18-11-2020 | 11:58

المعلّمة رنا جبر تعمل "مثلها مثل الرجل" لمساعدة المتضرّرين من انفجار بيروت... "هذه قيمنا" (فيديو)

المعلّمة رنا جبر تعمل "مثلها مثل الرجل" لمساعدة المتضرّرين من انفجار بيروت... "هذه قيمنا" (فيديو)
Smaller Bigger
ترايسي دعيج

عزيمة، اصرار وقوّة. إنّها عناوين يوميات المرأة اللبنانية، خصوصاً في المصائب.  تثبت النساء يوماً بعد يومٍ القدرة على تخطّي الصعوبات وإدارة الأزمات بطريقةٍ لافتة وحرفية عالية، فكيف إن وُضعن أمام فاجعة كزلزال المرفأ؟ لا ينزعجن من الأفواه التي تحاول الذبذبة من خلال تصريحات جندرية تعتبر أنّ "الأنثى مكانها البيت"، بالإضافة إلى توكيلها مهمة الطبخ أيام الأحد.
 
المضحك في الأمر، هو نظرة البعض التي لا تزال تعتبر المرأة كائناً يقتصر دورها فقط على الإنجاب وتربية الأولاد. فيتغاضى هذا البعض، أو يتعمّد ألّا يرى الدور الحقيقي للمرأة في المجتمع والمبادرات الإنسانية التي تقودها. فندعو جميع هؤلاء للتعرف إلى رنا جبر، اللبنانية النشيطة التي لا تستلم ولا تعرف التعب، فتكون نموذجاً للمرأة اللبنانية الصلبة حتى في عزّ الفجيعة. تعمل ورفيقتها ناتالي روفايل في ورش المنازل المتضرّرة في بيروت بأيديهما لتوفير أجرة يد عاملة، بهدف تقديم المساعدة لضحايا فاجعة الانفجار التي لا تزال تحقيقاته معلّقة حتّى إشعارٍ آخر.

أصبحت آلة التنقيب الكهربائية جزءاً لا يتجزّأ من يوميّات هاتين الشجاعتين. تسرد معلمة اللغة الإنكليزية رنا جبر مبادرتها الفردية التي أطلقتها بعد أيّام على زلزال 4 آب لـ"النهار"، فتقول: "منذ 15 سنة وأنا أهتمّ مع صديقتي بالعائلات التي هي بحاجة إلى دعمٍ مادي. على هذه القيم تربّينا في منزلنا". تتابع رنا، التي تعلّم أيضاً العزف على البيانو: "أخذت المعطيات من الصليب الأحمر اللبناني وتعهّدت في البداية مساعدة 3 عائلات في إعادة ترميم منازلهم، ثم كرّت السبحة".

انطلقت رحلة البحث عن نجار عاطل عن العمل وبحاجة أيضاً إلى مساعدة. فشاءت الظروف والتقت رنا بالمعلّم نايف الذي يسكن بالقرب منها. تقول إنّ عمله توقّف منذ سنة تقريباً بسبب التظاهرات وجائحة كورونا. وتضيف: "استطعنا حتى اليوم مساعدة 44 عائلة بفضل التقديمات التي أمّنها لنا الأصدقاء". 

تعمل هاتان المعلّمتان بأيديهما لتوفير القدر المستطاع من الأموال ودفعها على المواد الأولية والبضاعة. تتحدث جبر عن نظرة بعض المجتمع تجاه ما تقوم به، فتقول: "يتفاجأ الناس عند معرفتهم أنّنا سنقوم بهذا العمل"، فيقول بعضهم: "أنتو بدكن تشتغلوا؟ أو بس كرمال التصوير؟" تكون ردّ فعلهم الأولى عند رؤيتنا نحمل العدّة. وتضيف: "يُصدم الناس، ولكننا نعمل مثلنا مثل الرجل".

وفي ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة، ومع ارتفاع أسعار البضاعة، تواجه رنا ونتالي صعوبة في الاستمرار والصمود طويلاً. وتبقى المبادرات الفردية، السلاح الأساسي للتّصدي بوجه إهمال وغياب الشبه التام للدولة. 
 
 
 
 
 
 
 
العلامات الدالة

مواضيع ذات صلة

4/11/2019 10:30:00 AM
2/28/2019 12:18:00 PM

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/23/2025 5:18:00 PM
المدوّن الإسرائيلي: يجب أن أريكم كيف تبدو سوريا في عام 2025
سياسة 10/23/2025 8:30:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد على جنوب لبنان...
اقتصاد وأعمال 10/22/2025 3:51:00 PM
لا يمكن اعتبار هذا التراجع "انهيارًا" أو حتى "تصحيحًا"، نظرًا لارتفاع الأسعار الكبير. لا تزال المعادن تحقق أرباحًا جيدة هذا العام، حتى بعد التراجعات الأخيرة
لبنان 10/23/2025 12:59:00 PM
غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منطقة البقاع