الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

بعد ساعات طويلة من التفتيش والتدقيق... الجيش الإسرائيلي ينسحب من مستشفى الشفاء في غزة

المصدر: أ ف ب
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 15 تشرين الثاني 2023، وتظهر جنودا خلال اقتحام مستشفى الشفاء في مدينة غزة (أ ف ب).
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 15 تشرين الثاني 2023، وتظهر جنودا خلال اقتحام مستشفى الشفاء في مدينة غزة (أ ف ب).
A+ A-
اقتحم جنود إسرائيليون وهم يطلقون النار في الهواء مستشفى الشفاء في غزة فجر الأربعاء، وانسحبوا منه بعد ساعات طويلة من التفتيش والتدقيق في هويات الموجودين في المكان، وفق صحافي متعاون مع وكالة فرانس برس.

بعد اقتحامه فجرا، طلب الجنود من الموجودين داخل مجمع الشفاء الطبي، وهو  أكبر مستشفيات القطاع، الاستسلام.

بلغة عربية ركيكة، صرخ جندي عبر مكبّر صوت "كل الشبان من 16 عاما وما فوق، عليكم رفع أيديكم الى فوق والخروج من المبنى إلى الساحة الخارجية وتسليم أنفسكم".

وفورا، بدأ مئات من الشبان الخروج من مختلف الأقسام الطبية في المستشفى الواقع غرب مدينة غزة حيث تتركّز المعارك بين الدبابات الإسرائيلية ومقاتلي حماس والجهاد الإسلامي منذ أيام.

في ساحة المستشفى، شاهد الصحافي العالق في المكان الذي كان قصده لتغطية صحافية، قرابة ألف شخص مع أياديهم في الهواء، وطلب الجنود من البعض خلع ملابسهم.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى مساء اليوم، وأعادت الدبابات التي كانت في حرمه انتشارها في محيطه، وفق الصحافي الذي قال إن الجيش اعتقل نحو مئة شخص بعد أن طلب منهم إعادة ارتداء ملابسهم الداخلية.

وكانت تقديرات للأمم المتحدة أشارت الى وجود 2300 شخص على الأقل داخل المجمع الذي تحيط به الدبابات منذ أيام، وبينهم مرضى وأفراد طواقم طبية ونازحون.

قبل المعارك التي اندلعت في محيط المستشفى، كان عشرات آلاف النازحين لجأوا الى المستشفى، كما الى غيره من المؤسسات الطبية والتربوية، أملا بالاحتماء من القصف المكثف الذي يتعرض له القطاع منذ السابع من تشرين الأول، تاريخ شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل.

وتكثّف القصف بعد بدء الجيش الإسرائيلي عمليات برية واسعة داخل قطاع غزة في 27 تشرين الأول. ومع تقدمه في اتجاه مستشفى الشفاء، فتح الجيش "ممرا آمنا" خرج منه آلاف الفلسطينيين ونزحوا جنوبا.

- توزيع ماء -
داخل المستشفى، وزّع الجنود الماء على المدنيين.

ويعاني القطاع المحاصر من انقطاع في الماء والكهرباء والوقود بعد أن شددت إسرائيل حصارها ردا على هجوم حركة حماس غير المسبوق على أراضيها في السابع من تشرين الأول.

وتنقّل الجنود بين الأقسام والغرف، وقاموا بعمليات بحث وتفتيش دقيقة حتى للنساء الأطفال.

وتعالت أصوات بكاء نساء وأطفال في بعض الأقسام.

مقابل قسم الطوارىء، وضع الجنود بوابة إلكترونية نصبت عليها كاميرات.

وطُلب من البعض المرور أمام الكاميرات المجهزة للتعرّف على هوياتهم.

وتحدّث نازحون من شمال قطاع غزة الى جنوبه خلال الأيام الماضية عن كاميرات نصبت على طول "الممرات الآمنة" التي فتحت للنازحين الفارين باتجاه الجنوب.

في المستشفى، استجوب الجنود بعض الجرحى وعائلاتهم.

وقالت منسقة "أطباء بلا حدود" في الأراضي الفلسطينية نتالي ثيرتل لوكالة فرانس برس إنه ليس من الممكن إجلاء المرضى الذين "يعجز معظمهم عن الحركة" من المستشفى في ظل الوضع الأمني الحالي.

ودعت ثيرتل إلى "تطبيق القانون الإنساني الدولي"، مضيفة "هناك أدلة كثيرة على أنه لا يتمّ احترامه"، فيما أكدت الأمم المتحدة ومنظمات دولية إنه ينبغي احترام حرمة المستشفيات وعدم جواز مهاجمتها أو اقتحامها.

وتتهم السلطات الإسرائيلية حماس التي تصنفها الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الاوروبي "منظمة ارهابية"، باستخدام المستشفيات، وبينها الشفاء، لشن هجمات او الاختباء واستخدام المدنيين "دروعا بشرية"، الأمر الذي تنفيه الحركة.

- حاضنات -
ويقع مجمع  الشفاء الطبي غرب مدينة غزة حيث تدور معارك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حركة حماس على الأرض.

ودارت في محيط مستشفى الشفاء منذ أيام معارك عنيفة ترافقت مع قصف إسرائيلي كثيف.

وكانت الظروف صعبة داخل المجمع خصوصا في ظل انقطاع الكهرباء منذ أيام. 

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء إنه قام بتسليم حاضنات وأغذية للأطفال وإمدادات طبية إلى المستشفى خلال العملية "الدقيقة والمحددة الهدف ضد حماس" التي قام بها في "منطقة محددة من المستشفى".

وأكّد أنّ وحداته "ضمتّ طواقم طبّية ومتحدّثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محدّدة للاستعداد لهذه البيئة المعقّدة والحسّاسة، بهدف عدم إلحاق أيّ ضرر بالمدنيين الذين تستخدمهم حماس دروعاً بشرية". 

ولم يعرف إن كان الجيش نقل أيضا وقودا الى المستشفى لتشغيل الحاضنات، إذ إن مولدات الكهرباء توقفت في الأيام الأخيرة عن العمل بسبب نقص الوقود في المستشفى.

وللمرة الأولى منذ أربعين يوما، دخلت شاحنة وقود من مصر الى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي الأربعاء، وفق ما أفادت وسائل إعلام قريبة من السلطات في القاهرة.

وتوقفت مستشفيات عدة عن تقديم الخدمات بسبب نقص الوقود.

وقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل منذ بدء هجوم حماس، غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من الهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية التي تقدّر كذلك أن نحو 240 شخصا أخذوا رهائن في الهجوم. وقال الجيش الثلثاء إن 46 جنديا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب.

وتقصف إسرائيل القطاع دون هوادة منذ الهجوم. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الثلثاء أن 11320 شخصا قتلوا في القصف بينهم 4650 طفلا.

وكان مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية قال الثلثاء إن "179 جثة" على الأقل دفنت في "قبر جماعي" في باحة المجمع، موضحا أن بينهم الأطفال الخدج السبعة الذين توفوا جراء انقطاع الكهرباء عن حاضناتهم.

وأضاف "اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي"، مشيرا إلى أن "الجثث تنتشر في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم