الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"شَتِّت بآب"... ظاهرة مناخية عادية؟

المصدر: "النهار".
أمطار في وسط بيروت (حسام شبارو).
أمطار في وسط بيروت (حسام شبارو).
A+ A-
"معقولة تشتّي بآب"، أغنية حين غناها وائل كفوري منذ عقود لم يكن يعلم أنّها قد تحصل فعلاً، بحيث شهد لبنان خلال شهر آب الجاري هطولاً للأمطار على الجبال مع رياح قوية، وشهد الساحل اليوم هطولاً بسيطاً للأمطار كذلك. هل هي ظاهرة أم أمر طبيعي؟
 
(نبيل إسماعيل)


"الأمطار في شهر آب أمر يحدث"، يقول مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في جامعة "البلمند" الدكتور جورج متري، في حديث لـ"النهار"، إذ لا يمكن أن نجزم أنّ لا أمطار في شهر آب وليس هناك ثوابت.
 
وقد شهد لبنان في السنوات الماضية هطولاً للأمطار في شهر آب بشكل محصور، والأمر شائع كما في جميع البلدان الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. وهذه الظواهر حدثت هذا الشهر في إيطاليا واليونان، فمنطقة البحر الأبيض المتوسط تتّسم بالرطوبة المرتفعة جداً صيفاً، تتخطى الـ 80-85 في المئة، ومن الطبيعي في جو مشبَّع بالرطوبة أن تهطل الأمطار.
 
 
(نبيل إسماعيل)
 
 
لكن ما هو غير طبيعي، وفق متري، هو أن نشهد تطرّفات مناخية تجري في الطقس، وأن تزيد من وتيرتها، بحيث نشهد هطول كمية كبيرة من الأمطار في فترة قصيرة وتتكرّر على مدى السنوات وتتواصل لمدة أيام، هنا يمكن ربط الظاهرة هذه بالتغيّر المناخي، لكن هطول الأمطار في شهر آب لمرة واحدة لا يعني تغيّراً مناخياً. 
 
وللكشف عن هذه التطرّفات، يجب تتبّع الأمر مع مرور السنوات ومراقبة وتيرة هذا الهطول إذا كانت تصاعدية أم حدثاً طبيعياً عابراً، ومراقبة كمية هطول الأمطار على عدد الأيام.
 
 
(حسام شبارو)
 
إلى ذلك، يقول رئيس دائرة التقديرات في مطار رفيق الحريري الدولي المهندس عبد الرحمن زواوي لـ"النهار"، إنّه "لطالما هطلت الأمطار في شهر آب، والأمر ليس بجديد، في البقاع وتحديداً في رأس بعلبك، إذ تفيض المياه من الأمطار الغزيرة في شهري آب وحزيران، بسبب شدة الهواء الساخن الذي يترافق مع رطوبة عالية، ما يؤدي إلى ارتفاع الرطوبة وبرودتها، بحيث تتشكّل الغيوم الركامية وهي بدورها تهطل ويكون هطولها على شكل أمطار". 
 
لكن ما يحصل اليوم من هطول بسيط للأمطار بحسب زواوي، يختلف عن السبب هذا. بحيث يعود إلى انخفاض درجات الحرارة التي تترافق مع رطوبة مرتفعة، وإن لم تنخفض الحرارة بشكل كبير ولم يشعر بها الناس لا سيما على السواحل، لكنّها تنخفض تدريجياً وقد انخفضت على الجبال.
 
 
(حسام شبارو)
 
 
بالتالي، فإن الكتل الحرارية الساخنة تنحسر وتأتي مكانها الكتل المعتدلة، لذا الأمطار في شهر آب ليست مستغربة، وقد حدثت سابقاً، لا سيما في منتصفه وآخره.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم