الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لقاء جنبلاط – باسيل... لا براءة ذمة

المصدر: "النهار"
رولان خاطر
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
A+ A-
يسعى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل للخروج من عنق الزجاجة التي يوحي بأنه حوصر فيها، إن بسبب العقوبات الأميركية، أو لفشله في تسويق نفسه كمرشح رئاسيّ، خليجياً وعربياً، أو بسبب الابتعاد المشكوك فيه عن "حزب الله"؛ فيحاول إعادة السخونة إلى خطوط التواصل مع خصومه بدءاً بمعراب وصولاً إلى كليمنصو.
 
لم ينجح جبران في خرق حصن معراب بسبب قناعة "القوات" بأنّ العمل السياسي لا يقوم على "الزكزكات"، ولرفضها أن تكون صندوق بريد يستغلّه باسيل في معركته مع "حزب الله"، وليقينها بأنها "مرحلة وبتُمْرق" ويعود بعدها رئيس "التيار" إلى حضن "الحزب"؛ وتجارب الأمس القريب ثابتة. أمّا إذا نجح باسيل في سلوك طريق كليمنصو، فلا يعني هذا أنّ وليد جنبلاط سيمنحه شيكاً أبيض أو براءة ذمّة عمّا اقترفه من خطايا بحق لبنان والجبل في عهد عمّه.
 
قد يُتاح لباسيل بالشكل استغلال الزيارة للقول إنه غير معزول سياسياً، وله القدرة على الحركة والمناورة في مقابل "الحزب"، وإنه لا يزال ورقة رابحة، وهو الذي يملك ثاني أكبر كتلة نيابية مسيحيّة، وينسج علاقات مع ألدّ خصومه، لكنّه سيكون واهماً - في المقابل - إذا اعتبر أن بمقدوره إيجاد بيئة حاضنة له لدى "الاشتراكي" في القضايا الوطنية الكبرى، بما فيها رئاسة الجمهورية أو أيّ ملفات حساسة، فأجندة التقدمي تختلف عن أجندته، وما يريده جنبلاط من اللقاء يختلف عمّا يريده باسيل، والشروط والأثمان من وراء الزيارة، التي طلبها باسيل نفسه - وفق ما تردّد - قد تكون أكبر من أن يعطي جنبلاط ضمانات بشأنها، ولو ربط البعض خطوة جنبلاط بإطار الحراك الخجول المستجدّ خارجياً حول لبنان؛ فالحكمة والتبصّر من مزايا زعيم المختارة، وهاتان تفرضان قراءة اتجاهات الاستحقاق الرئاسي جيّداً التي تدلّ - بحسب متابعين - إلى قائد الجيش جوزف عون.
 
لذلك، في الجوهر، ما يريده الرجلان من اللقاء مختلف. ومن منطلق المراقِب، إعطاء الزيارة في المضمون أكثر ممّا تحتمل أمرٌ غير واقعي، لأنّ جنبلاط "إن حكى" بعد اللقاء، فسيخرج كما خرج من لقائه مع وفد "حزب الله" الذي زاره أخيراً في كليمنصو، ليشدّد على أهمية الحوار، وعلى النقاط الخلافية؛ وسيعود باسيل بـ"خفي حنين".
 
أمّا في الشكل، فاللقاء بالنسبة لجنبلاط سيكون أكثر من عادي. فالرجل استقبل وفداً من "حزب الله" في دارته، وهو على يقين بأن "مشروع المقاومة وحلفاءها مشروع إلغائي في الأساس، لا يعترف لا بالتراث، ولا بالتاريخ، ولا بالتضحيات، ولا بأحد"... وأَنْ يستقبل باسيل على مائدة غداء، خصوصاً بعد حادثة قبرشمون، فلا ضير من وضعه في إطار سياسة الأبواب المفتوحة التي يعتمدها.
 
قد يكون استقبال باسيل خطوة لا تأتي بإيجابيات على أي صعيد، باعتبار أن فريق 8 آذار يحاول تغطية تعطيله للانتخابات الرئاسية من خلال حوارات جانبية أو من خلال دعوته إلى طاولة حوار، بالرغم من أنّ أي لقاء معه سينتهي كما بدأ. وبحسب متابعين، فلا اللقاء بين الصديقين، أي جنبلاط وبري أعطى نتائج إيجابية، ولا اللقاء مع "حزب الله"؛ وكذلك سيكون اللقاء مع باسيل، لأن المشكلة موجودة لدى فريق الممانعة. صحيح أن إعطاء مجالات للحوار لهذا الفريق أمر مضرّ، إلا أنّ جنبلاط "المحنّك"، قد يرى أنه لا ضير من الاستفادة سياسياً من بعض اللقاءات، فيزكزك "القوات"، وكذلك "الحزب"، من دون أن يقطع خطوط التواصل مع أحد.
 
اللافت أنّ توقيت الحديث عن قبول اللقاء مع باسيل وسّع مروحة التساؤلات وفحواها، بالنظر إلى ما سبقه من لقاء لجنبلاط مع النائب ميشال معوض أمس، وإيفاده النائب وائل أبو فاعور إلى معراب للقاء الدكتور سمير جعجع.
 
وبحسب متابعين، مهما كثرت التحاليل بشأن هذا اللقاء، فالمعلومات تشير إلى مقايضة معيّنة تتركّز بشأن المجلس العسكريّ لإبقاء القديم على قِدمه حالياً، والتمديد لبعض الضباط للحفاظ على استقرار المؤسّسة العسكرية والأمن، من بينهم رئيس الأركان. أمّا جبران، فسيعود إلى اللقلوق اليوم، وغداً إلى الضاحية، لأنّ الرجل لم يخرج من حضن "الحزب" أساساً لكي يُقال إنّه سيعود إليه.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم