السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المؤتمر الدولي العاشر لسرطان الثدي في الجامعة الأميركية: الأزمة الدوائية ناتجة عن سياسات مزمنة

المصدر: "النهار"
المؤتمر الدولي العاشر لسرطان الثدي في الجامعة الأميركية.
المؤتمر الدولي العاشر لسرطان الثدي في الجامعة الأميركية.
A+ A-
نظم قسم أمراض الدم والسرطان في الجامعة الأميركية في بيروت، المركز الطبي والسرطان ووحدة علاج سرطان الثدي بمعهد نايف باسيل للسرطان، المؤتمر الدولي السنوي العاشر لسرطان الثدي وتخلله حفل افتتاح بشكل ندوة افتتاح بحضور وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض وبإدارة الزميلة رلى معوض.

وأشار ‏رئيس المؤتمر ‏رئيس قسم أمراض الدم والسرطان في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور ناجي الصغير إلى أن "الازمة الاقتصادية من غلاء وشح معاشات المواطنين وهجرة الجسم الطبي، وتكاليف الادوية وانقطاعها وتكاليف الجراحة والاستشفاء كلها تهدد حياة المواطنين والمرضى خاصة مرضى السرطان".

وتمنى إيجاد الحلول السريعة حتى نخفف معاناة المرضى ونؤمن شفاءهم. وأكد "وجوب تأمين كل الادوية خاصة الاساسية منها لكل المواطنين ووضع ارشادات واضحة للعلاج والانتباه الى موضوع الموارد المحدودة"، محذراً من "الوقوع في خطر تشريع عدم المساواة بالتطبيب بين الفئات الاجتماعية في لبنان".

وطالب بالإفراج عن أموال الناس في الضمان الاجتماعي وصرفها حسب قيمتها الأساسية بالعملة الصعبة لكي يتم استعمالها لتغطية التكاليف العلاجية والوقائية الطبية، مشدداً على "ضرورة تأمين المساواة بالعلاج اذ انه لا يجب تامين الادوية فقط لمن لديه المال موكدا اننا لدينا طب على اعلى المستويات ولا نريد الرجوع للوراء ويمكن تامين الدواء للجميع".

بدأ الحوار مع ميرنا الصباح، نائب رئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي التي تحدثت عن معاناة المرضى في تأمين الدواء والعلاج وأشارت الى أن "المستشفيات ترفض أن ندفع لها بالشيك المصرفي و أن المصارف لا تسمح للجمعيات الاهلية بان تسحب أكثر من سقف السحوبات النقدية المفروضة". وطالبت بأن يتم استثناء الجمعيات الاهلية الطبية لتمكينها من سحب أموالها لمساعدة المرضى.
بدوره، أكد نقيب اطباء بيروت الدكتور شرف ابو شرف "أهمية التعاون والتعاضد للوصول الى الحل وطلب دعم قوي للطاقم الطبي للعيش بكرامة بدلا من السفر بالرخيص الى الخارج"، وطالب بدعم المريض مباشرة والا فنحن امام وضع سيئ.
من جهتها، أكدت نقيبة الممرضين والممرضات في لبنان الدكتورة ريما ساسين "ضرورة قيام الدولة بالحفاظ على ما تبقى من القطاع الصحي خاصة الممرضين والممرضات في ظل هجرة نحو ٢٠٠٠ من اصحاب الخبرة والكفاءة ووضع القطاع الصحي اولوية في لبنان وان تؤمن الدواء لترجع البسمة والامل للمرضين والمرضى".
أما رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث الدكتور روجيه خاطر فتحدث عن عدم توافر الدواء لمن لديه المال والثانية عدم توافر الدواء لمن ليس لديه المال. وان عدم تامين الدعم ناتج عن مشكله بين شركات الادوية والوزارة يجب حلها من خلال عقد اجتماع بين الهيئات السياسية وشركات الادوية والطلب منها المساعدة في تامين الدواء.
‏وكانت كلمة ترحيب للدكتور سامي الخطيب باسم رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان والثناء على جهود التعليم الطبي المستمر ومشاركات الأطباء من كافة الدول العربية في هذا المؤتمر.

بدوره، رأى وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض أننا "بأزمة ناتجة عن سياسات مزمنة وليس فقط دوائية وطبية: لقد لجأنا الى مصرف لبنان كي يقوم هو بتمويل عملية الاستيراد بما يسمى الدعم بمعنى آخر ان يدفع مصرف لبنان من العملة الصعبة لديه لشراء الادوية ومن ثم نحن نعطيها للناس على سعر ١٥٠٠ ليرة".

وأشار إلى أن "عملية تمويل استيراد الأدوية من خلال مصرف لبنان لم تنجح بسبب عوامل عدة اهمها: دورة الاستيراد غير المنتظمة: بحيث يتم طلب الدواء ثم يوافق مصرف لبنان ومن ثم يحول المال الى الشركة في الخارج فتقبض المال وترسل الدواء. قامت الشركات بطلب كميات كبيرة من الدواء ارسلتها الشركات ولم تقبض كل قيمتها، وان الشركات في الخارج بلغت ديونها نحو ٣٠٠ مليون دولار لدى مصرف لبنان".
وأضاف: "اما بالنسبة للموارد المخصصة لدعم أدوية السرطان فهي ضئيلة جدا كوننا بحاجة الى ٣٠٠ مليون دولار في حين ان جميع الموارد المخصصة لدى المصرف المركزي لدعم جميع القطاعات هي ٤٠٠ مليون دولار، وقد حاولنا نحن كوزارة صحة طلب مزيد من الاموال، ولكن من غير الواضح من اين ستتأمن الاموال كما حاولنا الاستحصال على قروض من الجهات الدولية ولكن بسبب توقف لبنان عن تسديد ديونها وتصنيفه لم نتمكن من الاستحصال على قروض".

وتابع: "اخيراً مشكلة التخزين والتهريب عبر المطار. ونحن نعمل على برنامج لمتابعة نقاط وصول الادوية tracking of cancer medication للتأكد من ان الادوية التي تدخل البلد سوف تصل الى المريض".
وتم عرض آخر تطورات أبحاث وعلاج مرضى سرطان الثدي في المؤتمر من إبرزها محاضرات رئيسية لخبراء دوليين فالدكتور جيسيبي فيالي من ميلانو حاضر حول الفحوصات النسيجية والتصنيفات الجديدة حسب مستقبلات الهرمونات وهير ٢.

إلى جانب محاضرة قيمة للدكتورة مارتين بيكارد من بروكسيل حول أبحاثها وتطورات علاج مرض السرطان ومستقبلات هير ٢ ونسبة الشفاء العالية بالأدوية الجديدة تراستوزوماب, بيرتوزومات, تي دي ام وان , تي دي أكس دي , لاباتينيب, نيراتينيب و توكاتينيب. ‏ودكتور جافييه كورتيس من برشلونة حول العلاجات المناعية لمرضى سرطان الثدي الثلاثية السلبية. ‏وكذلك الدكتور مارك روبسون من نيويورك حول علاج المرضى اللواتي عندهن تغيرات طفرات جينية. ‏ومحاضرة أساسية للدكتور محمود التامر من نيويورك حول إرشادات جراحة سرطان الثدي وجراحة العقد اللمفاوية والعقدة الحارسة تحت الإبط والحفاظ على العقد السليمة واستئصال العقد المصابة بالسرطان فقط.

حاضر الدكتور أحمد عواضة من بروكسيل حول العلاجات الهرمونية واختيار الأنسب منها مع موقفات وانزيمات س دي كي وأفضل طريقة لاستعمالها ومحاضرة قيمة عن العلاجات الجديدة المضادة للهرمونات للدكتور نهاد إبراهيم من هيوستون. ‏وكذلك الدكتور حمدي عبدالعظيم من القاهرة حول الاستعمال الدقيق للفحوصات الجينية للاورام لترشيد استعمال العلاج الكيميائي، والدكتور ناجي الصغير حول إرشادات علاج سرطان الثدي من المجموعة الدولية أي بي سي 6 التي يشارك بها، وايضا محاضرات من الدكتور حميد الشامسي ‏من الإمارات العربية المتحدة ً والدكتورة لارا نصار من لبنان حول تأثير جائعة كورونا على مرضى سرطان الثدي ومحاضرات قيمة من الدكتور متعب الفهيدي من ‏المملكة العربية السعودية ودكتور على قنديل حول العلاجات المهدفة
تضمن المؤتمر محاضرات عديدة لأطباء لبنانيون وعرب وأوروبيين وأمريكيون وحلقات خاصة في الأبحاث الجديدة للأطباء المتدربين في المستشفيات والجامعات اللبنانية كما تم عقد حلقة خاصة لمرضى السرطان والجمعيات الأهلية بإشراف الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي وكذلك مؤتمر للممرضين والممرضات علاج سرطان الثدي وكذلك حلقات للصيادلة الذين يهتمون بالعلاجات الكيميائية. ‏وحضر المؤتمر أكثر من 400 طبيب ‏من الدول العربية والعالم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم