ماذا بَعد "شرارات" الهجوم الإيرانيّ المحصور؟

ينتقد الفريق اللبنانيّ المناوئ لمحور "الممانعة" اندلاع "شرارات" الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها طهران في اتجاه الداخل الاسرائيلي، والتي لم تشكّل ضربات حاصدة للنتائج، بحسب ما أعربت عنه أوساط عدّة لبنانيّة من ملاحظات، رغم التهويل المتفاقم الذي أبدته السلطات الإيرانية تزامناً مع الهجوم الذي أثار مخاوف من اشتداد الأوضاع نحو حرب إقليمية شاملة قبل أن تعلن إيران انتهاء هجومها. ولم يكن التحضير الإيرانيّ قد ألحق ضرراً في الداخل الاسرائيلي، وفق معارضي طهران اللبنانيين كما بعض الدوليين منهم، الذين يختصرون الحملة العسكرية الإيرانية المحدودة في أنّها قليلة التأثير وليست في استطاعتها أن تغيّر أوضاع المنطقة. وأتى استهداف إيران صحراء النقب ضمن جغرافيا إسرائيلية عسكرية الخصائص، ليركّز الهجوم على أراضٍ غير مأهولة السكان ما يبقي على الأنماط المتأنية والخافتة إيرانيّاً بعيداً عن التأجيج غير المحسوب مسبقاً، خصوصاً بعدما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية إبلاغ الولايات المتحدة الأميركية أنّ عمليات إيران ضدّ إسرائيل ستكون محدودة ووضعتها تحت مسمّى "الدفاع عن النفس". لكنّ الاحتدام الذي انتهى سريعاً لم يشكّل بالنسبة لخصوم طهران سوى "مفرقعات صاروخية" وصلت مدناً إسرائيلية من دون أن تنفجر أو تكون بمثابة قصفٍ محتدم أو في خانة متساوية مع الخسائر والأضرار التي عانتها إيران بعد الضربات الإسرائيلية المتلاحقة على مواقع الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ثم الغارة الجويّة الاسرائيلية على المبنى الملحق...