اشترِك في نشرتنا الإخبارية
كتبت رولا حميد
يجمع المغرب جمال البحر المتوسط بهدوئه واستقراره، وصخب المحيط الأطلسي، فهو يتوزع في جزء منه على الأول، وفي الثاني، الشمال الغربي، على الثاني. وهو نقطة العبور بين أفريقيا وأوروبا برّاً، يقطعه مضيق جبل طارق الذي يضفي على المغرب جمالاً خاصاً.
ونظراً لموقعه، كان المغرب ممر شعوب عديدة بين القارتين، وقد وصلها الفتح العربي زمن معاوية، عابراً نحو الأندلس، على المقلب الآخر من مضيق جبل طارق، حيث وقف القائد الأموي طارق بن زياد، وأمر جنوده بعبور المضيق، ثم إحراق المراكب، قائلاً لهم: "البحر من ورائكم، والنار (الحرب) من أمامكم، فأين المفر!!" محفزاً إياهم على الانتصار ومتابعة الفتح الذي ابتعد كثيراً عن العاصمة الأموية دمشق.
تمتاز السياحة في المغرب بتنوعها إذ تحتوي على العديد من أنواع السياحات، ومنها السياحة الجبلية، وسياحة المدن العريقة، والسياحة الدينية، والسياحة الرياضية، إضافة إلى أن المغرب العربي استفاد من موقعه في القارة الأفريقية وانفتاحه على البحر الابيض المتوسط.
مكناس
من اهم مدن المغرب العربي مكناس، تبعد عن العاصمة الرباط مسافة 140كيلومتراً، وهي مدينة تاريخية، توجد فيها العديد من المعالم الأثرية والمواقع الطبيعية، وغالباً هي أقرب المدن إلى الآثار الرومانية القديمة، لكنها تعتبر، قبل كل ذلك، مدينة الحضارة العربية الإسلامية والتاريخ المشرق.
تتميز مكناس بتنوع تضاريسها حيث تضم سهولاً وودياناً وجبالاً، ويقصدها الكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة الأماكن الأثرية فيها، منها ضريح مولاي اسماعيل، وقصر هديم، وبوابة باب منصور، وسواها...
وفي مكناس معالم كثيرة، منها: باب المنصور، البوابة الضخمة المشرفة على ساحة الهديم شرقي المدينة القديمة في مكناس، وهو يعتبر أعظم أبواب القصبة لتميزه بضخامته، وعلو الفتحة فيه حوالى 8 أمتار، إضافة إلى أنه مليء بزخارف الفسيفساء، والخزف الملون ذي الطابع المغاربي.
ضريح مولاي اسماعيل: فهو يضم رفات مؤسس المدينة المولى اسماعيل، ويقع ضريحه بالقرب من باب منصور، ويضم نوافير رائعة، وساعة شمسية، ويوجد بالقرب من الضريح سوق قديمة تعرض فيها هدايا تذكارية.
المدرسة البوعنانية: مدرسة تاريخية أسسها السلطان المريني أبو الحسن، تتميز بأعمدتها وأبوابها المزخرفة بزخارف رائعة تشتمل على نقوش وكتابات على الخشب والجبس.
المنطقة التجارية حمرية: شُيد أول مبنى فيها أيام فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب، ومن أهمّ مبانيها الكنيسة الكاثوليكية، وسينما ريجان، ومحكمة الاستئناف، وعمارة بيرنار، والقصر البلدي، والمعهد الفرنسي، والمعهد الموسيقي، والسوق المركزي، وعمارة الزموري.
تمتاز المدينة بمناخٍ معتدلٍ في فصل الصيف، وباردٍ في فصل الشتاء. ويعتبر جبل مشليفن البالغ ارتفاعه 2000 مترٍ، وجبل هيري البالغ ارتفاعه 1600 متر من أبرز الجبال في المدينة. تتسم المدينة بكثرة أشجار الزيتون، كما أنّها تعدّ من أكثر المدن المغربية إنتاجاً للمحاصيل الزراعية.
حي وادي الذهب: يقع في منطقة سيدي بوزكري مكناس، مقابل القصر البلدي، ويعتبر من أبرز الأحياء القديمة في المدينة.
وليست مكناس الحاضرة الوحيدة الجميلة في المغرب، فهناك أيضاً مدينة وليلي الأثرية: وهي تقع جهة الشرق من مكناس العتيقة، وهي مدينة أثرية يعود تاريخها الى القرن الثالث قبل الميلاد وتقع على بعد 30 كم غرب مدينة مكناس. تضم المدينة مبنيين رئيسيين هما المبنى الرئيسي، والمعبد الروماني، وتزخر بالعديد من الفسيفساء الأثرية. وتصنف وليلي ضمن التراث العالمي الإنساني منذ 1997، ومن أهم المواقع الأثرية في المغرب وأكثرها استقطاباً للسياحة الأجنبية.
.jpg)
لهذه المدينة أهمية تاريخية كبيرة لدى المؤرخين المهتمين بعلم الآثار، باعتبارها مدينة تاريخية عتيقة، وقد أظهرت الحفائر الأثرية التي تمت بالمنطقة خلال القرن العشرين الميلادي، أن أول استقرار سكان بمدينة وليلي يرجع إلى القرن الثالث ق.م، كما تدل على ذلك بعض النقوش البونيقية التي تم العثور عليها، والتي تعود إلى فترة حكم الملك يوبا الثالث، وبطليموس ما بين سنة 25 ق.م و40م.
وقد عَرفت المدينة عدة تطورات عبر العصور القديمة حسب المصادر التاريخية التي أوردت ذكر وليلي وخاصة بعد سنة 40 م، إلى درجة أنها أصبحت عاصمة لموريتانيا الطنجية، كما عَرفت خلال فترة حكم الأباطرة الرومان تطوراً كبيراً وحركة عمرانية متميزة، والمتمثلة في عدة بنايات عمومية شيد أغلبها من المواد المستخرجة من جبل زرهون، أهمها: قوس النصر، المحكمة، معبد الكابتول، والساحات العمومية.
