اشترِك في نشرتنا الإخبارية
أعلنت شركة "فايسبوك" تغيير اسمها إلى "ميتا" (Meta)، كجزء من تحوّل استراتيجيّ لتأكيد تطوير عالمها الافتراضيّ في وقت تخوض أعمالها الرئيسية على شبكة التواصل الاجتماعي أزمة غير مسبوقة.
وكشف الرئيس التنفيذيّ لـ"فايسبوك" مارك زوكربيرغ عن هذا التحوّل في منتدى "Connect"، الحدث السنويّ لأجهزة الشركة التي تُطلق خلاله - أو تتحدّث عن - منتجات مثل أجهزة فيديو "بورتال (Portal) والخوذات الانغماسية "أوكولوس" (Oculus).
تأتي عملية تغيير العلامة التجارية في إطار مشروع "ميتافيرس" (metaverse) وسط جهود لتشتيت الانتباه بعيداً عن "الأضرار الاجتماعية" التي باتت مُرتبطة بالمنصة، بينما شبكة "فايسبوك" الاجتماعية لن تغيّر اسمها.
في هذا الإطار، قالت جمعية مناهضة لـ"فايسبوك" تُطلق على نفسها اسم "ريل فايسبوك أوفرسايت بورد" (مجلس الرقابة الحقيقي على "فايسبوك")، إنّ "الشركة تظنّ أن تغيير الاسم قد يساعدها على تغيير الموضوع"، مشيرة إلى أنّ الأمر "مؤشر إلى أنّها مستعدّة لفعل أيّ شيء من أجل حرف الأنظار عن فشلها في الإشراف على منصاتها المليئة بالكراهية".
وأضافت: "أيّاً كانت تسميتها، ستبقى المشكلة على حالها، (...) هم بحاجة إلى قواعد حقيقية ومستقلة بصورة فورية".
وقد أعلن زوكربيرغ اليوم منح "ميتافيرس" الأولية فوق "فايسبوك"، في إشارة إلى أنّ التطبيق هو "أكثر المنتجات استخداماً في العالم لكن لا يشمل كل ما تقوم الشركة به"، مضيفاً: "ترتبط علامتنا التجارية ارتباطاً وثيقاً بمنتج واحد بحيث لا يمكن أن تمثّل كل ما نقوم به".
وفي وقت سابق، ذكر موقع "ذي فيرج" أنّ التسمية الجديدة من شأنها أن تعكس الجهود التي تبذلها المجموعة للانطلاق في مجال "ميتافيرس" الذي يوصف بأنه مستقبل الإنترنت إذ يتكامل فيه العالمان الحقيقيّ والافتراضيّ إلى حدّ الاندماج.
وأعلنت الشبكة الأميركية العملاقة الإثنين أنّها تعتزم توظيف عشرة آلاف شخص في غضون السنوات الخمس المقبلة في أوروبا للعمل على الـ"ميتافيرس"، ما سيشكّل خصوصاً وحدتيها للواقع المعزز والافتراضيّ، كماركتها "أوكولوس" للخوذات الانغماسية على سبيل المثال.
يذكر أنّ تغيير "فايسبوك" اسمها ليس الأول من نوعه لدى مجموعات الإنترنت العملاقة. ففي العام 2015، أعادت "غوغل" تنظيم أنشطتها من خلال إنشاء مؤسسة أمّ تحمل اسم "ألفابت" تدير خدمات الشبكة بينها محرّك البحث ومنصة "يوتيوب" وخدمة "وايمو" للسيارات المستقلة. غير أنّ اسم "غوغل" لم يتغيّر إلى "ألفابت" في وسائل الإعلام أو لدى الرأي العام.
من جهة أخرى، يشكّل "ميتافيرس" (كلمة تجمع كلمتي "ميتا" و"يونيفرس" بالإنكليزية، أي "الكون الفوقي") نوعاً من البديل الرقميّ للعالم الماديّ، يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت.
ومن المفترض أن يتيح "ميتافيرس" زيادة التفاعلات البشرية عبر الإنترنت من خلال تحريرها من القيود المادية، بفضل تقنيّتَي الواقع الافتراضيّ والواقع المعززّ خصوصاً. فهو يمكن أن يوفّر مثلاً إمكان الرقص في ملهى ليليّ مع أشخاص على بعد آلاف الكيلومترات، وشراء أو بيع سلع أو خدمات رقمية لم يتمّ بعد اختراع الكثير منها.
واعتبر زاكربرغ في تموز الفائت أنّ "الميزة الرئيسية للـ(ميتافيرس) ستتمثل في الوجود - الشعور بالوجود فعلاً مع الناس". كما أوضح في مقابلة بالفيديو خلال معرض "فيفاتك" في حزيران الفائت أنّ "الأمر لا يقتصر على توفير تجربة جديدة رائعة بل يؤدّي كذلك إلى إطلاق موجة اقتصادية يمكن أن تؤمّن فرصاً للناس في العالم كله".
