الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

في ليبيا... نزاع بلا أفق بعد استقالة المبعوث الأممي

المصدر: "أ ف ب"
الأعلام الليبية.
الأعلام الليبية.
A+ A-
تعكس الاستقالة المفاجئة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي فشل جهود المصالحة بين الأطراف المتنافسين الذين اتهمهم بإدامة تقسيم البلاد لخدمة مصالحهم.

وأعلن الديبلوماسي السنغالي الذي يتولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا منذ 18 شهرا فقط، الثلثاء، تقديم استقالته إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش.

ووجه باتيلي انتقادات للأطراف الرئيسية المتصارعة في بلاد تعاني من الفوضى والانقسام والعنف منذ سقوط نظام معمّر القذافي في العام 2011.

وفي إشارة إلى "تدهور" الوضع في الأشهر الأخيرة، ندد باتيلي بـ"غياب الإرادة السياسية وحسن النية لدى القادة الليبيين السعداء بالمأزق الحالي".

ومنذ الإطاحة بنظام القذافي، تشهد ليبيا فوضى عارمة وتحكمها سلطتان تنفيذيتان متنافستان، واحدة في طرابلس (غرب) بقيادة عبد الحميد الدبيبة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والثانية في الشرق برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم المشير خليفة حفتر ومعقله في بنغازي.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في كانون الأول/ديسمبر 2021، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات بين المعسكرين المتنافسين، مما أدى إلى إطالة أمد عدم الاستقرار السياسي.

وقال باتيلي الذي أشار أيضًا بإصبع الاتهام دون تسمية الرعاة الأجانب لكلا المعسكرين المنافسين، "إن التصميم الأناني للقادة الحاليين على الحفاظ على الوضع الراهن من خلال المناورات وتكتيكات المماطلة، على حساب الشعب الليبي، يجب أن يتوقف".

ورأى جلال حرشاوي، الباحث المشارك في المعهد الملكي البريطاني، إن رحيل باتيلي ليس مفاجئا، لسبب بسيط وهو أن العملية التي كان يقودها لعدة أشهر كانت "قد استنفدت تماما بالفعل".

"تخريب" 
ووفقا لحرشاوي، فقد قوضت جهود باتيلي إلى حد كبير من قبل مصر التي تمثل إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، الداعم الرئيسي لحفتر ضد سلطات غرب ليبيا المدعومة بشكل خاص من تركيا.

وقال حرشاوي المتخصص في الشؤون الليبية لفرانس برس إن "هذا الوضع هو نتيجة عوامل عدة، بما في ذلك على وجه الخصوص السياسة المصرية التي تتعارض بشكل منهجي مع المنطق المتماسك نسبيا الذي حاول باتيلي غرسه".

وأضاف "في مواجهة تخريب القاهرة، لم تدعم الديموقراطيات الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة أو فرنسا، بشكل حقيقي، باتيلي، مفضلة بطريقة سلبية تجنب الإساءة إلى العملاق المصري".

من جهته، رأى عماد بادي، الخبير في المجلس الأطلسي، أن رحيل باتيلي يأتي في "نقطة تحول لا يمكن إنكارها حيث تختفي قشرة الاستقرار التي سادت ليبيا في السنوات الأخيرة".

وفي انتظار خليفة لها، فإن الأمريكية ستيفاني كوري التي تم تعيينها في مارس/آذار نائبة لباتيلي للشؤون السياسية، هي التي ستتولى مهامه موقتا، وهو ما يعد إعادة لسيناريو الولاية المؤقتة لمواطنتها ستيفاني ويليامز التي تولت (بالإنابة) في الفترة بين آذار/مارس 2020 وتموز/يوليو 2022 مهام المبعوث الأممي الأسبق غسان سلامة.

وأشار حرشاوي الى أنه "من المحتمل جدًا" رؤية كوري "تبرز كمبعوثة خاصة موقتة"، وهو ما سيكون "ترتيبًا يسمح للولايات المتحدة بقيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دون الاضطرار إلى مواجهة الفيتو الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

من جهته، قال بادي إن منصب كوري يسمح لها بالعمل لفترة موقتة في غياب رئيس للبعثة، لكن ما يمكنها إنجازه ستكون "مقيّدة في ما يمكنها إنجازه".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم