الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

المطران عودة في قداس ذكرى استشهاد جبران تويني ورفيقيه: لبنان غير مستعد للانجرار الى حلبة صراع، وما أكثر الذين يدوسون العدالة (فيديو)

المصدر: "النهار"
المطران عودة في القدّاس السّنوي لراحة نفس الشهيد جبران تويني ورفيقيه. (نبيل اسماعيل- النهار)
المطران عودة في القدّاس السّنوي لراحة نفس الشهيد جبران تويني ورفيقيه. (نبيل اسماعيل- النهار)
A+ A-
في الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد جبران تويني ورفيقيه، أقيم قداس عن روحه في كاتدرائية القدّيس جاورجيوس للروم الأرثوذكس – ساحة النجمة، بحضور عائلة الشهيد وأسرة "النهار" بالإضافة إلى شخصيات سياسية ومن مجالات مختلفة.
 
وفي عظته، اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، أن "جبران الذي غادر أرضنا منذ ثمانية عشر عاماً، مع رفيقيه نقولا وأندريه، كان شهيد ثقافتين متناحرتين: ثقافة إنسان محب لوطنه ولكل ذرة من ترابه، وثقافة مجرم أراد إسكات كل صوت جريء وقلم حر، بهدف بث روح الجهل والحقد والطائفية المشرذمة، بدلاً من روح المحبة والإنفتاح والمواطنة الحقة".

وتابع عودة: "جبران كان صوتاً صارخاً في غياهب هذا البلد الذي أظلمته الشهوة الشريرة، شهوة المال والسلطة والقوة. لقد شاء أن يكون نهار لبنانه مشمساً ساطع الضياء، مفتشاً عن الحق، ناطقاً بالحقيقة، رافعاً لواء الحرية والعدالة، لكن الشيطان أغوى نفوس أتباعه على هذه الأرض، فأظلم النهار، وغابت شمس الحرية والديموقراطية، منذ ذلك الحين، مع إسكات أصوات عدة نادت باستنارة العقول والنفوس ورذل الأحقاد. لم يأت بعد جبران من يتحلى بجرأته، وبإيمانه ووطنيته الصادقة، ربما لأن القلوب ضعفت خوفا من كم الأفواه والإغتيال، وتعطيل القضاء، لذا على الجميع تذكر قول الكتاب: «إن كان الله معنا فمن علينا".

وأضاف: "لبناننا اليوم بلا رأس، وهو في عين العاصفة مع كل المخاطر المحدقة به. خفت بريقه، خنق صوته، ضاع دوره، هجرت طاقاته، ومن بقي من شعبه يعيش في الفقر والقهر واليأس. جبران صرخ عالياً عام 2001 سائلاً: «أين هو دور لبنان في حوار الحضارات وفي تقريب وجهات النظر بين الغرب والشرق؟ أين لبنان همزة الوصل، لبنان الحضارة، لبنان الإشعاع...؟ أين العدالة؟ أين السلم الأهلي؟ أين الحوار الداخلي؟ أين دولة المؤسسات؟». أسئلة ما زال كل لبناني شريف يطرحها وينتظر الإجابة عنها. في العام نفسه، في زمن يشبه ما نعيشه حاليا كتب: «لبنان صلب في موقفه الإقليمي، وصلب في موقفه ضد العدو وما يقوم به من إجرام في الأراضي المحتلة، وما يقوم به ضد لبنان يوميا... لبنان صلب في وحدته وتعددية مجتمعه، وصلب في إيمانه وتمسكه بهويته وحضارته الفريدة من نوعها، ولبنان صلب وشرس في الدفاع عن وحدة أرضه وشعبه واستقلاله وسيادته. لكن لبنان اللبنانيين غير مستعد لأن يساق مجددا إلى حلبة صراع لا علاقة له به، وغير مستعد أن يقبل بأن تصبح هويته ووحدة شعبه واستقلال أرضه موضع تهديد. وحدتنا وخصوصيتنا وهويتنا مقدسات لن يسمح اللبنانيون لأحد بأن يمسها أو يهددها أو أن يلعب بنار التفرقة مهما كانت الذرائع».

وختم: "دعاؤنا أن يتردد صدى هذه الكلمات بقوة في أذهان المسؤولين والزعماء الذين قد يبيعون الوطن وأرضه من أجل ثلاثين من الفضة. رحم الرب رجالا مثل عصام خوري وجبران تويني، ومنح وطننا قوافل من الرجال الأمناء الأوفياء لينقذوه من براثن كل عدو متربص به سياسيا وثقافيا واجتماعيا وإقتصاديا وإيمانيا".
 
 
 
 
 
وتذكّر جبران تويني محبّوه بكلمات مؤثرة.
 
 
 
تصوير الزميل بنيل اسماعيل
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم