الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"هذا النظام غيّر حياتي"... في اليوم العالمي للصرع كيف تساعد هذه الحمية الغذائية على تقليل النوبات عند الأولاد المرضى به؟

المصدر: النهار
الصرع عند الأطفال (صورة تعبيرية).
الصرع عند الأطفال (صورة تعبيرية).
A+ A-
كان عمر دينس 7 سنوات عندما شُخص بمرض الصرع، كان صغيراً جداً ليفهم ما يعنيه ذلك وكيف أن حياته ستكون مختلفة عن الآخرين. يتشارك قصته واصفاً أنه "يتذكر جيداً أنه مرّ في أوقات عصيبة حيث كان عاجزاً عن ايجاد الكلمات المناسبة لإيصال أفكاره". وفق ما نشر موقع مستشفى بوسطن للأطفال.
 
يصف ما كان يمرّ به قائلاً "كنتُ أعاني من نوبات عديدة وكنتُ أفقد وعيي في أي مكان لثوانٍ وبرغم من أنها كانت ثواني إلا أنها كانت كافية للأشخاص الذين هم حولي ليعرفوا أنني مصاب "بالصرع".
 
توجهتُ مع والديّ إلى مركز الصرع في بوسطن للأطفال للمساعدة، وبعد أن حاولت بعض العلاجات الطبية التي كان لها آثار جانبية مزعجة، اقترح عليّ الطبيب جيفري بولتون اللجوء إلى حمية الكيتو.
 
ويصف دينس تلك الفترة بأنها "صعبة جداً حتى تتأقلم على هذا التغيير الغذائي. أسبوعان قاسيان للغاية، ليس سهلاً التخلي عن رقائق البطاطا والمقرمشات ولكن يستحيل العودة إلى ما كنت أتناوله سابقاً. وكان فريق المستشفى الطبي يتابع حالتي للتأكد من حصولي على كل العناصر الغذائية الصحيحة، ومساعدتي في تناول أدويتي التي ساعدتني بالتوازي مع الحمية على تنظيم الناقلات العصبية في دماغي".
 
صحيح أن الصرع حرمني من تجربة أشياء نموذجية في الطفولة مثل النوم خارج المنزل وممارسة أنشطة رياضية مختلفة، إلا أنه في المقابل جعلني أرى الجانب الآخر الإيجابي واكتشاف شغفي للمسرح والعزف على البيانو والتزلج.
 
ويتوجه دينس بنصيحة "إذا عليّ تقديم نصيحة لشخص يعاني الصرع أو شيئاً يحدّ حياته وخياراته الغذائية، أنصحه دائماً بأن يجعل جودة حياته أولوية، ما يعني اتخاذ قرارات صعبة. بالنسبة لي كان التعامل والتكيف مع حمية الكيتو من الأشياء الصعبة ولكن اليوم الوضع مختلف ولقد نجحت في تغيير حياتي".
 
 
بعد أن كانت حمية الكيتو تُستخدم كوصفة طبية للتخفيف من نوبات الصرع عند الأطفال، تحوّلت في الآونة الأخيرة إلى ترند غذائي بهدف خسارة الوزن. لكن ما لا يعلمه كثيرون أن هذا النظام الغذائي ساعد كثيراً مرضى الصرع لفئة عمرية محددة، ومرض الألزهايمر والتوحد. كما أثبتت الدراسات العلمية فوائد هذه الحمية على مرضى السكري والسمنة التي تساعد في حرق الدهون والسيطرة على نسبة السكر في الدم.

تشرح اختصاصية التغذية مايا غاريوس لـ"النهار" أن "حمية الكيتو تُستخدم لمعالجة الصرع عند الأشخاص، وتعتمد على الدهون بشكل رئيسي والقليل من النشويات (أيّ الأرز- المعكرونة- البرغل- الخبز). ويضطر الدماغ نتيجة التخفيف من تناول النشويات إلى استخدام الدهون لتأمين الطاقة ما يؤدّي إلى تقليص عدد نوبات الصرع عند عدد من المرضى.
 
لذلك استخدمت حمية الكتيو من الأساس للمعالجة الطبية خصوصاً عند الأطفال الذين يعانون من الصرع، إلّا أنه اليوم اختلفت أسباب اللجوء إليه حيث يعتمده البعض لخسارة الوزن.
 
وتشدّد غاريوس على أنه يُفضل "استخدام هذا النظام الغذائي عند الأطفال الذين يعانون من الصرع فقط وليس عند البالغين. كما يعتبر نظاماً قاسياً لأنه يرتكز على الدهون بنسبة 70 بالمئة و20 بالمئة على البروتين و5-10 بالمئة على النشويات. ما يعني أنه لا يمكن للطفل أن يتناول الحليب لأنه غني بالنشويات، ويتناول حصة واحدة من الفاكهة ويمنع عنه الخبز، وبالتالي لا يمكن اعتماد حمية الكيتو لفترة طويلة برغم من قدرته على التخفيف من عدد نوبات الصرع".
 
إذاً يتم وصف هذا النظام الغذائي على فترة قصيرة لأن التنويع فيه محدود جداً، وعند تحسن حالة الولد يبدأ بزيادة بعض الأصناف الغذائية الأخرى بعد مراجعة الطبيب.
 
كيف نعتمد هذه الحمية عند الأولاد؟
تركز غاريوس على أنه من الضروري أن نبدأ بإدخال هذا النظام الغذائي بشكل تدريجي، حيث نعطي الولد في الأيام الأولى على وصفات خاصة بالكيتو والتقليل من كمية النشويات شيئاً فشيئاً. والأهم أن نراقب نسبة السكر في الدم حتى يصبح لديه "أجسام كيتو" أو ما يعرف بالـ"الكيتونات" يفرزها الجسم بعد فترة من اعتماد هذه الحمية.
 
بين الإيجابيات والمخاطر
وتتحدّث غاريوس عن أن "إيجابيات هذه الحمية أنها تقلّل بشكل كبير نوبات الصرع عند الأطفال المرضى.

أمّا من سلبيات هذا النظام الغذائي في حال اعتماده لوقت طويل يتمثل بـ:
* إمساك
* حصى في الكلى
* التعب
* بطء في النمو
* ضعف في العضل وخطر في التعرّض لكسور العظام أكثر نتيجة عدم تناول الكالسيوم بكميات كافية

وقد أثبتت التجارب أن نحو 50-40 بالمئة من الأطفال الذين يعتمدون حمية الكيتو تخف لدى 40 بالمئة عنهم نوبات الصرع وأن نحو 10-20 بالمئة تقلل النوبات لديهم بنسبة 90 بالمئة. ويبقى الشرط الأساسي استخدام هذا النظام الغذائي تحت مرقبة الاختصاصي في طب الأعصاب أو طبيبه المختص وطبيب الأطفال واختصاصية التغذية لأنه يتطلب متابعة دقيقة جداً.
 
في البداية أعطى هذا النظام الغذائي نتائج مبشرة عند الأطفال دون السنتين ولكن بعد فترة لمسنا نتائج جيدة عند كل الأطفال.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم