الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

المغرب ينتقد المراقبة الصحية للمسافرين من إسبانيا ومدريد تحتج

المصدر: "أ ف ب"
منع التجول في المغرب (أ ف ب).
منع التجول في المغرب (أ ف ب).
A+ A-
أثار اختيار المغرب إعادة رعاياه العالقين في أوروبا، بسبب إغلاق الحدود، انطلاقاً من البرتغال بدل اسبانيا خلافاً جديداً بين الرباط ومدريد على خلفية انتقاد المغرب إجراءات المراقبة "غير الصارمة" للحالة الصحية للمسافرين.

وعزت وزارة الصحة المغربية هذا القرار إلى "غياب احترام البروتوكولات الصحية المرتبطة بكوفيد-19 من قبل السلطات الإسبانية، وغياب ضمانات ملموسة على احترامها بطريقة حازمة وسليمة طبقاً للتوصيات والإجراءات الصحية المتعارف عليها دولياً".

وأوضحت في بيان أنها رصدت "عدة حالات وإصابات بفيروس كوفيد-19، عند وصولها أو عبورها من المغرب، قادمة من إسبانيا في إطار رحلات خاصة"، منتقدةً "عدم وجود المراقبة المتعيّنة لجوزات التلقيح بالنسبة للمسافرين".

ردّ وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس في مؤتمر صحافي بمدريد بشدّة على هذه الانتقادات، معتبراً بيان وزارة الصحة المغربية "غير مقبول من وجهة نظر إسبانيا ولا يطابق الواقع".

وأضاف أن "إسبانيا تحترم كل المعايير الدولية المتعلقة بمكافحة وباء كوفيد، والحكومة تعمل على ذلك دون هوادة".

وأفاد الموقع الاخباري الإسباني "إل كوفيدانسيال" المطلع أن الخارجية الإسبانية استدعت القائم بأعمال سفارة المغرب بمدريد فريد أولحاج "للاحتجاج". في حين لم تشأ الوزارة الإدلاء بأي تعليق لوكالة "فرانس برس" حول الموضوع.

وكان ألباريس أوضح أنه "لم يخبر بما جاء في بيان وزارة الصحة المغربية قبل أن يتمّ نشره"، معتبراً أن ما أورده "لا يستند على أية معطيات موضوعية، وهذا ما سأقوله للمغاربة".

لكنه أكّد أيضاً أن "إسبانيا تعمل بكل إرادتها الحسنة على إقامة أفضل العلاقات مع المغرب".

يأتي هذا الخلاف الديبلوماسي الجديد بعدما شهدت علاقات الجارين أزمة حادة في نيسان بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية إبراهيم غالي للعلاج "لأسباب إنسانية". الأمر الذي اعتبرته الرباط "مخالفاً لحسن الجوار"، مؤكّدةً أن "غالي دخل إسبانيا من الجزائر بوثائق مزورة وهوية منتحلة".

تفاقمت الأزمة منتصف أيار حين تدفق نحو عشرة آلاف مهاجر معظمهم مغاربة على جيب سبتة الاسباني شمال المملكة، مستغلين تراخياً في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.

وتبادل البلدان تصريحات حادة، حيث اتهمت مدريد خصوصاً المغرب بارتكاب "عدوان" و"بالابتزاز".

ودانت الرباط من جهتها "اللغة المزدوجة" و"الترهيب"، واستدعت للتشاور سفيرتها في إسبانيا التي لم تعد بعد إلى مدريد.

وكان المغرب أعلن الأسبوع الماضي عن تنظيم رحلات استثنائية لإعادة الآلاف من رعاياه العالقين في الخارج انطلاقاً من البرتغال وتركيا والإمارات، وذلك بعد إغلاق الحدود حتى 31 كانون الأول بسبب الانتقال السريع لـ"أوميكرون"، المتحوّر الجديد من فيروس كورونا، وتجدّد تفشّي الجائحة في أوروبا.

لكن السلطات عادت لتعلن تعليق هذه الرحلات الاستثنائية ابتداءً من الخميس، بسبب الانتشار الواسع للمتحور "أوميكرون".

مساء اليوم، نبهت وزارة الصحة المغربية في بيان إلى أن "احتمال حدوث انتكاسة وبائية يبقى جد وارد"، معلنةً "تسجيل 28 حالة إصابة مؤكّدة بالمتحور و46 حالة محتملة حتى الآن".

كما سجلت الوزارة ارتفاعاً يناهز 50 بالمئة في عدد الإصابات بالوباء خلال الأسبوعين الأخيرين، رغم استقرار عدد الوفيات (14814 في المجموع)، بينما فاق عدد الإصابات منذ بدء الوباء 953 ألفاً.

يراهن المغرب على إغلاق الحدود وحملة التطعيم ضدّ الوباء للحفاظ على تراجع الإصابات اليومية والوفيات خلال الفترة الأخيرة، بعدما كانت شهدت ارتفاعاً في الصيف.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم