جيروم شاهين "أفول الكوكب الثالث"

يغيب الكبار بهدوء، في سكينة الليل، وفي ذكرى الحرب الاهلية التي عانى منها جيروم شاهين كثيرا، قبل ان يسدل الستارة الاخيرة صباح امس، من دون ضجيج، كالعلماء، والمثقفين، والمبدعين، الذين لا تسير خلفهم جحافل من المؤيدين والمحازبين والمنتفعين والطائفيين.
امس، اطفأ جيروم شاهين عينيه، ونعاه المقربون منه وفي طليعتهم الوزير جورج كلاس، والدكتور ميشال سبع.

وكتب كلاس: بعد غيبة المطران غريغوار حداد و إنطفاءة الفيلسوف پول خوري، يحلق الدكتور جيروم شاهين عالياً في "آفاق" الحياة وما بعدها، سادلاً الستارة على نهج العلمانية الناعمة التي كان إحدى مناراتها الهادية .هذا الثالوث الفكري، كانوا في ترابيتهم، الأقرب الى الله، وفي نورانيتهم، هم الآن في قلب الله..!

دمعية مرحمية مكتوبة بجرح الخاطر، أرفعها الى روح الكبير جيروم شاهين، الموغل في ذمة الرب، والذي كلما كان يصحو من وجعة ويقوم من موتة إجتاحته موتات أليمات، ولم يمل من الصفن، مثابرا على هدوئه الملاكي، الى أن مشح نفسه و بارك صحبه وإنتقل الى الأنعام الوفيرة الرحمة، مدوناً أسفار تكوينه بمحبرة الدمع .

وكتب السبع: رحل الأخ والصديق البروفسور الدكتور جيروم شاهين.... جيروم كان سكرتير المطران غريغوار حداد ومن ثم ترأس تحرير مجلة "آفاق" إلى أن توقفت قسرا عن الصدور العام الماضي... تميز جيروم بالوجه البشوش والقلم السيال والفكر الثوري المجدد... لطالما احبه طلابه في الجامعة اللبنانية في كلية الإعلام وكذلك في الصحة... كذلك عمل مع القسيس رياض جرجورة في منتداه وفي الحوار المسيحي الإسلامي. له عدة مؤلفات آخرها "اعترافات كاهن". جيروم شاهين كان شحرور الكنيسة الملكية الكاثوليكية عندما كان كاهنا في كنيسة المخلص. عانى كثيرا من الاوجاع مؤخراً والعناية الإلهية وضعت في طريقه زوجته نجوى سبع التي لم تفارقه لحظة واحدة إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة. وهكذا تطوى صفحة مشرقة من صفحات آفاق الاستشراقية....