا، الا ان مراجع أخرى، مثل Britannica (هنا، وهنا، هنا ايضا)، حدّدت تاريخها في 3 ايلول 1939، يوم إعلان بريطانيا العظمى وفرنسا الحرب على ألمانيا، ردا على غزوها لبولندا في 1 ايلول. ومن شأن ذلك ان ينسف نتيجة التطابق في الرقمين 68 و32، وتصبح نتيجة العملية الحسابية كالآتي:
 
3+9+39+19= 70 (بدلا من 68). 
 
و
 
9+ 3+ 1+ 9 + 3 + 9 = 34 (بدلا من 32). 
 
- خطأ -
ملاحظة أخرى. في العملية الحسابية المتعلقة بالرقم 32، حصل خطأ في طريقة احتساب تاريخ بداية الحرب الروسية الاوكرانية، في 24 شباط 2022، اذ تمّ جمع 2 (شهر شباط) و24 (اليوم)، بدلا من تجزئة الرقم الاخير (2+ 4)، كما حصل في تاريخي الحربين العالميتين الاولى والثانية. وبالتالي يجب ان تكون الحصيلة 2+2+4+2+0 +2+2= 14 وليس 32.
 
وهذا يعني ان محتسب التواريخ "تلاعب" بطريقة جمع تاريخ الحرب الروسية الاوكرانية، "ليفتعل" تطابقاً في الرقم 32، بما خدع مستخدمين كثيرين. 
 
 
- سر؟ 
بتعابير اعجاب، تفاعل مستخدمون مع الورقة والمنشور، بينما ذهب بعضهم الى تعزيز نظريات المؤامرة، باعتبار أن "هذا التطابق"، لا سيما في الرقم 68، "ليس مصادفة"، وان "وراء هذه الاحداث العالمية كيانا واحدا يتحرى تطابق الارقام"، وأن "ثمة سرا ما وراء الرقم 68". 
 
ولكن ماذ يعني هذا التطابق، لا سيما في الرقم 68؟ 
 
 علميا ورياضيا، لا شيء، وفقا لما توافق عليه خبراء لبنانيون سألتهم "النهار" عن رأيهم في هذه العملية الحسابية المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي. 
 
- عجاقة -
وقال البروفسور جاسم عجاقة، الخبير الاقتصادي والفيزيائي: "ما نشاهده مجرد لعبة ارقام معروفة في علم الاحصاء والرياضيات، بحيث يمكن ان نجعل الارقام تقول ما نريده، وتحقق نتيجة مفاجئة. والنتيجة التي تم التوصل اليها في عملية الجمع المنشورة، لا سيما بشأن الرقم 68، مجرد مصادفة لا اكثر، مع تحفظنا على ذلك". 
 
واكد انه "لا يوجد مسوغ او نظرية علمية معترف بها عالميا وراء تطابق الارقام، او توصل الى الاستنتاج الذي اوحى به المنشور حول الرقم 68 وبدايات الحربين العالميتين والحرب الروسية الاوكرانية".   
 
ووضع عجاقة الرسالة التي تريد عملية جمع التورايخ ايصالها بخصوص حرب عالمية ثالثة  في سياق "تكهنات". ورأى ان "المعطيات العملية، خصوصا عدم انخراط الغرب بمواجهة عسكرية ميدانية ضد روسيا، تقلل في شكل كبير احتمال الحرب العالمية الثالثة المشار اليها في المنشور". 
 
وتابع: "يقال عن التلاعب بالارقام الذي نشاهده في المنشور والاستنتاج المرفق به، إنه طريقة يمكن ان تفسر الماضي، لكن المؤكد ان لا قدرة لديه على التنبؤ بالمستقبل. بمعنى آخر يمكن ان يحقق ربطا بين الاحداث، لكن المؤكد لا يستطيع التنبؤ بها".   
   
- حداد -
بدوره، وجد الدكتور رامي حداد، العالم في الرياضيات في جامعة القديس يوسف، ان هذا التطابق، لا سيما في الرقم 68، "مجرد مصادفة غريبة" لا أكثر، و"لا شيء في علم الرياضيات يبرره او يشرحه او يدعمه، ولا مدلولا علميا له". واشار الى ان "مجتمع علم الرياضيات ينبذ او يرفض" هذا التلاعب بالارقام كما في المنشور.   
 
ونفّذ حداد عملية جمع لتاريخي الحربين العالميتين الاولى والثانية، بطريقة مختلفة، أوصلت إلى رقم واحد: 1949. "تلاعب" في الارقام، على غرار المنشور. وهذا يبيّن، على قوله، انه "يمكن تأويل الارقام احيانا امورا خاطئة، وانه يمكن التلاعب بها بطريقة ما لغاية معينة. وبالتالي، هذا التلاعب ليس مثبتا علميا، ولا تبرير علميا له". 
 
وهنا العملية الحسابية التي اجراها الدكتور حداد حول تطابق الرقم 1949 في تاريخي الحربين العالميتين. 
 
 
- قاعي -
وانضم الكاتب والباحث الدكتور عبدو قاعي الى عجاقة وحداد، ليؤيدهما في أن "هذا التطابق في الرقم 68 لا ركيزة علمية له، ويدخل في سياق علم التنجيم او الفلك، اكثر من كونه علما". وتدارك: "العلم لا يقرر في أمر مماثل كالحرب، ولا تفسير علميا لشرح هذا التطابق. انه مصادفة". 
 
- عيسى -
ماذا عن الحرب العالمية الثالثة التي اعلنها المنشور؟ وهل ثمة ارقام مشفرة او مرمزة لها، في التحليل السياسي؟ 
 
في الواقع، "لا يمكن القول اننا دخلنا حربا عالمية ثالثة، ولم نر دولة تعلن الحرب على روسيا دفاعا عن أوكرانيا"، على ما قال الكاتب والمحلل السياسي في "النهار" جورج عيسي. وتدارك: "حتى موسكو نفسها سمت اجتياحها لاوكرانيا بأنه عملية عسكرية خاصة". 
 
وشرح: "الى الآن، يقول حلف شمال الاطلسي انه لا يرغب في مواجهة موسكو عسكريا، ولا حتى في تأسيس منطقة حظر جوي في اوكرانيا. ببساطة، الناتو وروسيا يريدان تفادي الصدام المباشر المكلف لهما وللعالم. ومع ذلك، ينبغي عدم استبعاد وقوع المحظور في شكل تام. اذا قلنا اننا لسنا في خضم حرب عالمية ثالثة، فهذا لا يعني اننا قد لا ننزلق اليها عن غير قصد. نادرا ما تتبع الحروب النصوص والاهداف الاساسية التي يرسمها صناع القرار. المفاجآت واردة دوما بسبب الاخطاء، كما بسبب العوامل غير المرئية". 
 
وتابع: "ان قصفا روسيا لمساعدات اطلسية على الحدود مع اوكرانيا يمكن ان يوسع الحرب. كذلك، ليس واضحا رد الفعل الغربي اذا تصاعد استهداف المدنيين. هل يبقى عند موقفه الرافض لمنطقة حظر جوي؟". 
 
ورأى ان "هذا غيض من فيض الأمثلة التي تؤكد ان الحرب قد تخرج عن الحدود الاوكرانية". وقال: "ما نستطيع قوله هو ان حتى اليوم لا حرب عالمية ثالثة. نعم، يمكن الحديث عن حرب باردة جديدة، او حتى عن آخر مرحلة فعلية من الحرب الباردة كما يقول بعض المراقبين الاميركيين. لكننا لسنا في حرب عالمية ثالثة حتى اللحظة". 
 
لماذا اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 24 شباط 2022 لشنّ حربه؟ 
أجاب عيسى: "بالتأكيد لا يتعلق هذا القرار برسالة مشفرة من الرئيس الروسي الى قادة العالم. فهو يرتبط بحسابات عسكرية كالخوف من ظاهرة الطين الربيعي في آذار الذي يجعل سير الدبابات اصعب. بحسب نيويورك تايمس، طلبت الصين من روسيا في اوائل شباط تأجيل الغزو الى ما بعد انتهاء الالعاب الاولمبية. وهذا ما حصل اذ اختتمت الصين تلك الالعاب في 20 شباط". 
 
وتابع: "على الارجح، ظن بوتين ان بامكانه حسم المعركة في ايام قليلة بما يجعل جيشه يتفادى الصعوبات الميدانية في آذار. وهناك ايضا حسابات تتعلق بالسياسة وانتظار المفاوضات مع الغربيين. كما هنالك عامل المفاجأة. ربما ظن الغرب ان اعتراف بوتين باستقلال دونيتسك ولوغانسك في 21 شباط هو ذروة التصعيد الروسي. لكنه عاد وصدم العالم باطلاق الاجتياح بعد ايام قليلة. ونتحدث هنا عن صدمة او مفاجأة لان مراقبين كثرا كانوا يقولون ان بوتين يناور ويخادع ولن يقدم على الاجتياح". 
 
 وختم عيسى: "في نهاية المطاف، لا علاقة لقرار الحرب بارقام مشفرة او مرمزة، بل يتعلق بحسابات استراتيجية معقدة، لا بالعاب ذهنية تسلي بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي". 
 
 

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/25/2025 6:14:00 AM
حكم بالسجن المؤبّد من دون إمكانية الإفراج المشروط على الجزائرية ذهبية بنكيرد (27 عامًا)، بعد إدانتها باغتصاب وتعذيب وقتل الطفلة الفرنسية لولا دافيت
لبنان 10/25/2025 8:33:00 PM
وُلد حمدان في 19 كانون الثاني (يناير) عام 1944، في قرية عين عنوب، قضاء الشوف في لبنان.
لبنان 10/25/2025 10:39:00 AM
وحش بشري أقدم على اغتصاب فتاة قاصر في جبل البداوي