الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

تصاعد الضغوط الميدانية والسياسية قبل اسئتناف مفاوضات الهدنة في غزة

المصدر: "النهار"
أطفال في رفح ينتظرون للحصول على الطعام (أ ف ب).
أطفال في رفح ينتظرون للحصول على الطعام (أ ف ب).
A+ A-

لاتزال الأخبار متضاربة بشان القيادي في حركة "حماس" مروان عيسى. فقد أشارت "هيئة البث الإسرائيلية" في تقرير لها، أن الرجل الثاني في الجناح العسكري لحماس مروان عيسى، قد قتل بالفعل في قصف إسرائيلي سابق في مخيم النصيرات في غزة.

الّا أن حركة "حماس" لم تعلق على الموضوع، ولم يصدر عنها أي خطوة في اتجاه تأكيد أو نفي الخبر.

يأتي ذلك في وقت تتحضر فيه العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد، لاستقبال مفاوضين إسرائيليين، في محاولة جديدة من قبل وسطاء التهدئة الى ايجاد مخارج لوقف إطلاق النار.

والمحاولات هذه تأتي في وقت يحاول فيه الطرفان "حماس" واسرائيل تقديم انتصارات واضحة قبل الدخول في أي هدنة، لذلك فإن اغتيال عيسى أو محاولة اغتياله مسألة دقيقة للطرفين.

 
وهذا ما أشارت اليه صحيفة "الغارديان" البريطانية، في مقال اليوم الأحد، "أنه وعلى إثر العملية الإسرائيلية، فإن جميع أنظمة اتصالات كبار قادة الحركة، التي تعتمد على الرسائل المشفرة، قد توقفت لأكثر من 72 ساعة بعد الغارة". وأن هذا الأمر نفسه حدث في أوقات سابقة إثر مقتل قادة كبار في غزة.

وبحسب الصحيفة، فإن قادة "حماس" يدركون ضرورة تقديم انتصار كبير للفلسطنيين، خصوصاً بعد الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع، والأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى.

وقال خبراء للغارديان إن الضربة التي استهدفت عيسى، أحد المنظمين الرئيسيين للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، تشير إلى أن إسرائيل تحصل على معلوماتها من مصدر رفيع المستوى في الحركة.

وفي شقّ آخر، تنقل الصحيفة عن "مصادر على اتصال بالحركة" قولهم إن المفاوضات أحدثت انقساماً داخل "حماس" وتحديداً بين القادة العسكريين في غزة، والقيادة السياسية في الخارج.

بدوره الخلاف مع السلطة الفلسطينية، عاد ليتفجر بشكل غير مسبوق منذ "طوفان الأقصى" على خلفية تعيين الرئيس الفلسطيني محمود عباس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمد مصطفى، تشكيل حكومة جديدة خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل محمد اشتيه. وهو كذلك رجل أعمال على أن يؤلف حكومة تكنوقراط بناء على طلب المجتمع الدولي.

وكانت الحركة والسلطة، قد تبادلتا اتهامات قاسية، إذ اعتبرته "حماس" قراراً فردياً من شانه تعميق الانقسام الداخلي في وقت يتطلب وحدة وطنية.

وكان الردّ من قبل حركة "فتح" ببيان قالت فيه إن "من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية".

وأضافت "فتح" في بيانها، أنه على قادة "حماس" وقف سياسة الإرتهان الى "أجندات خارجية" والعمل على وقف الحرب وإنقاذ الشعب الفلسطيني وقضيته من التصفية.

 
الخلافات الفلسطينية الداخلية، والضغوط الخارجية باتجاه الهدنة، واستكمال إسرائيل عمليات القصف العنيف على القطاع واستهداف قادة "حماس"، تأتي في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة اليوم الأحد أن ما لا يقل عن 31645 فلسطينياً قتلوا وأصيب 73676 جراء الهجوم الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول.
وأكدت الوزارة أن 92 شخصًا قتلوا وأصيب 130 بجروح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء الغارات والقصف الإسرائيلي، مشيرة الى أن الكثير من الضحايا ما زالوا تحت الركام أو في الطرقات ويصعب الوصول إليهم.
هذا الى جانب الأرقام المقلقة التي عبّرت عنها الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، عن الجوع وسوء التغذية الذي يضرب مناطق واسعة من القطاع لاسيما في الشمال. 
 
والضغوطات لا تقتصر على الجانب الفلسطيني، إنما لرئيس الحكومة الاسرائيلية حصة منه، إذ يعاني إئتلافه الحاكم من ضغط أميركي كبير، حتى إن بعض التسريبات في الاعلام الإسرائيلي أشارت إلى أن هناك تأخراً متعمداً في تسليم شحنات الأسلحة إلى تل أبيب. 
إلى جانب ذلك هناك الخلاف الحكومي الداخلي الذي يزداد احتداماً إلى جانب التحركات التي يشهدها الشارع الإسرائيلي لاسيما من أهالي وعائلات الأسرى لدى "حماس"، واستطلاعات الرأي تظهر بدورها تدني شعبية نتنياهو وحزب الليكود إلى أدنى مستوياتها. 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم