الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مقام "النبي يونس" في الجيّة... وجهة للمؤمنين والباحثين عن التأمل

المصدر: النهار
ريم قمر
مقام النبي يونس- تصوير ريم قمر
مقام النبي يونس- تصوير ريم قمر
A+ A-

يقع مقام النبي يونس في منطقة الجية الواقعة على مسافة 23 كم جنوب لبنان. وتعدّ الجية من المدن البحرية القديمة على الساحل اللبناني، فكان يطلق عليها في الفترة اليونانية تسمية "بورفيرون" أي مدينة الأرجوان وذلك بسبب شهرتها بصناعة الصباغ الأرجواني.

تضم الجية مواقع أثرية وتاريخية عدة أبرزها مقام النبي يونس الذي يعتبر من أهم معالم المنطقة، فيقصده المؤمنون من مختلف المناطق اللبنانية.

 
 
تصوير ريم قمر

 

وبحسب التقاليد المحلية، ان موقع المقام (الذي يعرف برأس يونس) هو المكان نفسه الذي لفظ فيه الحوت النبي يونس، أو يونان (بالعبرية) بعد أن ابتلعه وبقي في بطنه لمدة ثلاثة أيام.

ولقد شيد أبناء بورفيرون القدامى مقامًا للنبي يونس (يونان) لذكرى هذه الحادثة. ومن المرجّح أن كنيسة بيزنطية كانت قد شيدت في المكان نفسه أيضًا، ولكنها تعرّضت في وقت لاحق للخراب بسبب الحروب والزلازل التي ضربت الساحل اللبناني. لا تزال آثارها ظاهرة حتى اليوم في موقع المقام.

 
 

تحوّل المقام المبني من الحجر الرملي، الى مقام إسلامي بعد سيطرة المماليك على المنطقة، كما حدث للعديد من الأبنية المسيحية.

من المعالم القديمة التي لا تزال ظاهرة في تصميم المقام، الأعمدة الرخامية وتيجان الأعمدة الكورنثية الطراز والتي تحمل بعضها إشارة الصليب البيزنطي.

 
 

يتألف المقام من بهو  يؤدي الى الداخل حيث توجد الى يسار المحراب غرفة جانبية صغيرة تحتوي على ضريح، يعتقد الأهالي انه يعود للنبي يونس.

يتوسط الساحة الخارجية للمقام  بئر مياه تصل عمقها الى 10 أمتار تقريبًا. بحيث كان من السائد وجود آبار للمياه في جوار اماكن العبادة القديمة والمواقع الدينية المقدسة، لما للمياه من  رمزية. فهي تمثل الخصوبة والحياة، وتستخدم للتبرك والتطهير.

 
تصوير ريم قمر

 

تعلو المقام قبة خضراء محمولة على عقود متقاطعة ذات أحجار قديمة شاهدة على تاريخ المقام وقدمه.

وعند مدخل المقام نمت شجرة ضخمة عتيقة من فصيلة الصنوبريات. بعض أغصان هذه الشجرة لا تورق أبدًا، فيعتقد السكان المحليون أن ذلك يرتبط بقصة النبي يونس الذي لفظه الحوت في الموقع عاريًا، فتعرّت هذه الأغصان لتكسو عريه ولم تعد تورق منذ ذلك الحين.

 
تصوير ريم قمر

 

بجوار المقام يوجد خان مؤلف من طبقتين، تحدث عنه الرحالة والمستشرقون في كتاباتهم. ولقد كشفت الحفريات الأثرية التي جرت في المنطقة عن أطلال منازل  وكنيسة ومنشآت من العصر البيزنطي تتميز بجدرانها العالية المكسوة بالرسوم الجدرانية وأرضياتها المرصوفة بالفسيفساء والتي يمكنك استكشافها عند زيارة الجية.

 

تصوير ريم قمر
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم